2024-08-22

يتواصل الى غاية يوم 31 من شهر اوت الجاري : في معرض «ألوان الجنوب» للفنان التشكيلي علي الزنايدي  بفضاء «ديفونا» بفرنسا : تقديم 40 لوحة فنية بتقنيات و أحجام مختلفة عن أجواء تونسية و فرنسية ضمن الحوار الجمالي الثقافي الفني..

في سياق من التفاعل الثقافي و تجسير العلاقة بين الجهات و الضفاف يتواصل معرض الفنان التشكيلي علي  الزنايدي بالفضاء السياحي “ ديفونا “ بشارع أندري بروتون بجهة “ كاهورس “ من فرنسا الى غاية يوم 31 من شهر اوت الجاري وفق عنوان هو “ ألوان الجنوب “ و قد لفت المعرض اهتمام الصحافة الفرنسية من ذلك ما ورد في صحيفة  “ La Dépéche “.و انتظم المعرض الذي يضم 40 لوحة منها لوحات عن مشاهد بفرنسا و أخرى عن تونس و بتقنيات و أحجام متعددة في مقاطعة “اللوط” و عاصمتها “كاهورس” التي تبعد حوالي 120 كلم عن مدينة تولوز و تضم 25 ألف من السكان و تقع على ضفاف نهر اللوط الذي يحيط بها ليغيب في متاهات الغابات و الهضاب ..و كاهور هي مكان التراث المادي و اللامادي و هي راسخة في القدم منذ قبائل “القولوا” و العهد الروماني يتبعه القروسطي و تعتبر مركزا سياحيا و ثقافيا و فلاحيا مهما …تقنيات متعددة منها الكولاج و الأكريليك على القماش و التقنيات المزدوجة و الرسم الخطي ..هو معرض الى تونس بألوانها و أضوائها و مصادر الالهام بها كأرض هوية للفنان علي الزنايدي …و عن تجربة هذا المعرض في مسيرة الفنان التشكيلي علي الزنايدي يقول “… معرضي الشخصي هذا يحوي 40 من أعمالي الفنية يسعدني في هذا المعرض الحدث أن أعرض جانبا من أعمالي الفنية النابعة من طفولتي حيث الذاكرة الفنية الحية التي تشير الى موطني و الحي الذي شهد بداياتي الفنية و من حي باب الجزيرة حيث فترات الستينيات من القرن الماضي و ما جمعنا بثقافات و أناس عاشوا معنا آنذاك و أثروا فينا و أثرنا فيهم وفق التثاقف الانساني و الوجداني و أذكر الوافدين منهم من مالطا و سيسيليا و الجزائر و المغرب و ليبيا …و هذا الخليط المتفاعل  في المكان المتوسطي  بمظاهره المعمارية و التزويقية و حيث الأنوار و الضوء البارز في دهشة بول كلي و هو يكتشفه بدايات القرن الماضي..و هو ما كان له الأثر العميق في رسوماتي و لوحاتي الفنية التي بدأت بالتجريد لتمضي الى التشخيصي حيث العبارة التشكيلية الدالة على جماليات الفن و هو يرصد التفاصيل و الخصوصيات و التقاليد و اللباس و المجتمع في حركته و تفاعلاته..حيث حركة الفن التشكيلي التونسية آنذاك و ما تزخر به من تجارب  و تيارات فنية مخالفة…من هنا كانت لوحاتي المعروضة في هذا المعرض” أنوار متوسطية..و هذا المعرض هو مناسبة و اشارة الى تونس وثقافتها و تراثها و معمارها و مشاهدها و تقاليدها ليرى الزائر مظاهر الابداع و الامتاع و الخصائص و التنافذات الحضارية التي هي صميم الفن و رسالته بعيدا عن الصدام و الانفعال و الخراب..المعرض هو تعبير عن ارتباطي و صلتي بتونس الجذور و الأعماق و النبع وفق فضاء الطفولة و الذاكرة و الوجدان كل ذلك استلهاما من الحياة..حياة الفنان و معيشه…”.هذا المعرض ضمن سياقات التجربة الفنية..علي الزنايدي… فنان و تجربة… نعم ان الألوان تتكلم لتقول..بل تصرخ نشدانا للعين لترى ما به يصير المشهد عنوانا باذخا من عناوين الابداع و الامتاع في تجليات شتى يلونها السحر و الشجن المبثوث بين التفاصيل و الأجزاء..ان الفنان يظل يسابق الرياح للقبض على المعاني و كنهها الانساني و الوجداني و ألوانها الملائمة في حيز انساني يتسم بالتعميم و التعويم و نثر الضباب لتقليص البون بين الحالة و الآلة.. لوحات بالألوان و أخرى بالخطوط ..و الكولاج بخبرة الفنان ليصبح وجها من وجوه اللوحة جماليا ..كل ذلك وفق ايقاع فني عرف به علي الزنايدي و راح ضمنه يطور أساليب العمل و البحث و الابتكار..و الزمن في كل ذلك اطار متحرك و مفتوح..نعم..هكذا هو التجوال في بستان الزنايدي الفني..لتبرز القيمة و العلامة في تجربة فنان تونسي رأى في اللوحة اطارا حرا و فسيحا لمحاورة الذات و الآخرين و العالم…من حي باب الفلة و في أجواء نهج السبخة  بهدوئه و ناسه الطيبين و أزقته الشاسعة بالمحبة..و الشجن كانت الخطى الأولى حيث الطفل المتوغل في مسارب اللون و العبارة المرسومة على الملامح و في الوجوه .. من صحن الدار العربي و لمعان الجليز و الأصوات المنبعثة من السوق حيث الأمتار القليلة الفاصلة عن المدينة العربي.. من كل هذا و غيره بزغت فكرة الذهاب الجمالي في التعاطي مع القماشة منذ السبعينات..هي الرحلة المفتوحة الى الآن ..على الفن بما هو المحبة و كذلك الشجن..تجربة بينت عمقها و أصالة عناوينها لتبرز قوية و مهمة في تونس و الوطن العربي عموما الى جانب تجارب أخرى…من هذا الباب الذي سميناه الحلم.. ألج عوالم أحد هؤلاء الفتية المأخوذين بالفن بما هو الحلم الذي تتعدد تيماته ..حيث البساطة التي تصول و تجول في الدروب..الشوارع و الأحياء و المدن ..و البساطة هي أصعب أعمال الفنان..الفتى هو الفنان علي الزنايدي الذي اتخذ لفنه نهجا مخصوصا ضمن تجربة امتدت لأكثر من أربعة عقود تميزت بدأبها الجمالي ..الفنان علي الزنايدي يستبطن جيدا جغرافيا المدينة و دلالات ألوانها و عطورها من حكايات و ذاكرة  و مناسبات و علامات و تقاليد…ان أسلوب الزنايدي اتخذ خطه الخاص به حيث المفردة التشكيلية لا تلوي على غير القول بالعمق المرادف للبساطة وفق عنوان عام هو حميمية الفهم لحظة النظر حيث تنعدم حالة الانبهار تجاه الفنان و الانسان..انها فقط لحظة ارضاء الذات التي يحتشد فيها ذلك التراكم الثقافي و الوجداني و الشعبي بمعناه العميق..وهنا تشتغل قدرات الزنايدي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

اختتام فعاليات الدورة (36) لمهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية: دورة المساندة لفلسطين

اختتمت مدينة المحرس فعاليات الدورة (36) لمهرجانها الشهير و نعني مهرجان المحرس الدولي للفنو…