ضمانا لديمومة قطاع الصناعات التقليدية وحمايته من التقليد: تطوير منظومة التكوين والتدريب وترسيخ ثقافة الجودة
تحتضن مدينة ياسمين الحمامات هذه الايام على وقع معرض الصناعات التقليدية في دورته الثانية والذي يتواصل الى غاية اليوم 25 من اوت الحالي وينظمه الديوان الوطني للصناعات التقليدية بالتعاون مع المدينة المتوسطية ياسمين الحمامات.
اذ تعرف المدينة توافد عدد كبير من السياح ومن الاشقاء الجزائريين الذين يحبذون قضاء اجازتهم في هذه المنطقة السياحية بامتياز لما يتوفر فيها من بنية تحتية للنزل والاقامات ما يستجيب الى متطلبات حرفائها ويعتبر معرض الصناعات التقليدية فرصة سانحة للحرفيين وللمصطافين بان يعودوا الى ديارهم محملين بهدايا تذكارية تحمل بصمة تونسية بامتياز وذلك من خلال ما توفره مكونات المعرض الذي يراوح بين المنتوجات الحرفية التقليدية والمنتوجات المبتكرة والمتلائمة مع حاجيات السياح بمشاركة إجمالية لأكثر من 140 حرفية وحرفي من مختلف جهات الجمهورية في اختصاصات متنوعة على غرار اللباس التقليدي والنسيج والحلي التقليدي والخزف الفني والتزويق على مختلف المحامل وغيرها من المنتوجات التقليدية فضلا عن وجود عديد الورشات الحية في اختصاصات مختلفة.
وتعتبر جودة المنتوجات التقليدية المعروضة من اهم متطلبات الحرفاء الاجانب والتونسيين على حد سواء وتمثل هذه المعارض والتي تضم ورشات حية للعديد من الحرف فرصة لاقتناء منتجات ذات جودة عالية والاحتكاك بالحرفيين وهو ما لا يتوفر في العديد من الفضاءات الاخرى والتي قد تحتوي على بضائع مقلدة وذات جودة متدنية اذ يعد الاهتمام بجودة الحرف اليدوية والنهوض بها واجب وطني لابد أن نسعى جاهدين لتحقيقه اذ تمتلك تونس العديد من الحرف التي تتميز بها وتمتلك المقومات التاريخية والثقافية التي تؤهلها للتميز في العديد منها وهذا من شأنه المساهمة في علاج الكثير من المشاكل الاقتصادية إضافة إلى توفير فرص عمل متنوعة والحد من مشكلة البطالة وما يترتب عليها من أضرار اجتماعية واقتصادية.
وفي هذا الصدد تم ضبط منظومة وطنية للجودة خاصة بالصناعات التقليدية يطلق عليها اسم امنظومة اتقانب الهدف منها مواكبة التحولات الاقليمية والعالمية في مجال المواصفات والملكية الصناعية والتقييس والاشهاد بالمطابقة وتهدف هذه المنظومة أساسا وضع مواصفات وتشريعات فنية تساهم في تطوير وصنع منتجات أكثر نجاعة وسلامة وحماية للبيئة وتدعيم وتركيز العمل بالمواصفات وتطوير منتجات الصناعات التقليدية حسب مميزات فنية تحظى بقبول واسع وتمكن من اقتحام المزيد من الاسواق العالمية.
وفي هذا السياق تأتي سلسلة اللقاءات التي يجريها وزير السياحة والصناعات التقليدية مع ممثلي مختلف الغرف المهنية في مجال الصناعات التقليدية اخرها كان مع رئيس الغرفة الوطنية لحرفيي الفضة اين تم تدارس سبل تطوير قطاع الفضة في تونس ليتمكن من استعادة بريقه وللمحافظة على هذا النشاط وعلى ديمومته وتجاوز بعض الصعوبات التي تشغل حرفيي القطاع كما كان له لقاء مع رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية حيث تم التباحث حول مسائل ذات علاقة بواقع قطاع الصناعات التقليدية وتحسين ظروف عمل الحرفيات والحرفيين وتطوير منظومة خاصة بالتكوين والتدريب المهني في قطاع الصناعات التقليدية والنهوض بصادرات منتوجات الصناعات التقليدية.
