2024-08-24

نتيجة أوامر الإخلاء والنزوح المتكرّر : فوضى وضيق في قطاع غزة

الصحافة اليوم (وكالات الانباء) يئس كثيرون من النزوح من منطقة إلى أخرى في قطاع غزة حيث “لا مكان آمنا”. يحملون خوفهم وبؤسهم وخيمتهم وفرشهم وينتقلون بعد كل أمر بالإخلاء الى المجهول.

وأصبحت أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الصهيوني شبه يومية في مناطق مختلفة من قطاع غزة. خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من  أوت صدر أحد عشر أمر إخلاء عبر منشورات أسقطتها طائرات أو رسائل نصية قصيرة عبر الهاتف أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي حضّت 250 ألف شخص على مغادرة أماكن تواجدهم أي 12 بالمائة من سكان قطاع غزة بحسب الأمم المتحدة.

وتتواصل الحرب بين حركة حماس والاحتلال منذ أكثر من عشرة أشهر. وتتهم دولة الاحتلال عناصر حماس بالاختباء بين المدنيين.

ويشكو سكان غزة من أن أوامر الإخلاء متناقضة أحيانا أو تصوّر مناطق خطرة على أنها آمنة.

وتُعقِّد أوامر الإخلاء مهمة العاملين في المجال الإنساني في القطاع المحاصر حيث تُفرض قيود على دخول المساعدات وتسيطر دولة الاحتلال على كل المعابر المؤدية إليه.

واستهدفت أوامر الإخلاء الصادرة الأربعاء على سبيل المثال “80 مخيما موقتا وأربعة مراكز بنى تحتية للاستقبال بينها مركزان تابعان للأونروا” (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) بالإضافة إلى “مكاتب ومخازن للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية” وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا

وتابع أن استمرار ذلك سيحرم النازحين من “ثلاثة آبار تؤمن مليوني لتر من الماء يوميا لعشرات الآلاف من الأشخاص” في منطقة تندر فيها المياه التي تراجعت إمداداتها بنسبة 94 بالمائة بسبب الدمار والحصار بحسب منظمة “أوكسفام” غير الحكومية.

وتقطع أوامر الإخلاء الطريق أمام قوافل المساعدات الموجّهة لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون وقد نزحوا جميعهم تقريبا.

وتشمل أوامر الإخلاء أجزاء من طريق صلاح الدين وهو شريان ضخم يعبر غزة من الشمال إلى الجنوب.

وأكّد مكتب أوتشا أن الطريق الساحلي الواقع غربا الذي يربط أيضا بين الجنوب والشمال “ليس بديلاً جيدا” لأنه “مكتظ بمخيمات النازحين”.

في بداية الحرب التي اندلعت على خلفية هجوم شنته حركة حماس على الكيان في 7 أكتوبر أعلن الجيش الصهيوني أن لديه خطة للنازحين. وبينما أمر بإخلاء شمال القطاع بالكامل وزّع خرائط تشمل مناطق مرقّمة تغطي القطاع برمته وأعلن عن “منطقة إنسانية” في المواصي.

ولم تعد هذه المنطقة الجنوبية المعروفة بشواطئها الرملية الجميلة والتي تصطف على أطرافها أشجار النخيل وتحيط بها حقول تشبه ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر.

في ذلك الوقت كانت تضم 1200 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد وهو رقم يضعها ضمن فئة المدن “ذات الكثافة السكانية العالية” وفقا لمعايير “يوروستات” (مديرية في المفوضية الأوروبية.

وحاليا يبلغ عدد سكان “المنطقة الإنسانية” في المواصي “بين 30 و34 ألف نسمة في كل كيلومتر مربع”. وقلّص الجيش الاسرائيلي مساحة هذه “المنطقة الانسانية” بين 22 جويلية و21 اوت من 50 إلى 41 كيلومترا مربعا وفق الأمم المتحدة.

رغم ذلك ما زالت تصل عربات جديدة وعائلات جديدة إلى الشاطئ المزدحم.

وهنا أيضا كما هو الحال في كل مكان في غزة، يختلط أنين المرضى، وصراخ النازحين الغاضبين وبكاء الأطفال مع صوت هدير المسيّرات الصهيونية المتواصل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

اليوم الـ344 من العدوان على غزة: قصف صهيوني على القطاع و64 شهيدا في 48 ساعة

الصحافة اليوم (وكالات الانباء) واصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه الصاروخي والمدفعي في عديد ا…