2024-08-21

المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭:‬ أي‭ ‬دور‭ ‬للأولياء‭..‬؟

لعلّ‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬التربوية‭ ‬العمومية‭ ‬يعدُّ‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬تعمل‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المتدخلة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬تحقيقها‭ ‬وتجسيدها‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬وقواعد‭ ‬صحيحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التكامل‭ ‬الفعلي‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬العناصر‭ ‬المكونة‭ ‬للمجال‭ ‬وتشريكها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬الإصلاح‭ ‬وباعتبار‭ ‬ان‭ ‬الولي‭ ‬يمثل‭ ‬احد‭ ‬اهم‭ ‬العناصر‭ ‬المكونة‭ ‬للمنظومة‭ ‬التربوية‭ ‬فإلى‭ ‬اي‭ ‬مدى‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬انه‭ ‬شريك‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬وأي‭ ‬دور‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم؟

يقول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬الأولياء‭ ‬والتلاميذ‭ ‬رضا‭ ‬الزهروني‭ ‬ان‭ ‬الولي‭ ‬هو‭ ‬المكلف‭ ‬قانونيا‭ ‬بالسهر‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬كل‭ ‬حاجيات‭ ‬الطفل‭ ‬العاطفية‭ ‬والمادية‭ ‬والمعنوية‭ ‬والضامنة‭ ‬لنموه‭ ‬بصفة‭ ‬طبيعية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بصحته‭ ‬وكرامته‭ ‬ورعايته‭ ‬وسلامته‭ ‬واكتماله‭ ‬المعنوي‭ ‬والبدني‭. ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬يتحملها‭ ‬الاولياء‭ ‬الطبيعيون‭ ‬والاولياء‭ ‬بالتبني‭ ‬او‭ ‬بالكفالة‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يلعبه‭ ‬ميدانيا‭ ‬كل‭ ‬قريب‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬تقديم‭ ‬الإضافة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بظروف‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬للتلميذ‭ ‬بالمحيط‭ ‬العائلي‭ ‬والمحيط‭ ‬المدرسي‭.‬

ويقول‭ ‬الزهروني‭ ‬ان‭ ‬الولي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الامر‭ ‬صاحب‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬والمالي‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشأن‭ ‬التربوي‭ ‬فالتلميذ‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬محور‭ ‬العملية‭ ‬التربوية‭ ‬هو‭ ‬ابنه‭ ‬وابنته‭ ‬والولي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتحمل‭ ‬المصاريف‭ ‬التي‭ ‬يتطلبها‭ ‬تعليمهما‭ ‬طيلة‭ ‬مسارهما‭ ‬الدراسي‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬العائلة‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يساهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسوية‭ ‬وضعيته‭ ‬الجبائية‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الاعتمادات‭ ‬المخصصة‭ ‬لقطاع‭ ‬التعليم‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬القانوني‭ ‬الصرف‭ ‬نذكر‭ ‬بانّ‭ ‬الفصل‭ ‬52‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2022‭ ‬ينصّ‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬ا‭ ‬حقوق‭ ‬الطّفل‭ ‬مضمونة‭. ‬وعلى‭ ‬أبويه‭ ‬وعلى‭ ‬الدّولة‭ ‬أن‭ ‬يضمنوا‭ ‬له‭ ‬الكرامة‭ ‬والصّحة‭ ‬والرّعاية‭ ‬والتّربية‭ ‬والتّعليمب‭ ‬وهي‭ ‬الحقوق‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مضامينها‭ ‬ومقاصدها‭ ‬والتي‭ ‬تنص‭ ‬عليها‭ ‬المادة‭ ‬26‭ ‬من‭ ‬الإعلان‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الأنسان‭ ‬والمادة‭ ‬18‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭.‬

نذكر‭ ‬أيضا‭ ‬بأنّ‭ ‬الفصل‭ ‬47‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬التوجيهي‭ ‬عدد‭ ‬80‭ ‬لسنة‭ ‬2002‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬جويلية‭ ‬2002‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬المدرسي‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اتضطلع‭ ‬الأسرة‭ ‬التربوية‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل،‭ ‬بالمهام‭ ‬الموكولة‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الوظائف‭ ‬الأساسية‭ ‬للمدرسة‭… ‬وتتكون‭ ‬الأسرة‭ ‬التربوية‭ ‬من‭ ‬إطار‭ ‬التدريس‭ ‬وإطار‭ ‬الإشراف‭ ‬الإداري‭ ‬والبيداغوجي‭ ‬ومرشدي‭ ‬الإعلام‭ ‬والتوجيه‭ ‬المدرسي‭ ‬والجامعي‭ ‬والمرشدين‭ ‬التربويين‭ ‬والقيمين‭. ‬كما‭ ‬تضم‭ ‬الأسرة‭ ‬التربوية‭ ‬الأولياء‭ ‬والتلاميذ‭ ‬والجمعيات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممثليهم‭ ‬بمجالس‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭..‬ب

