يجمع الكل على أن حرب السابع من أكتوبر كانت القشة التي أنقذت رئيس الوزراء الصهيوني من نهاية سياسية حزينة فالرجل الذي كان يواجه حينها غضب الشارع بسبب تعديلات قضائية استطاع أن يستمر في منصبه وهو الملاحق من أجل شبهات فساد ثابتة لعام إضافي بعد أن رأى فيه الصهاينة الخيار الأفضل في مواجهة هجوم عرّى كذبة الدولة القوية الآمنة والجيش الذي لا يقهر.

استطاع اذن نتانياهو أن يستمر في منصبه طيلة الأشهر الأخيرة واستمات الرجل في التشبث بالكرسي مثلما قال زعيم المعارضة يائير لابيد قبل ساعات بجميع ما أتيح له من أوراق وملفات.

ولعل ملف الاسرى كان من بين أبرز الملفات التي راهن عليها نتانياهو للبقاء في منصبه رغم كل الضغوط التي مورست عليه فقد صور الرجل أن التنازل في هذا الملف بالذات هو انتصار لحماس وليحيى السنوار واستمر في الترويج  أنه لن يقدم أي عرض لابرام اتفاق للهدنة الا بعد القضاء على السنوار ومن معه من قادة حماس.

لكن نتانياهو الذي استفاق السبت الماضي على صور ستة من أسرى بلده يجد اليوم نفسه في مواجهة الشارع الغاضب الذي لم يعد يقبل كل تعلاته ويرى أنها ليست الا ذريعة للبقاء في السلطة لأطول مدة ممكنة.

روج نتناياهو منذ اليوم الأول لأحداث السابع من أكتوبر لأنه سيقضي نهائيا على حماس ولكن النتيجة الوحيدة التي استطاع أن يحققها طيلة نحو 11 شهرا هي قتل أكثر من 40 ألف مدني ومعهم العشرات من الاسرى الصهاينة.

طيلة الأشهر الماضية كانت لاءات نتانياهو التي لا تنتهي حجر العثرة أمام أي اتفاق مع حماس يضع حدا لمأساة وأوجاع الفلسطينيين ويعيد أيضا من تبقى من أسرى الاحتلال لعائلاتهم سالمين.

إن الشارع الصهيوني الذي خرج أمس للشارع للتظاهر والاحتجاج ضد نتناياهو بات على يقين من أن رئيس وزرائه لا يعنيه من هذه الحرب التي يستميت في إطالة امدها سوى البقاء في السلطة لأنه يعي جيدا أن نهايتها ستكون نهاية مسيرته السياسة الصخبة والمثيرة للجدل.

لا يبدو أن غضب الصهاينة واحتجاجاتهم هذه المرة شبيهة بكل الاحتجاجات التي سبقت فالكل صار على يقين من أنه تم التلاعب به ومن أن نتانياهو وحده المستفيد من هذه الحرب التي دفعوا فاتورتها غاليا لذلك فلا غرابة من أن تكون نهاية حقبته قريبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

البيت الأبيض يتعهد بعدم تكرار سيناريو 11 سبتمبر ..وماذا عن غزة؟

في الذكرة عدد 23 لهجمات الـ11 من سبتمبر زار الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس …