إثر تسجيل 9 وفايات بسبب داء الكلب : تفعيل خلية الأزمة بوزارة الصحة…وتعزيز محاور البرنامج الوطني لمقاومة داء الكلب
أثار تسجيل 9 وفايات بسبب داء الكلب خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2024 مخاوف المواطنين والسلطة على حد سواء وقد تم في الفترة الأخيرة تسجيل حالة وفاة لشاب عمره 19 عاما في جهة سوسة بعد أشهر من تعرضه لخدش من قطة وطفل عمره 3 سنوات في ولاية القصرين وطفل يبلغ من العمر 9 سنوات في جهة سيدي بوزيد.
واعتبر المختصون في الطب البيطري والقطاع الصحي الوبائي في تونس أن عدد الوفايات بهذا الوباء بلغ رقما قياسيا لم تصله تونس سابقا وهو ما جعل سلط الإشراف في أعلى هرم في الدولة تعلن حالة استنفار لمجابهة هذا الوباء والحد منه من خلال إجراءات عملية وفورية وعاجلة للتوقّي من تفشّي داء الكلب أقرها المجلس الوزاري المضيّق الذي التأم الإثنين وأبرزها تفعيل خلية الأزمة بوزارة الصحة، وتعزيز محاور البرنامج الوطني لمقاومة داء الكلب ومراجعته وتحيينه في ضوء المستجدات الحالية، فضلا عن تقديم موعد انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد داء الكلب، وتشريك الأطباء البياطرة وأطباء القطاع الخاص في حملات التلقيح مثل ما ورد في بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة.
كما أقرّ المجلس، الذّي ضمّ، وزراء الداخلية والصحّة والفلاحة والبيئة، الإذن بالشروع في تنظيم حملات تحسيس وتلقيح مركزيا وجهويا ومحليا واستهداف الأسواق الأسبوعية في الجهات، ومضاعفة التدخلات لمزيد العناية بالمحيط والقضاء على المصبّات العشوائية للفضلات المنزلية، فضلا عن وضع أرقام خضراء على ذمّة المواطنين للإرشاد والتوجيه والتحسيس، وتأمين الإحاطة النفسية من قبل أخصائيّين نفسانيين عند الاقتضاء.
وسيقع تكليف الولاة بالإشراف على تنفيذ الإجراءات المتخذة، وعقد جلسات عمل ومتابعة دورية في الغرض، ووضع إطار قانوني يتعلّق بتنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والكلاب.
وأكّد رئيس الحكومة على التطبيق الفوري لمختلف هذه الإجراءات وإحكام متابعة تنفيذها بصفة دورية. كما شدّد على التدخل العاجل لتوفير كلّ الإمكانيات اللوجستية والمادية والبشرية لمزيد تعزيز التدابير المتخذة للتوقي من مضاعفات داء الكلب، واتخاذ كافة الإجراءات، التّي تتطلّبها مقتضيات النظام العام الصحّي.
وفي نفس الإطار ثمن وزير الصحة علي المرابط مجهودات جميع الوزارات في معاضدة جهود الوزارة للتوعية والتحسيس للوقاية من داء الكلب ضمن منهج الصحة الواحدة اOne Healthب، كما أكد على دعم الوزارة لكل المبادرات التوعوية والتحسيسية في هذا المجال، مع ضرورة وضع رقم أخضر وإحداث خلية إنصات وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة بالتنسيق مع كل الوزارات المعنية وهياكل الدولة لحماية حياة الإنسان والحيوان والتصدي لهذا الداء الخطير.
يذكر أن وزارة الصحة كانت قد خصصت 315 مركز بكامل تراب الجمهورية للتكفل بالحالات وتلقي العلاج الوقائي مع توفير اللقاحات والأمصال اللازمة وفق البلاغ الصادر عن وزارة الصحة.
وداء الكلب أو السعار هو فيروس قاتل موجود في لعاب الثدييات ينتقل إلى البشر ويستغرق أياما أو شهورا حتى تظهر علاماته الأولى على الشخص المصاب بعد مهاجمته لجهازه العصبي وذلك بحسب مكان العض الذي يدخل منه الفيروس لجسم الإنسان، وتعتبر أبرز أعراضه ارتفاع درجات الحرارة ثم حالة من الهلوسة والسلوك العنيف والخوف من الماء والسوائل.
ويؤكد البياطرة على أنه في حال ظهرت العلامات على المصاب يكون الوباء قاتلا بنسبة مائة بالمائة ويمكن إنقاذ المصاب فقط في حال تم إسعافه بشكل سريع وتطعيمه قبل ظهور علامات العدوى ، كمايشدّد البياطرة على ضرورة التقيّد بكافة الإجراءات الصحية الوقائية من داء الكلب والمتمثلة في المبادرة فور التعرّض إلى خدش أو عضّ أو لحس من طرف أي حيوان، ملقح كان أو غير ملقح، بغسل مكان الإصابة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة، ثم التوجّه مباشرة لأقرب مركز صحي لتلقّي العلاج الوقائي والحرص على استكمال بروتوكوله المحدّد الذي يتواصل على مدى عدة أيام، فضلا عن إعلام الجهات الصحية بالحيوان المتسبب في الإصابة حتى تقوم بالإجراءات اللازمة.
رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء ابراهيم النفزاوي لـ«الصحافة اليوم» : أزمة اللحوم البيضاء في اتجاهها للإنفراج
تعرف الأسواق التونسية خلال الآونة الأخيرة اضطرابا في التزوّد باللحوم البيضاء أرجعها رئيس ا…