ونذكر‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬بأنّ‭ ‬الفصل‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬2437‭ ‬لسنة‭ ‬2004‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬أكتوبر‭ ‬2004‭ ‬والمتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬الحياة‭ ‬المدرسية‭ (‬والذي‭ ‬تمّ‭ ‬إتمامه‭ ‬وتنقيحه‭ ‬بالأمر‭ ‬عدد‭ ‬827‭ ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬جويلية‭ ‬2012‭ ‬في‭ ‬العنوان‭ ‬المتعلق‭ ‬بالأطراف‭ ‬المتدخلة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬المدرسية‭) ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنّه‭ ‬ايقصد‭ ‬بالأطراف‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المؤسسة‭ ‬التربوية‭ ‬الأشخاص‭ ‬الماديون‭ ‬والمعنويون‭ ‬الذين‭ ‬تربطهم‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬علاقات‭ ‬تعاون‭ ‬وتكامل‭ ‬ومشاركة‭ … ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬الأولياءب‭ ‬والذين‭ ‬يمثلون‭ ‬ا‭ ‬طرفا‭ ‬تربويا‭ ‬وسندا‭ ‬للمدرسة‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬الناشئة‭ ‬وتعليمهمب‭ … ‬والمؤسسة‭ ‬التربوية‭ ‬مدعوّة‭ ‬إلى‭… ‬ا‭ ‬اطلاعهم‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬التربوية‭ ‬وأهدافها‭. ‬والأولياء‭ ‬مطالبون‭ ‬من‭ ‬جهتهم‭ ‬بمعاضدة‭ ‬مجهود‭ ‬المؤسسة‭ ‬التربوية‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬منظوريهم‭ ‬وتأطيرهم‭ ‬مع‭ ‬واجب‭ ‬احترام‭ ‬التنظيمات‭ ‬البيداغوجية‭ ‬للمدرسة‭ ‬ومكانة‭ ‬المدرّس‭ ‬العلميةب‭ …‬

ويتمثل‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الانطلاق‭ ‬بوضع‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬اطاره‭ ‬العام‭ ‬والقانوني‭ ‬وفق‭ ‬الزهروني‭ ‬في‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الأساسي‭ ‬والمحوري‭ ‬للولي‭ ‬عندما‭ ‬نريد‭ ‬إنجاح‭ ‬العملية‭ ‬التربوية‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬مراحلها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬كل‭ ‬الأنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬ذات‭ ‬الأداء‭ ‬المتميز‭. ‬فاستقالة‭ ‬الاولياء‭ ‬أو‭ ‬تعمّد‭ ‬إقالتهم‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬اليوم‭ ‬ومنذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬أدّت‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬مستويات‭ ‬اداء‭ ‬المدرسة‭ ‬التونسية‭ ‬وخاصة‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭.‬

فالأولياء‭ ‬لهم‭ ‬مسؤوليات‭ ‬تجاه‭ ‬أبنائهم‭ ‬وبناتهم‭ ‬وتجاه‭ ‬المؤسسة‭ ‬التربوية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ويمكنهم‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬المنظومة‭ ‬التربوية‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بصياغة‭ ‬المشاريع‭ ‬المدرسية‭ ‬وتنفيذها‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متصل‭ ‬بضبط‭ ‬السياسات‭ ‬الوطنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالنهوض‭ ‬بالقطاع،‭ ‬بمسؤوليات‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬المتطلبات‭ ‬الاساسية‭ ‬للمتعلّم‭ ‬والمتابعة‭ ‬المتواصلة‭ ‬للحياة‭ ‬المدرسية‭ ‬للأبناء‭ ‬وتفادي‭ ‬التصرفات‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬تدرجهم‭ ‬العادي‭ ‬في‭ ‬مساراتهم‭ ‬الدراسية‭ ‬أو‭ ‬تثني‭ ‬سعيهم‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬والتميز‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬المتصلة‭  ‬بالمشاكل‭ ‬العائلية‭ ‬بمختلف‭ ‬مظاهرها‭.‬

ومسؤوليات‭ ‬تجاه‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬علاقات‭ ‬ثقة‭ ‬واحترام‭ ‬متواصلة‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬الاسرة‭ ‬التربوية‭ ‬مدرسين‭ ‬ومربين‭ ‬ومسيرين‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬احترام‭ ‬القوانين‭ ‬والإجراءات‭ ‬المنظمة‭ ‬للقطاع‭ ‬واحترام‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والاختصاصات‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬هيبة‭ ‬المؤسسة‭ ‬التربوية‭ ‬وكرامة‭ ‬الإطار‭ ‬العامل‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬بمختلف‭ ‬مظاهره‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬والأقصاء‭ ‬والتمييز‭ ‬والنأي‭ ‬بالمدرسة‭ ‬عن‭ ‬اي‭ ‬توظيف‭ ‬شخصي‭ ‬او‭ ‬سياسي‭ ‬او‭ ‬أيديولوجي‭.‬

