تونس تشارك في المنتدى التاسع للتعاون الصيني الإفريقي «فوكاك» 2024 : نحو بناء شراكة استراتيجية في أكثر المجالات حيوية..
تحوّل رئيس الحكومة كمال المدوري أول أمس الإثنين إلى العاصمة الصينية يبكين للمشاركة في أشغال المنتدى التاسع للتعاون الصيني الإفريقي «فوكاك» 2024، الذي سينعقد منذ اليوم الاربعاء 4 سبتمبر الجاري ليتواصل إلى يوم 6 من نفس الشهر، وذلك بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيد.
ومن المنتظر أن يشارك في هذه التظاهرة الدولية، رؤساء دول وحكومات إفريقية، بغاية مزيد تعميق علاقات التعاون الاقتصادية القائمة بين الدول الإفريقية والصين.
ويرافق رئيس الحكومة في هذه الزيارة كلّ من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، ووزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، فاطمة الثابت.
وتحرص تونس من خلال مشاركتها في هذا المنتدى على العمل مع الجانب الصيني للاستفادة من المنتدى الصيني ـ الإفريقي من أجل الارتقاء بمستوى التعاون، بما يمكن من مواجهة التحديات المشتركة ويسهم في تحقيق تطلعات الشعوب وبناء مستقبل أفضل لها.
وقد جدد الجانب الصيني في أكثر من مناسبة الالتزام بمواصلة دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس، والاستعداد التام لمعاضدة جهودها في تنفيذ المشاريع ذات الطابع الإستراتيجي، لا سيما في قطاعات الصحة والبنية التحتية والطاقة والنقل والبحث العلمي والفلاحة وغيرها من القطاعات، التي يتم الاتفاق بشأنها.
ويرى عدد من الخبراء أن الصين تعتمد في علاقاتها الخارجية على مفهوم جديد في العلاقات الدولية يسمى بـ«التشاركية» لبناء المستقبل في المقابل تجد تونس نفسها اليوم، في صلب هذه المعادلة التشاركية باعتبار موقعها، الذي يتوسط إفريقيا وأوروبا وحوضي البحر الأبيض المتوسط الشرقي والغربي، وهي مدعوة للعب هذه الورقة الإستراتيجية المهمة، والتي تمثل بالنسبة للصين معطى أساسيا في معادلة الانتشار في جنوب المتوسط وجنوب أوروبا وهي في الوقت ذاته مدخل لإفريقيا، التي تعتبر تونس أحد أهم محركاته الرمزية ثقافيا وسياسيا.
ومن المنتظر أن تطرح تونس في إطار مشاركتها في فعاليات المنتدى، مشاريع شراكة في مجالات عديدة على غرار تهيئة الموانئ التونسية وتشييد موانئ جديدة ضمن شبكة تبادل التجارة البحرية، التي تعتبر الصين رائدة فيها وأول قوة عالمية في هذا المجال إلى جانب مشاريع البنية التحتية، والصحة والنقل وهي قطاعات كان رئيس الجمهورية قد أكد عليها خلال زيارته الأخيرة إلى الصين في جوان الفارط.
وتأتي هذه القمة تحت عنوان: «التكاتف من أجل دفع عمليات التحديث وبناء مجتمع صيني ـ إفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مُشترك». ومن المتوقع أن تحمل دلالات مهمة، للجانبين الصيني والإفريقي، وربما تُدَشِّن فصلًا جديدًا في مسار التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، المُمتد بين بكين وإفريقيا تحت مظلة “فوكاك” لأكثر من عقدين من الزمن (24 عامًا)، ويتصاعد دور منتدى التعاون الصيني-الإفريقي كآلية لتعزيز الشراكة بين الجانبين في هذا الإطار، خاصةً مع الحرص على استمراريته وعَقده بشكل دوري كل ثلاثة أعوام (منذ قمة بكين سنة 2000)، ما يُمَثِّل تأكيدًا على عُمق العلاقات الممتدة بين إفريقيا والصين، وبلورتها داخل إطار عمل مؤسسي قائم على التعاون والنفع المتبادل لكلا الجانبين.
ويعد هذا المنتدى فرصة ثمينة لمزيد توطيد العلاقات الإستراتيجية والاقتصادية والدبلوماسية بين تونس والصين الشعبية أو التي تربط الصين بالدول الإفريقية حيث سيطرح أفكارًا ومقترحات جديدة لبناء مجتمع ذي مصير مشترك رفيع المستوى بين الصين وإفريقيا،ومن المنتظر أن يعلن هذا المنتدى عن إجراءات وتدابير جديدة للتعاون العملي مع القارة السمراء في ميادين عديدة على غرار حوكمة الدولة، والتصنيع والتحديث الزراعي، والسلام والأمن، فضلًا عن التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق.
كما ستمثل هذه القمة فرصة مهمة للتعاون مع إفريقيا في رحلة جديدة نحو التحديث، والارتقاء بمجتمع المصير المشترك بين الصين وإفريقيا، وكتابة فصل جديد للصداقة بين الشعب الصيني وشعوب القارة الإفريقية، مع توليد زخم قوي لدفع التحديث العالمي.
ويؤكد خبراء اقتصاد على ضرورة عمل السلطات التونسية على تجاوز العجز التجاري مع الصين والذي يحتل المرتبة الأولى في معدلات العجز التجارية مع الدول الأجنبية حيث قارب 4 مليار دينار خلال النصف الأول من سنة 2024، وذلك من خلال الترفيع في حصة الصادرات نحو الصين، خاصة في مجال الفسفاط وزيت الزيتون والسياحة ومواد البناء.
رؤوف الفطيري مقرّر لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان لـ«الصحافة اليوم» : البرلمان يتعهد بترجمة مختلف التوجّهات من أجل ارساء دولة إجتماع
في إطار تعزيز الدور الاجتماعي للدولة أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد لدى استقباله وزير الشؤو…