2024-09-01

ميركاتو المحترفين بأوروبا: غابت الصفقات «الكبيرة»

انتهى مثلما هو معلوم سوق التعاقدات الصيفية في أوروبا حيث كان الاهتمام كبيرا بأخبار ممثلي الكرة التونسية في معظم البطولات الأوروبية وأخبار التعاقدات والإنتقالات من فريق إلى اخر، وما ميّز هذا الميركاتو هو الحركية الكبيرة لعدد من الأسماء التونسية الناشطة خارج حدود الوطن ومحافظة البعض الاخر على مقاعدها ضمن أنديتها بين من اختار الاستقرار ومن فشل في الظفر بعرض يلبي طموحاته الرياضية والمادية. ويمكن القول أن مغادرة حنبعل المجبري لمانشستر يونايتد نهائيا يبقى الحدث الأبرز في سوق التعاقدات الصيفية بعد أن حسم متوسط ميدان المنتخب التونسية وجهته وقراره النهائي عبر الإمضاء لنادي بيرنلي لمدة 4 مواسم، والثابت أن قرار المغادرة هو الأفضل والخيار الأنسب بالنسبة إلى اللاعب الذي لم يعد قادر على البقاء احتياطيا أو خارج القائمة في أغلب المقابلات كما أن اعارته في عديد المرات كانت خاطئة وبالتالي كان ضروريا إيجاد صيغة للخروج بصفة نهائية وتغيير الأجواء. ولم يستغرق دخول اللاعب في أجواء ناديه الجديد كثيرا بعد أن أمضى صباحا وخاض أول مقابلة رسمية كأساسي مساء وهو ما يؤكد أن اللاعب يدخل ضمن مخططات النادي الانجليزي الذي عبر عن إعجابه بامكاناته الفنية والبدنية منذ فترة وبالتالي فإن حنبعل المجبري على أبواب تجربة جديدة وكله طموحات كبيرة من أجل تحقيق الهدف المنشود واستعادة التوهج ولم لا العودة إلى صفوف المنتخب التونسي.

تجربة جديدة لبـن سليمان

وعلى خطى زميله المجبري قرر بن سليمان وجهته بصفة رسمية بعد أن أمضى لصالح نادي نورويتش سيتي على سبيل الاعارة قادما من شيفيليد يونايتد، ويملك أنيس بن سليمان مهارات مميزة لكنه مرّ بفترة فراغ طالت أكثر من اللزوم ويبدو أن الإصابات أيضا قد أثرت على مستواه في منافسات الموسـم المـــاضــي. والـثـــابـت أن نـــجـــم وسط ميدان منتخب تونس عاقد العزم على التألق في محطته الجديدة وتقديم مستويات مميزة وتأكيد الامكانات الفنية والبدنية المحترمة التي يمتلكها، ذلك أن التعاقد مع نادي نورويتش قرار ذكي حيث سيضمن له الظهور لأكبر عدد ممكن من الدقائق من أجل استعادة نسق المقابلات الرسمية وكذلك المنافسة في مستوى فني محترم وبالتالي فإن بن سليمان قد أصاب في قراره في انتظار ما ستسفر عنه حقيقة الميدان.

قرار مفاجئ

بعد موسمين مع نادي يونيون برلين الألماني كانت مغادرة متوسط الميدان عيسى العيدوني البطولة الألمانية متوقعة قياسا بما عاشه اللاعب في نهاية الموسم الماضي من ضغوطات بسبب موقــفه من القضية الفلـسطينـــية غــير أن محــطـته المقــبلة هي التي خلفت نقاط استـفــهـام كثيرة. واخـتار العــيدوني الانضمام إلى الـوكرة القطري في وقـت ساد فيه الاعتــقاد أن اللاعب سيواصل المنافسة في أحد البطولات الأوروبية خصوصا وأنه سنه يضمن له مواصلة التجارب الأوروبية بسهولة لكن اللاعب اختار في الأخير العرض المالي الأفضل بما أن الوكرة القطري تقدم بعرض يبلغ حوالي 4.5 مليون دولار وبالتالي فقد اختار العيدوني الانضمام والإمضاء للوكرة لمدة 4 مواسم قادمة. ولم تكن تجربة العيدوني في البطولة الألمانية فاشلة بما أن اللاعب كان من أبرز ركائز الفريق وقدم مقابلات من أعلى مستوى في بداية الموسم حيث شارك في 23 مقابلة و6 مواجهات في منافسات دوري أبطال أوروبا فضلا عن مواجهة وحيدة ضمن سباق كأس ألمانيا خلال الموسم الماضي قبل أن تتغير وضعيته لعدة اعتبارات من أهمها أيضا عدم استقرار الجهاز الفني للنادي الألماني الذي تفادى شبح الهبوط في الأمتار الأخيرة  وبالتالي فإن المغادرة كانت متوقعة قياسا بما عاشه العيدوني في الفترة الماضية.

فشل غير متوقع

توقعت عديد الأطراف مغادرة ثنائي المنتخب التونسي منتصر الطالبي وعلي العابدي لنوادي لورويون وكان الفرنسيين وخوض تجربة جديدة بعد موسم مميز للغاية عرف تألق الثنائي بشكل لافت، وبعد نزول لورويون إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسية ساد الاعتقاد أن الطالبي على أعتاب مغادرة النادي الفرنسي بعد أن كان محور اهتمام عديد الأندية التي تابعته في السابق وكانت عبرت عن رغبته في الظفر بتوقيع والاستفادة من خدماته. لكن مع نهاية الميركاتو الصيفي فشل الطالبي في الحصول على عرض يضمن له تغيير الأجواء وخوض تجربة أوروبية جديدة خصوصا وأن الإصابة التي تعرض إليها في نهاية الموسم لم تخدم مصالحه بشكل كبير لكن اللاعب قيمة ثابتة وفشل وكلائه في تسويقه والحصول على عرض جدي من أجل مغادرة لورويون. والمؤكد أن الطالبي مقبل على موسم صعب للغاية وشاق في الان نفسه بما أن ناديه سيحاول بكل الوسائل المنافسة من أجل العودة إلى الدوري الفرنسي الممتاز وسيخوض مواجهات بنسق ماراطون وبالتالي فإن اللاعب مطالب بالصبر ومواصلة التألق والمحافظة على استقرار مردوده وانتظامه من أجل البقاء في مستوى الانتظارات خصوصا وأنه واحد من ركائز ونجوم منتخب بلاده.

أما بالنسبة إلى العابدي الجناح الطائر لنادي كان الفرنسي فإن مواصلة التجربة مع ناديه تعتبر «خيبة أمل كبيرة» قياسا بالتطلعات التي رافقت اللاعب ومسيرته من أجل تغيير الأجواء والانضمام إلى أحد فرق الدرجة الأولى بعد الموسم المميز واللافت للأنظار الذي قدمه بألوان كان الفرنسي. ولئن عبرت إدارة ناديه عن تشبثها ببقاء اللاعب ضمن صفوفها إلا أن علي العابدي كان بامكانه المغادرة في حال تحصل على عرض مادي محترم يلبي طموحات ناديه ويضمن له مشروعا رياضيا محترما لكن العكس هو الذي حصل وبالتالي فإن العابدي سيواصل التجربة في دوري الدرجة الثانية الفرنسية وسيحاول مواصلة التألق مع فريقه على أمل المغادرة مستقبلا خصوصا وأن امكانات اللاعب من الناحية الفنية والبدنية تضمن له الانضمام إلى فريق اخر بمستوى فني أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

عودة الترجي إلى الانتصارات وأول هزيمة للساقية : الإفريقي يواصل «ثورته» وينفرد بالوصافة

عرفت الجولة العاشرة من المرحلة الأولى لبطولة النخبة لكرة اليد تشويقا كبيرا في على مستوى ال…