2024-08-31

الشرعية الديمقراطية في التعليم العالي : بين تطلعات المجتمع الأكاديمي ومتطلبات الإدارة المعاصرة

تشكل بداية السنة الجامعية الجديدة ،حدثًا بارزًا في حياة الجامعات، إذ تتجدد فيها الطموحات الأكاديمية والتحديات العلمية التي تواجه الأساتذة والطلبة على حد سواء.

تأتي هذه البداية بعد سلسلة من التحضيرات التي تشمل التسجيلات، التنظيمات الإدارية، وأبرزها تغييرات في الهيكلية القيادية للجامعة، سواء على مستوى العمداء أو مديري المؤسسات الجامعية، إذ تم إجراء الانتخابات خلال هذه الصائفة في أغلب المؤسسات الجامعية لتحديد هذه المناصب القيادية قبل بداية السنة الجامعية وهي تضيف بعدًا آخر من الديناميكية والتحول في الحياة الأكاديمية .

حيث تعتبر الانتخابات الجامعية وسيلة هامة لترسيخ مبدإ الديمقراطية والشفافية في إدارة المؤسسات الأكاديمية. وتتيح لأعضاء هيئة التدريس المشاركة في اختيار قادتهم من بين المرشحين الذين يعبرون عن رؤى وبرامج مختلفة لتطوير المؤسسة. وتعزز الانتخابات من الشعور بالانتماء والمسؤولية الجماعية، حيث أن القادة المنتخبين يحصلون على شرعية ديمقراطية من زملائهم، مما يسهم في استقرار العملية الإدارية وتقليل التوترات الداخلية.

جرت الانتخابات نهاية السنة الجامعية وأخرى خلال العطلة الصيفية، وذلك لضمان انتقال سلس لـ«السلطة» قبل بداية العام الأكاديمي الجديد. وكانت هذه الفترة حاسمة من حيث التحضير للتحديات القادمة ، خاصة في ظل المتغيرات الكثيرة التي قد تشهدها البيئة الأكاديمية.

بعد انتخاب عمداء ومديري مؤسسات جامعية، يتم وضع العديد من السياسات والخطط التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم والبحث العلمي . حيث من الممكن أن تكون هذه الانتخابات دافعًا للتجديد والإصلاح في المؤسسات الجامعية.

ومن المهم أن يتم التخطيط لبداية السنة الجامعية بطريقة تجعل الانتقال القيادي بعد الانتخابات سلسًا ومنظمًا، حيث علمنا أن هناك تنسيقا بين بعض القيادات السابقة والجديدة لضمان عدم ضياع المعلومات واستمرار المشاريع القائمة علاوة على استعدادات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتقديم برامج تدريبية للقادة الجدد لتعزيز فهمهم للإجراءات الإدارية والسياسات الجامعية بالتنسيق مع رئاسة الجامعات لضمان إشراك الجميع في التغييرات الجديدة وخلق بيئة تفاعلية وداعمة.

تعد عملية انتخاب عمداء ومديري المؤسسات الجامعية من أهم الأحداث في الحياة الأكاديمية، وذلك لأهميتها الكبيرة في تحديد مسار الجامعات وقيادتها نحو تحقيق أهدافها الأكاديمية والعلمية. وتتسم هذه الانتخابات بأبعاد متعددة تؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم والبحث العلمي، إضافة إلى تعزيز مبدإ الديمقراطية والشفافية داخل المؤسسات التعليمية.

تعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية

عندما يتم انتخاب العمداء والمديرين من خلال عملية انتخابية، يشعر العاملون في الجامعة بأنهم جزء من العملية، مما يعزز لديهم الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه الجامعة. فالقيادة المنتخبة تحظى بشرعية مستمدة من دعم زملائها، وهذا يسهم في بناء الثقة المتبادلة بين الإدارة والأعضاء، ويقلل من الصراعات الداخلية وهذه التجربة التي دافعت عنها الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي منذ سنوات وجعلتها راسخة في التسيير الجامعي، اعطت نتائج إيجابية في هذا الخصوص.

الاستجابة لمتطلبات المجتمع الأكاديمي

القيادة المنتخبة تكون عادة أكثر استجابة لمتطلبات المجتمع الأكاديمي نظرًا لأن انتخابها يعتمد على دعم وتأييد هذا المجتمع. بالتالي، تعمل هذه القيادة على تحقيق تطلعات أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين، وتسعى لتوفير بيئة تعليمية وبحثية محفزة. كما أن القيادة المنتخبة تكون مطالبة بتحقيق الأهداف التي وعدت بها خلال حملتها الانتخابية ، وتكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الجامعة، نظرًا لأن لديها التفويض والدعم من المجتمع الأكاديمي ولها الاستطاعة التامة للتعامل مع القضايا المختلفة بروح من المسؤولية والانفتاح، مما يساعد في إيجاد حلول فعالة وسريعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مشروع الانتقال الطاقي بالمؤسسات العمومية : توجّه لاستدامة الموارد الطاقية وتخفيف الأعباء المالية

تواصل بلادنا تنفيذ مشروع «الانتقال الطاقي في المؤسسات العمومية» الذي سيشمل 22 وزارة، وتهدف…