2024-08-28

انطلاقة غير مسبوقة في الشكل في انتظار المضامين : رئيس الحكومة يرسم لفريقه خارطة طريق..

ساعات قليلة بعد أداء الوزراء الجدد القسم، اجتمع رئيس الحكومة كمال المدّوري مساء أول أمس الاثنين 26 أوت 2024 بقصر الحكومة بالقصبة مع أعضاء حكومته الـ28.

بحيث، لم يكتف ساكن القصبة الجديد بما قاله رئيس الجمهورية قيس سعيد وهو رأس الوظيفة التنفيذية للوزراء خلال مثولهم أمامه في قرطاج وتلاوة ما يمكن اعتباره بيان «حكومة الرئيس» الجديدة،  بل حرص على بيان طريقة عمله التي يُراد لها أن تقطع مع الطرق السابقة التي كانت سببا رئيسيا في ضعف التواصل بين الفريق الحكومي ورئاسة الجمهورية من جهة ومن جهة ثانية داخل الفريق الحكومي نفسه مما أدى الى تسجيل فشل ذريع في رفع التحديات وتحقيق الانتظارات وهذا تقريبا ما جاء في شرح أسباب التحوير العميق للحكومة من قبل الرئيس قيس سعيد.

وقد أكد المدّوري لفريقه ضرورة الانسجام والعمل بروح الفريق الواحد وشدد على ضرورة إضفاء مزيد من النجاعة على مستوى الأداء الحكومي للاستجابة إلى انتظارات المواطنين أيضا وهي انتظارات «تتطلب الفعل والانجاز وتحمّل المسؤولية بكل أمانة واقتدار والحرص على استمرارية المرافق العمومية وضمان جودة خدماتها وحسن التعهد بطلبات ومشاغل منظوريها» كما جاء في نص بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة.

وعن أولويات عمل الحكومة قال كمال المدّوري لفريقه أنها تتمثل أساسا في تعزيز مقومات الدولة الاجتماعية من خلال توسيع نطاق الحماية الاجتماعية وتحسين الخدمات الصحية والرفع من نجاعة المرافق العمومية للتربية والتعليم والتكوين والنقل وترسيخ ثقافة بعث المشاريع وتنمية المبادرة الخاصة لدى المرأة والشباب وذوي الاعاقة والعائلات محدودة الدخل وفق ذات المصدر دائما.

ومثلما جاء في كلمة رئيس الجمهورية خلال مراسم القسم وحتى في مناسبات سابقة عديدة، تحدث رئيس الحكومة عن الإقلاع الاقتصادي والنمو المستدام وعن ابتكار الحلول وتوفير متطلبات بيئة عمل جاذبة ومشجعة على الاستثمار.

ولم يهمل ساكن القصبة معضلة كبيرة أعاقت عمل الحكومات السابقة وهي الصعوبات التي تعيق انطلاق عدد من المشاريع العمومية والخاصة بسبب المنظومات القانونية والإجرائية وحال الإدارة.

ويبرز من خلال هذا الأداء الاتصالي في أول مناسبة لنشاط سكان القصبة الجدد، أن رسالة رئيس الجمهورية قد وصلت بمحوريها الاثنين، محور تفعيل وتطوير الأداء الحكومي والقطع مع الفشل والتقاعس والارتجال والتقصير والخطإ والخوف والعمل للحساب الخاص، ومحور إضفاء الصبغة الاجتماعية على العمل الحكومي انسجاما مع متطلبات المرحلة.

ويقودنا هذا الى التذكير بالسياق الذي وقع فيه هذا التحوير الحكومي العميق والأول من نوعه منذ 25 جويلية 2021 والذي شمل 22 من ضمن 28 حقيبة وزارية، وقد كان بالإمكان انتظار الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في 6 أكتوبر القادم لكن الرئيس حرص على تحميل المسؤوليات فأزاح عناصر العطالة والاخفاق والأيادي المرتعشة في الوظيفة التنفيذية وشكّل فريقا بمقدوره تحت قيادة كمال المدّوري صاحب التجربة والخبرة والكفاءة في الادارة والتسيير، وصاحب الخلفية الاجتماعية المميزة من التأقلم وحسن الاستجابة للانتظارات والتحديات لتجاوز الأزمة المركّبة التي تعيشها البلاد والتي أظهرت التجربة الحياتية اليومية أن حلّها لا يمكن ان يكون بعصى سحرية او بتغليب البعد السياسي فقط دون الاهتمام بالبعد الاقتصادي والاجتماعي.

إن الاختبار أمام الحكومة الجديدة ليس هيّنا لكن الانطلاقة المميزة في الشكل تجعل التفاؤل مشروعا في علاقة بالمضامين وبالنتائج المرجوة التي ستكشفها لنا الأيام القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تونس تفي بتعهداتها وتتكبّد تكاليفها أكثر من شركائها: المقاربة الشاملة في مقاومة الهجرة غير النظامية متعثّرة

استبشر الجميع قبل سنة ونيف بالتوافق الواسع بين شركاء الجغرافيا في حوض البحر الأبيض المتوسط…