الجودة الشاملة
تعد الصناعات التقليدية والحرف الفنية في تونس من اهم القطاعات المساهمة في التنمية الشاملة للبلاد اذ انها تلعب دورا فعالا في الدورة التنموية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لما لها من نقاط قوة تتمثل في ثراء التراث الوطني وتعدد الكفاءات والمهارات وتنوعها وسهولة الادماج في سوق الشغل بكلفة متواضعة مع توفر أسواق محلية وسياحية ودولية واعدة وهو ما يقتضي تثمين كل ذلك المخزون التقليدي والرفع من قدراتها التنافسية في الداخل والخارج.
وتقتضي عملية تثمين مختلف الصناعات الحرفية وجوبا حمايتها من التقليد والمنافسة غير المشروعة على المستوى الوطني والدولي عبر ترسيخ ثقافة الجودة في منظومة الصناعات التقليدية وحماية المستهلك التونسي والاجنبي خاصة على المستوى الصحة والسلامة وهو ما يضمن ديمومة العاملين في القطاع من حرفيين ومؤسسات حرفية.
وتتجه بوصلة الديوان الوطني للصناعات التقليدية خلال السنة الحالية نحو تنمية الكفاءات في العديد من الاختصاصات التقليدية منها االنسيج اليدويب واالسيراميكب نظرا للطلبات العديدة خارج تونس في كل من كندا وأمريكا وأوروبا وسيكون شعار المرحلة اتأهيل ورقمنةب قطاع الصناعات التقليدية اذ أن تطوير طاقة الإنتاج لتغطية الحاجيات التصديرية يبدأ من هيكلة المؤسسات الحرفية وتسهيل النفاذ الى الأسواق عبر بوابات الرقمنة الحديثة كما يستعد الديوان الوطني للصناعات التقليدية لتنظيم تظاهرة االصالون المهني الأول في الصناعات التقليديةب الذي يعتزم تنظيمه خلال شهر نوفمبر 2024 والذي سيجمع اكبر عدد من الحرفيين من تونس ومن عدة دول أجنبية .
وقد شرعت وزارة السياحة والصناعات التقليدية في تنفيذ عدد من البرامج في مجال المحافظة على تنويع الموروث التقليدي وحمايته من التقليد والاندثار من جهة وتحسين جودته وتثمينه ودعم قدرته التنافسية لدفع عملية تصديره من جهة أخرى ضمن مخطط أوسع واشمل يرنو الى إرساء صناعات تقليدية عصرية تحافظ على هويتها وذات جودة وابتكار بعد اسناد افخار سجنانب علامة الجودة والتي سيخضع بموجبها المنتوج التقليدي للمؤشر الجغرافي بما يدعم المنطقة كأداة للتنمية الجهوية والسياحة البديلة.
ويعمل الديوان الوطني للصناعات التقليدية على إرساء مبدا االاسترسالب من خلال اعداد مشروع امر يتعلق بإحداث علامة جودة بمنتوجات الصناعات التقليدية واعتماد منهجية للنهوض بالجودة في قطاع الصناعات التقليدية ترتكز على المراقبـة الفنية للإنتاج والتصدير ومراقبة مسالك ترويج وتوزيع منتجات الصناعات التقليدية وتنظيم حملات تحسيسية وإعلامية للتعريف بأهمية الجودة وحماية الملكية الفكرية لفائدة المنتوجات وكذلك الحرفيين وأصحاب المؤسسات الحرفية.
وتتأتى أهمية هذا البرنامج في تحسين مردودية قطاع الصناعات التقليدية وحماية المنتوجات التقليدية الوطنية والمستهلك على حد سواء لجعلها ذات قدرة تنافسية عالية والترويج لها عالميا.
ويندرج هذا التوجه ضمن تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للنهوض بقطاع الصناعات التقليدية من أجل إرساء صناعة تقليدية عصرية يتناغم فيها الاقتصادي بالاجتماعي تحمل هوية متجذرة ومترسخة في القيم والتقاليد وموجهة نحو الجودة والابتكار.
البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية : إحياء للموروث التقليدي بكامل الولايات
يواصل الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجاز البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية …