بين ودية وأخرى : ساس متوهج.. وسو تائه

واصل الترجي الرياضي نتائجه الايجابية في الاختبارات الودية بفوزه على حساب النادي القربي بثنائية نظيفة سجّلها يان ساس بعد تمريرة رائعة من لاري العزوني وحمزة الجلاصي من ضربة جزاء في نهاية اللقاء الذي عرف التعويل على العناصر الاحتياطية من أجل منحها فرصة إبراز قدراتها وتقوية المنافسة رغم أن الفوارق كبيرة عن اللاعبين الأساسيين وهو ما تجلى في أغلب فترات اللعب حيث تغيّرت المعطيات كليا بعد إحداث تحويرات في الشوط الثاني ليتدارك الفريق مفاجأة رغم الطابع التحضيري للمباراة.

وسيخوض فريق باب سويقة اليوم لقاء وديا جديدا ضد مستقبل سليمان سيعرف الاعتماد على الركائز وقد يحسم ملامح التشكيلة الأساسية التي ستستهل الموسم الجديد ضد اتحاد تطاوين بعد أن خيّر المدرب ميغيل كاردوزو تدوير الرصيد البشري لتكون الفرصة مواتية من أجل تجهيز الفريق لافتتاح البطولة ذلك أن الفرصة مواتية لتحديد الاختيارات النهائية في بعض المراكز التي تعرف تنافسا على غرار الرواقين الدفاعيين ووسط الميدان فضلا عن المقاعد الأجنبية بحكم حتمية تواجد سبعة لاعبين تونسيين فوق الميدان ليكون البحث عن الخيارات الأفضل في البطولة من الأولويات لتأمين الانطلاقة المرجوة على الصعيد المحلي قبل فتح ملف المشاركة القارية.

لاعب حاسم

واصل البرازيلي يان ساس تألقه في المباريات الودية التي سجّل خلالها ثلاثة أهداف ضد مستقبل قابس والأولمبي الباجي والنادي القربي فضلا عن وصوله الى مرمى مستقبل وشبيبة سكرة في مطلع التحضيرات مؤكدا مخزونه الفني الكبير وجاهزيته التامة للموسم الجديد الذي سيكون من أهم محاوره، وثبّت الاطار ساس في خطة جناح أيمن ليحافظ على ثبات مستواه ويظهر نجاعة فائقة ستؤهله لحمل أعباء الفريق رفقة يوسف البلايلي في انتظار إيجاد حل في مقدمة الهجوم طالما أن المشاكل متواصلة على مستوى التجسيم وهو ما يشغل بال الإطار الفني الذي يعيش تحت طائلة الانتقادات رغم الانتصارات المتتالية في الوديات ذلك أن الأداء لم يبلغ الدرجة المأمولة في ظل الإصرار على نفس المنهج التكتيكي.

وحسم يان ساس المنافسة مع الوافد الجديد الياس موكوانا الذي لم يستغل الفرصة الأخيرة على الوجه الأكمل عندما شارك أساسيا ضد النادي القربي ولم يرتق أداؤه إلى الدرجة المأمولة عكس الإيفواري عبد الرحمان كوناتي ليخسر الجنوب افريقي نقاطا عكس الجناح البرازيلي الذي سيكون أحد الأعمدة الرئيسية في المنظومة الهجومية للترجي التي مازالت تبحث عن سرعتها المطلوبة لكن نجاح ساس في صنع الفارق يعتبر من المؤشرات المطمئنة في فترة التحضيرات التي عرفت توافد المنتدبين الجدد تدريجيا إضافة إلى إبعاد بعض العناصر التي كانت موجودة بقوة خلال الموسم الفارط على غرار أسامة بوقرة وبدرجة أقل محمد علي بن حمودة الذي أصبح محلّ اهتمام من بطل ليبيا النصر بنغازي.

فرصة ضائعة

كان الغامبي كيبا سو أساسيا في مواجهة النادي القربي غير أنه مرّ بجانب الحدث رغم تفاوت موازين القوى بين الفريقين حيث اتسم أداؤه بالتذبذب ولم ينجح في تحويل الضغط الى مدربه كاردوزو الذي لا يؤمن كثيرا بقدرات مهاجمه وهو ما تجلى في إبعاده عن الحسابات منذ توليه المهمة في منتصف الموسم الفارط ليكون في أغلب المواعيد خارج القائمة الرسمية في مباريات البطولة، وقد تكون الودية الفارطة بمثابة الفرصة الأخيرة لسو بحكم أن العبدلي الذي اضطلع بخطة جناح أيسر وقدّم مستوى جيدا سيعود الى مركزه الأصلي في لقاء اليوم ضد مستقبل سليمان في غياب الحلول في مقدمة الهجوم، وقد يفتح الترجي باب الخروج أمام سو رغم رفض عديد العروض التي وصلته على سبيل الإعارة ذلك أن بقاء الوضع على ماهو عليه لن يخدم الطرفين في ظل عدم وجود اللاعب ضمن الخيارات الأساسية رغم النقص الكبير في مقدمة الهجوم وخصوصا بعد اصابة الهداف البرازيلي رودريغو رودريغاز لتصبح جميع الاحتمالات واردة في هذا السياق ذلك أن الغامبي ورّط نفسه وورّط الأطراف التي دافعت عن بقائه مع المجموعة لكن تواضع أدائه في الودية الأخيرة قد يقلب جميع المعطيات.