لمزيد الضغط على أسعارها : وصول كميات من اللحوم الحمراء وضخّها في مسالك التوزيع

في اطار مواصلة الدولة لسياسة تعديل السوق و مزيد الضغط على الأسعار في ما يتعلق بقطاع اللحوم الحمراء التي شهدت قفزة كبيرة في أسعارها خلال السنوات الأخيرة حيث بلغ الكلغ الواحد منها 50 دينارا فيما بلغ مستوى 57 دينارا في بعض المساحات التجارية الكبرى، وصلت مؤخرا كميات من هذه المادة الى بلادنا وتمّ ضخّها في مسالك التوزيع وذلك وفق معطيات صادرة عن وزارة التجارة وتنمية الصادرات.

وقد انطلقت عمليات توريد اللحوم الحمراء خلال السنة الحالية منذ شهر رمضان الماضي حيث تم توريد 200 طن من لحوم الأبقار المبردة بسعر تفاضلي في حدود 35 دينارا للكلغ الواحد، كما تواصلت عمليات توريد اللحوم الحمراء قبيل عيد الاضحى وكذلك خلال الموسم الصيفي بكميات متفاوتة حسب العرض والطلب.

ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء دفع بالتونسيين الى مقاطعتها حتى في المناسبات الدينية على غرار شهر رمضان وعيد الاضحى، في نفس الوقت برزت دعوات للمجتمع المدني طالبت مفتي الجمهورية باصدار فتوى بالغاء عيد الاضحى. في المقابل ودفاعا عن المقدرة الشرائية للمواطن قامت شركة اللحوم بالوردية منذ يوم 12 أوت المنقضي بتحديد الأسعار القصوى لبيع لحوم الأبقار المنتجة محليا بأسعار مقبولة بـ 38 دينارا للكلغ الواحد من نوع «هبرة و كستيليا» و30 دينارا للكغ من نوع «صدرة».

أزمة قطاع اللحوم الحمراء

لا يختلف اثنان في أن منظومات القطاع الفلاحي تمر بصعوبات كبيرة في مستوى الهيكلة والمردودية الناتجة عن التغيرات المناخية التي ألقت بظلالها على القطاع، فنقص الأمطار و تواصل ظاهرة الانحباس الحراري أدّيا الى تراجع القطيع بنسبة 50 % مقارنة بالسنوات الماضية. كما أن ندرة المراعي والمساحات الخضراء والتعويل على الأعلاف المركبة والخشنة التي هي بدورها تعتبر باهظة الثمن دفع بمربي الماشية الى التفريط في قطيعهم.

كما أن تفشي ظاهرة الذبح العشوائي للأراخي ساهم في تراجع القطيع وارتفاع الكلفة سيما وأن الانتاج الوطني أصبح لا يلبي الحاجيات المحلية وأصبح التعويل أكثر على التوريد.

كل هذه العوامل أدت الى تدهور منظومة اللحوم الحمراء وبالتالي ارتفاع أسعارها، ما أدى الى تراجع معدل استهلاك التونسيين من مادة اللحوم الحمراء من 11,4 كغ للفرد الواحد خلال سنة 2011 إلى  8 كغ خلال السنة الماضية  وذلك وفق أرقام المعهد الوطني للاحصاء.

وتجدر الاشارة الى أن تونس تنتج سنويا نحو 120 ألف طن من اللحوم الحمراء، وتستأثر ولايات الشمال بـ 72 % من مربي الأبقار و٪38 من مربي الأغنام و٪27 من مربي الماعز.