قريبا تحرك وطني للدكاترة الباحثين المعطّلين العمل : المطالبة بتسوية شاملة لملفهم

من المنتظر أن ينفذ الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل تحركا وطنيا أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للمطالبة بتسوية شاملة لملفهم، هذا الملف الثقيل الذي اسال انهارا من الحبر في انتظار إيجاد الحلول الكفيلة والناجعة لإدماج الدكاترة في هياكل البحث وانتشالهم من براثن البطالة والتهميش.

تقول الدكتورة مريم الدزيري دكتورة باحثة في الآداب واللغة العربية ان حراك دكاترة تونس المقصيين عن العمل يجدد تاكيده على ثقته المطلقة في مؤسسة رئاسة الجمهورية لأنها المؤسسة الرسمية الوحيدة التي فتحت لهم ابوابها وأنصتت لمشاغلهم وتبنت ملفهم وتعهدت بمتابعته ومعالجته بعيدا عن انصاف الحلول والتي تثبت فيها الجدية والمصداقية في التعامل مع قضيتهم ..هذا بعد أشهر طويلة من سياسة الابواب المغلقة التي انتهجتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.امام كل تحركاتهم الميدانية منذ 10 اكتوبر 2023.

وتضيف محدثتنا ان قرار تنفيذ تحرك وطني يوم 3 سبتمبر امام مقر وزارة التعليم العالي  و البحث العلمي ينبع من قناعة ترقى ربما الى اليقين ان بعض الأطراف تعمل على عرقلة تسوية ملفهم وتحول دون  حلحلة هذا الملف الوطني الحارق وتعمل على تعطيله عبر المراهنة على تشتيت الدكاترة واسكاتهم بالمسكنات عبر العقود الهشة المحدودة في الزمن والتي تندرج ضمن اليات التشغيل الهش والتي تتناقض مع توصيات رئاسة الجمهورية بالعمل على القطع معها نظرا لتعارضها مع الدستور في فصله السادس والاربعين حول حق المواطن في الشغل بأجر عادل وفي ظروف لائقة..

وتضيف محدثتنا أن اعتماد مبدإ التناظر لتشغيل الدكاترة مرفوض لعدة اعتبارات أهمها عدم تكافؤ الفرص بين المتناظرين ناهيك عن عديد الاخلالات الأخرى التي ستكون لنا عودة للخوض في تفاصيلها تفكيكا وتحليلا وترى ان الحل الجذري يكمن في إدماج الدكاترة في هياكل البحث مؤكدة ان تشغيل الدكاترة يمثل بوابة حقيقية للنهوض بالبلاد في مختلف الاختصاصات كما يعد خطوة إيجابية للاستفادة من الزاد المعرفي الكبير وعدم تصديره لدول أخرى في إشارة طبعا الى تفريط البلاد في كفاءاتها ونزوع الأدمغة التونسية إلى الحل الأبغض ونعني بذلك نقل علمهم ومعارفهم وخبرتهم التي اكتسبوها من مال المجموعة الوطنية ، من تونس إلى دول العالم.

فتونس التي اختارت الاستثمار في الإنسان منذ دولة البناء والتحرر الوطني وأنفقت الجهد المضني والأموال الطائلة والوقت من أجل أن تسهم هذه الطاقات والقامات العلمية في بناء حضارة وطن في ظل عالم لا يعترف إلا بقوة العلم وازدهاره وتبجيله وتثمينه، تونس هذه الأم التي أنجبت وعبّدت دروب النجاح لأبنائها، لم تتمكن للأسف من أن تحافظ عليهم، وأن تحضنهم وتؤطرهم وتجني منهم المحاصيل بعد كل ما قدمته لهم…

من جهة اخرى تؤكد الدزيري  ان شكوكهم ترقى الى اليقين في وجود قوى جذب الى الوراء مازالت تطرح خيار المناظرة كحل واحد وهو ما يتعارض مع توصيات رئاسة الجمهورية بايجاد حلول عاجلة ومرحلية تساهم في توسيع الافاق التشغيلية للدكاترة المعطلين الذين كانوا ضحايا أخطاء استراتيجية متراكمة دفعوا ثمنها و لا دخل لهم  فيها مشيرة الى ان الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل قرروا التوجه لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي من اجل التاكيد على تمسك الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل بكل فئاتهم بحقهم في تسوية شاملة و من اجل مطالبة القائمين عليها بالانخراط الفعلي مع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وتوفير المعطيات و الأرقام الضرورية في أقرب الاجال بعيدا عن سياسة التعتيم و المماطلة والتسويف .