بعد غلقه العام الفارط : مركز الرعاية الاجتماعية بالزهروني سيفتح أبوابه من جديد
إثر أحداث الشغب والاخلالات التي شهدها خلال السنوات الماضية والتي ادت الى اتخاذ قرار بغلقه في شهر جانفي 2023 ، قرر وزير الشؤون الاجتماعية، عصام الأحمر أول أمس الثلاثاء 03 سبتمبر الجاري خلال زيارة غير معلنة إلى مركز الرعاية الاجتماعية للأطفال ومركز «الأمان» ووحدة عيش وإيواء الأشخاص المعوقين بالزهروني ، في إطار التفقّد والاطلاع على سير العمل بعدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة بتونس إعادة فتح مركز الرعاية الاجتماعية للأطفال بالزهروني قبل موفّى شهر سبتمبر 2024 وذلك بعد الانتهاء من أشغال الصيانة والتهيئة ليستقبل مجدّدا الفئات المستهدفة بخدماته.
واطّلع الوزير، بالمناسبة، على ظروف إقامة منظوري هذه المؤسسات الرعائية ونوعيّة الخدمات المسداة لهم، مصغيا إلى طلبات واحتياجات عدد من المقيمين من فاقدي السند وذوي الأوضاع الهشّة والأشخاص ذوي الإعاقة كما تواصل ، في هذا الإطار، مع العاملين بهذه المؤسسات حول مشاغلهم وتطلعاتهم في تحسين ظروف عملهم ودعمهم بالموارد البشرية لتأدية مهامهم على أحسن وجه وفق ما جاء من بيانات للوزارة.
وكان قرار غلق مركز الرعاية الاجتماعية للأطفال بمنطقة الزهروني في تونس العاصمة إثر تراكم الإشكاليات الاجتماعية والتي أصبحت تمثل تهديدا لمصلحة الطفل الفضلى حيث سجل المركز جملة من التجاوزات والاشعارات الأمنية التي تهم السرقات والاعتداءات بالعنف مما يستوجب إعادة مراجعة طريقة تسييره وفقا للمعايير الدولية.
وأفادت وزارة الشؤون الاجتماعية آنذاك ، بأنه تقرر غلق مركز الرعاية الاجتماعية للأطفال بتونس وتوزيع المقيمين فيه على كافة مراكز الإحاطة والتوجيه بكامل تراب الجمهورية، وذلك إثر أحداث شغب جدّت يوم الاثنين 16 جانفي2023 كما تقرر رصد اعتمادات مالية لإعادة تهيئة المركز وإعادة النّظر في صبغته.ودعت الوزارة جميع القائمين على مراكز الرعاية والإحاطة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية إلى تفعيل المراقبة اللازمة والحرص على حفظ كرامة المقيمين داخل مراكز الرعاية والإحاطة الاجتماعية.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها رصد الاخلالات بمراكز الإحاطة للأطفال حيث تم خلال سنة 2021 أيضا بقرار من وزير الشؤون الاجتماعية إيقاف مدير مركز الإحاطة والتوجيه الاجتماعي بتونس عن العمل وفتح تحقيق في حقّه لدى التفقدية العامة للوزارة مع الغلق المؤقت للمركز وذلك بعد وقوفه على جملة التجاوزات والنقائص خلال زيارة تفقد أداها ليلا إلى المركز المذكور ومركز رعاية الأطفال بالزهروني. كما تقرر ، حسب بلاغ صادر عن الوزارة، تأمين إقامة منظوري المركز في مراكز أخرى مؤقتا، إلى حين إعادة تهيئته بما يستجيب لظروف الإقامة والرعاية وحفظ الكرامة ومزيد تدعيم مركز رعاية الأطفال بالزهروني.
وفي ظل تنامي ارقام الطفولة المهددة والفاقدة للسند فان الحاجة إلى تدعيم مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال فاقدي السند وذوي الأوضاع الاجتماعية الهشة اصبحت اليوم ضرورة ملحة من اجل تحقيق التعهد الناجع بالاطفال وحمايتهم من كل المخاطر التي تترصدهم وقد كشف في السياق التّقرير الوطنيّ حول وضع الطّفولة بتونس لسنة 2022 حول «الأطفال في الوسط الرّيفي» في بابه الثالث المتعلّق بآليّات الرعاية والحماية المؤسساتيّة والمجتمعيّة التي توفّرها مختلف هياكل الدّولة المتدخّلة، أن عدد الأطفال فاقدي السند المتعهّد بهم بلغ 904 طفل منهم 498 بالمعهد الوطني للطفولة و406 بوحدات العيش المتعاقد البالغ عددها 13 وحدة.
وأكّد التقرير أنّ اللّجان الجهويّة لمتابعة وضعيّات الأطفال المولودين خارج إطار الزّواج والفاقدين للسّند العائلي سجّلت 1013 حالة ولادة خارج إطار الزّواج خلال سنة 2022 وتعهّد مندوبو حماية الطّفولة بـ 848 حالة.ووفق التقرير ذاته، تعهّدت كل من مراكز الإدماج والدّفاع الاجتماعي بـ 20 ألف وضعيّة والمراكز المندمجة للشّباب والطّفولة بـ 1943 طفل ومركّبات الطّفولة بـ 6652 طفل ومراكز الرّعاية الاجتماعيّة للأطفال بتونس وسيدي بوزيد بـ 394 طفل ومراكز الإحاطة والتّوجيه الاجتماعي بـ 386 طفل.
واكد التقرير، استفادة 1943 طفل من خدمات المراكز المندمجة للشباب والطفولة والبالغ عددها 22 مركزا، وتوفّر هذه المراكز ذات طابع نصف إقامة خدمات اجتماعيّة وتربويّة للأطفال فاقدي السّند العائلي والذين يعيشون ظروفا عائليّة واجتماعيّة صعبة، مع الإبقاء عليهم في وسطهم الطّبيعي باعتماد مشاريع تعهّد وإدماج إفراديّة.
كما سجّل التقرير أن خدمات مركبات الطفولة البالغ عددها 102 مركب انتفع بها 6652 طفل سنة 2022 منهم 3313 إناث و3339 ذكور مقابل 4486 طفل سنة 2021 منهم 2122 إناث و2364 ذكور، وتؤمّن هذه المركّبات متابعة الأطفال والإحاطة بهم على المستوى الصحّي والنّفسي والتّربوي.
وتمّ خلال السنة ذاتها التّدخّل لفائدة 12131 وضعيّة من أفراد وأسر يعيشون وضعيّات صعبة اجتماعيّا واقتصاديّا، حيث قدّمت مراكز الدّفاع والإدماج الاجتماعي 20464 خدمة لفائدة منظوريها، وتعهّدت مراكز الرّعاية الاجتماعيّة للأطفال بتونس وسيدي بوزيد بالأطفال الذين يواجهون وضعيّات هشاشة اجتماعيّة وفقدان السّند العائلي من الجنسين وتتراوح أعمارهم بين 6 و18 سنة والمحالين عليه من قبل قضاة الأسرة أو مندوبي حماية الطّفولة بـ 394 طفل موزعين إلى222 ذكور و172 إناث.وأكد التقرير أن مندوبي حماية الطّفولة بمختلف ولايات الجمهوريّة تلقوا 22690 إشعار خلال سنة 2022 مقابل 17069 إشعار سنة 2021 أي بزيادة 32.9 بالمائة.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…