2024-08-23

بعد رفع عقوبة المنع من الانتدابات : هل يمّر بيّة إلى السرعة القصوى في سباق التعاقدات؟

من المفترض أن يكون النجم الساحلي قد أنهى أمس كابوس عقوبة المنع من الانتدابات التي حرمته من التعاقد مع لاعبين جدد خلال الفترتين الأخيرتين من الميركاتو، وحسب تأكيدات لجنة فضّ النزاعات فإن تخلص النجم من هذه العقوبة بات مسألة وقت لا غير، خاصة بعد دفع القسط الأخير من مستحقات الجزائري حسين بن عيادة، وبالتالي سيكون النجم قادرا على تأهيل لاعبيه الجدد الذين وقع التعاقد معهم خلال هذا الميركاتو، ونعني بذلك كلا من نسيم هنيد وحسام دقدوق والغيني كامارا وفادي بن شوق ومالك بعيو وكذلك وسيم الشيحي، وهؤلاء اللاعبين يتوقع بشدة أن يكونوا حاضرين للمشاركة مع الفريق خلال بداية منافسات الموسم الجديد الذي سينطلق موفى هذا الشهر.

لكن بالتوازي مع ذلك فإن الرصيد البشري مازال يعاني من بعض النقائص وهو بحاجة إلى مزيد الصفقات التي من شأنها أن تجعل الفريق مرشحا قويا للعب الأدوار الأولى وطي صفحة الموسم الماضي الذي تأثر خلاله بشكل واضح من انعدام الحلول البديلة ولا سيما على مستوى الهجوم، والأكثر من ذلك أن النجم شهد مغادرة عدد من اللاعبين المؤثرين الذين ساهموا في تتويجه بلقب البطولة في الموسم قبل الماضي على غرار يوسف العبدلي وكذلك جاسر الخميري اللذين وقع فك التعاقد معهما منتصف الموسم الماضي قبل أن يأتي الدور في نهاية الموسم على المدافع المحوري حمزة الجلاصي وثنائي الوسط الأجنبي جاك مبي وسومايلا سيديبي فضلا عن المهاجم ياسين الشماخي.. وكل هذه المعطيات يمكن أن نضيف إليها خروج بعض العناصر الشابة التي لم تقدر على تثبيت أقدامها مع الفريق الأول ليتم السماح لها بالمغادرة سواء على سبيل الإعارة أو الخروج النهائي، وهو ما ينطبق على سبيل المثال على آدم بن أحمد الذي سيخوض تجربة إعارة مع اتحاد بن قردان.

أربعة مقاعد في الانتظار

تسمح القوانين الجديدة في ما يتعلق بإبرام صفقات جديدة على تعاقد فرق الرابطة الأولى مع عشرة لاعبين فوق سن الحادية والعشرين دون اعتبار ضم اللاعبين الشبان الذين يمكن إلحاقهم بفرق الأصناف الشابة وبعد ذلك يتم الاستعانة بخدماتهم وهو ما حصل سابقا في عديد المناسبات صلب النجم الساحلي، وفي هذا السياق فإن الفريق تعاقد إلى حد اللحظة مع ستة لاعبين فقط، وهو ما يعني أن مازال معنيا بضم أربعة لاعبين آخرين ممن تجاوزت أعمارهم 21 سنة، واعتبارا لهذا المعطى وكذلك حاجة الفريق الماسة لضخ «دماء جديدة»، يمكن التأكيد على وجود قناعة بأهمية استكمال حصة الفريق خلال الميركاتو وجلب عناصر جديدة تكون مؤهلة وقادرة على تقديم الإضافة.

الصفاقسي وكشريدة في الانتظار.. ولكن

وفي هذا الإطار فإن فرضية تجديد التجربة مع لاعبين سبق لهما التألق مع النجم تبدو واردة ونعني بذلك الظهير الأيمن وجدي كشريدة والجناح أيمن الصفاقسي الذي بات قريبا للغاية من العودة بعد حصول تقارب كبير بينه وبين إدارة النادي، لكن بالتوازي مع ذلك من المهم للغاية التأكيد على أن الفريق بحاجة إلى ضم لاعبين «سوبر»  من تونس أو خارجها لديهم كل المقومات للتألق وتقديم الإضافة العاجلة، فباستثناء الغيني كامارا الذي شارك مؤخرا مع منتخب بلاده في دورة الألعاب الأولمبية وبدرجة أقل المهاجم السابق للأولمبي الباجي وسيم الشيحي فإن بقية الوافدين يتقاسمون هدف تحقيق انطلاقة جديدة في مسيرتهم، وبالتالي فإن فرضية فشلهم تظل واردة تماما مثل فرضية نجاحهم مثلما حصل في السابق مع عدة لاعبين على غرار يوسف المويهبي وكريم العواضي وماهر الحناشي وأخيرا حمزة الجلاصي، وكل هذه المعطيات تفرض على إدارة النادي ضرورة التحرك وحسم ملف المقاعد الشاغرة قبل انتهاء الميركاتو الحالي.

الأولوية للأجانب ولكن

نجح النجم الساحلي سابقا في إبرام عديد الصفقات المميزة مع لاعبين أجانب قدّموا الإضافة وكان نجاحهم مع الفريق بوابة حصولهم على خوض تجارب أخرى خارج تونس، والقاسم المشترك بين هؤلاء اللاعبين أنهم قدموا مغمورين ومقابل مبالغ زهيدة قبل أن ترتفع أسهمهم بشكل واضح، ولهذا السبب من المهم للغاية التأكيد على أن الإدارة الحالية بقيادة زبيّر بيّة معنية باستكمال حصة الفريق من الانتدابات، ولم لا التعاقد مع لاعبين أجانب مؤهلين بشكل كبير لتقديم الإضافة المرجوة وخاصة في وسط الميدان والهجوم، واستنادا لبعض المعطيات الراهنة فإن القائمين على النادي بصدد دراسة ملفات لاعبين أجانب يتقدمهم مهاجم برازيلي ولاعبي وسط من مالي والكاميرون فضلا عن لاعب فرنسي من أصول تونسية، لكن إلى حد اللحظة لم تحسم إدارة النادي موقفها النهائي خاصة وأنها أوكلت هذه المهمة إلى اللجنة الفنية التي تضم كلا من أيمن عبد النور وأيمن الشرميطي التي ستلعب دورا هاما ومؤثرا خلال هذه الفترة التي تعتبر بمثابة مرحلة إعادة بناء وتجديد قدرات الفريق حتى يكون مؤهلا حقا للظهور بأفضل مستوى خلال الموسم الجديد الذي سيعرف انطلاق احتفالات النادي بمرور مائة عام على تأسيسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟

لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…