تعدّ العودة المدرسية والجامعية والإدارية من أولى الاختبارات التي ستمر بها حكومة المدّوري… عودة تتزامن مع انتظارات المواطنين من تحسين خدمات النقل التي تراجعت بشكل واضح وغير مسبوق… وعودة إدارية يعلّق عليها الكثير من الآمال في تحسن الخدمات الإدارية والقطع مع البيروقراطية واكتساح مجالات الرقمنة في أكثر من مجال.
كل هذه الانتظارات وغيرها تستوجب حسن الاستعدادات اللوجستية والأمنية والبيداغوجية والعمل على معالجة الإشكاليات التي يعاني منها كل قطاع بشكل جذري وتشاركي مع مختلف الأطراف حتى يتم تجاوز مختلف هذه الإشكاليات والاستجابة لمتطلبات هذه العودة على أكثر من مستوى.
وقد كان رئيس الحكومة كمال المدّوري في أولى اجتماعاته بوزرائه الجدد قد شدد على أن ملف العودة المدرسية يحظى باهتمام واسع من قبل كل الوزارات والأطراف المتداخلة والمعنية بمختلف أبعاد الاستعداد للعودة المدرسية من نقل وأمن وتعهد المؤسسات التربوية ومحيطها وهو ما تعكسه اللقاءات التي جمعته في مناسبات لاحقة بعدد من الوزراء حيث يؤكد في كل مناسبة على أن الحكومة تعمل على مختلف الأصعدة لضمان عودة طيّبة للتلاميذ والطلبة والشغّالين وغيرهم في ظروف آمنة تحفظ سلامة وكرامة الجميع.
وقد يمثل ملف انتداب الإطارات التربوية اللازمة لهذه العودة المدرسية وسدّ الشغورات التي تعاني منها المؤسسات التربوية على مستوى المعلّمين والأساتذة والقيمين والمتفقدين من أبرز الملفات التي تعكف عليها الحكومة ووزارة التربية وكل الأطراف المعنية للقطع مع أشكال التشغيل الهش في قطاع التعليم ومعالجة ملف المعلمين والأساتذة النواب إلى جانب العمل على تلافي كل النواقص التي تعاني منها المؤسسات التربوية من تحسين للبنية التحتية وصولا إلى توفير كافة التجهيزات اللازمة وتأمين محيط المؤسسات التربوية والجامعية.
ومن جهة أخرى تعهدت الحكومة بأنّها ستبذل كل الجهود المطلوبة مع تسخير كل الإمكانيات، وتعبئة كل الموارد والطاقات، وتضافر كل الجهود مركزيا وجهويا، لإنجاح هذه العودة وتوفير كافة المستلزمات في مختلف جوانبها اللوجستية والبيداغوجية.
ومن جهة أخرى وفي صلب دورها الاجتماعي تعهدت الحكومة بإسناد مساعدة مالية خاصة بالعودة المدرسية لفائدة 520 ألف تلميذ من أبناء العائلات المعوزة ومحدودة الدخل بقيمة 100 دينار عن كل تلميذ ومعاضدة العائلات محدودة الدخل، من خلال دعم تلاميذ المرحلة التحضيرية من أبناء العائلات المنتفعة ببرنامج الأمان الاجتماعي بمبلغ 100 دينار، ومواصلة تخصيص مبلغ 120 دينار لحوالي 25 ألف طالب من أبناء العائلات المنتفعة بنفس البرنامج مع إقرار برنامج توزيع مساعدات عينية لفائدة ما يزيد عن 100 ألف تلميذ من العائلات المعوزة والعائلات محدودة الدخل من المسجّلين في منظومة الأمان الاجتماعي.
وللتصدي لممارسات المضاربة والاحتكار خاصة في المواد المدرسية التي قد تشهد ارتفاعا في الأسعار ونقصا في العرض نتيجة هذه الممارسات تمت الدعوة إلى تكثيف عمليات مراقبة مسالك توزيع المواد المدرسية والتصدّي لعمليات المضاربة والاحتكار، خاصة في الكراس المدرسي المدعّم.
ومن جهتها تعكف وزارة التربية قبيل السنة الدراسية الجديدة على توفير الظروف الملائمة لضمان عودة مدرسية ناجحة من خلال إحكام التنسيق بين الإدارات المركزية والجهوية لمتابعة ظروف العودة المدرسية وتوفير بيئة تعليمية مناسبة وجاذبة.
في المقابل يبقى ملف النقل من أبرز الملفات تعقيدا لما يشهده أسطول النقل من تهالك وتراجع في المعدات ونقص في الصيانة مع الحاجة الماسة لرسم استراتيجية وطنية عاجلة للنهوض بهذا القطاع الاستراتيجي والنوعي لما يمثله من ركيزة أساسية لباقي النشاطات والقطاعات الأخرى وما لديه من تداعيات على مستوى التنمية والنهوض الاقتصادي.
ومن جهتها عبرت وزارة النقل في علاقة باستعداداتها للعودة المدرسية والجامعية عن تعهدها بضرورة التنسيق مع مختلف الهياكل المعنية لضمان نجاح الموسم الدراسي 2024 ـ 2025 وديمومة تنفيذ البرمجة التجارية التي سيتمّ وضعها في الغرض مع الحرص على تأمين السفرات في كنف الأمن والسلامة والوقوف على مدى جاهزية الأسطول وتدارس المقترحات العملية للاستجابة للطلب المتزايد وتحسين العرض.
نبيه ثابت رئيس لجنة الصحة في البرلمان في حوار لـ«الصحافة اليوم» : قطاع الصحة يحتاج إلى إصلاح يشمل أربعة محاور
تجمع جميع الأطراف المتداخلة في القطاع الصحي أن القطاع بحاجة إلى مراجعة هيكلية على المستوى …