ويبقى‭ ‬الحق‭ ‬للولي‭ ‬وفق‭ ‬الزهروني‭ ‬في‭ ‬النفاذ‭ ‬إلى‭ ‬المعلومة‭ ‬المتصلة‭ ‬بالمسار‭ ‬الدراسي‭ ‬للأبناء‭ ‬والمتصلة‭ ‬بمشروع‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الآجال‭ ‬وبالدقة‭ ‬المطلوبة‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬والاقتراحات‭ ‬بخصوص‭ ‬الحياة‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمثيل‭ ‬الاولياء‭ ‬بكل‭ ‬الهيئات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالشأن‭ ‬التربوي‭.‬

ويمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬الاولياء‭ ‬حسب‭ ‬تدرج‭ ‬مستوياتهم‭ ‬التعليمية‭ ‬وحسب‭ ‬تنوع‭ ‬مهنهم‭ ‬واختصاصاتهم‭ ‬واختلاف‭ ‬انتماءاتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لكنّ‭ ‬مصالحهم‭ ‬جميعا‭ ‬تتلاقى‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬مع‭ ‬نفس‭ ‬مصالح‭ ‬المنظومة‭ ‬التربوية‭ ‬عموما‭ ‬ومع‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬بالخصوص‭ ‬ومع‭ ‬متطلبات‭ ‬تطور‭ ‬المجتمع‭ ‬ونموه‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬وازدهاره‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬نجاح‭ ‬ابنته‭ ‬وابنه‭ ‬في‭ ‬مسارهما‭ ‬الدراسي‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬ضمان‭ ‬تمثيل‭ ‬الاولياء‭ ‬صلب‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بهدف‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬السياسات‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬الهادفة‭ ‬الى‭ ‬النهوض‭ ‬بالقطاع‭ ‬خاصة‭ ‬ونحن‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬اصدار‭ ‬القانون‭ ‬المنظم‭ ‬لعمل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدستورية‭.‬

ويتطلب‭ ‬أيضا‭ ‬إرساء‭ ‬شراكة‭ ‬فاعلة‭ ‬وبناءة‭ ‬مع‭ ‬الاولياء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬مجالس‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬بهدف‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬المنظومة‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬كل‭ ‬مدرسة‭ ‬ابتدائية‭ ‬ومدرسة‭ ‬إعدادية‭ ‬وكل‭ ‬معهد‭ ‬ثانوي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬بعث‭ ‬جمعيات‭ ‬أولياء‭ ‬التلاميذ‭ ‬بكل‭ ‬مؤسسة‭ ‬تربوية‭ ‬تشريعا‭ ‬وممارسة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬كل‭ ‬الأنظمة‭ ‬التربوية‭ ‬المتطورة‭. ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬تبقى‭ ‬التنظيم‭ ‬الأمثل‭ ‬لتأطير‭ ‬الاولياء‭ ‬بهدف‭ ‬الرفع‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬وعيهم‭ ‬بواجباتهم‭ ‬وبحقوقهم‭ ‬وعندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الامر‭ ‬بانتخاب‭ ‬ممثليهم‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬المؤسسات‭ ‬وبالمجلس‭ ‬الاعلى‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭.‬

ويؤكد‭ ‬الزهروني‭ ‬انه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬اليوم‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬ارساء‭ ‬شراكة‭ ‬بناءة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬أعضاء‭ ‬الاسرة‭ ‬التربوية‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬واحترام‭ ‬القوانين‭ ‬والأهداف‭ ‬والاختصاص‭ ‬لتصبح‭ ‬ممارسات‭ ‬فعلية‭ ‬وتقاليد‭ ‬وطنية‭. ‬فسياسة‭ ‬الثقة‭ ‬تأتي‭ ‬بثمارها‭ ‬مهما‭ ‬طالت‭ ‬المدة‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬درجة‭ ‬الخطورة‭ ‬وسياسة‭ ‬انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬تبقى‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬منعدمة‭ ‬الثمار‭.‬

فالعائلة‭ ‬التربوية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الزهروني‭ ‬كالمثلث‭ ‬متساوي‭ ‬الاضلاع‭ ‬يحتلّ‭ ‬قممه‭ ‬الثلاث‭ ‬إطارات‭ ‬الإدارة‭ ‬والتسيير‭ ‬ثم‭ ‬إطارات‭ ‬التدريس‭ ‬والاولياء‭ ‬ويحتل‭ ‬مركز‭ ‬ثقله‭ ‬التلاميذ‭. ‬وكلما‭ ‬اقتربت‭ ‬القمم‭ ‬من‭ ‬بعضها‭ ‬الا‭ ‬وكان‭ ‬التلميذ‭ ‬هو‭ ‬المستفيد‭ ‬الأساسي‭ ‬وكلما‭ ‬ابتعدت‭ ‬القمم‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬او‭ ‬ادخل‭ ‬اختلال‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬مقاييس‭ ‬المثلث‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬التلميذ‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررا‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل : المراهنة على البحث العلمي آلية للبناء على أسس صلبة

نظم  أمس الأربعاء الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل مسيرة انطلقت من وزارة التعليم العالي…