كشفتها الأمطار الأخيرة.. البنية التحتية ما تزال ضعيفة..!
يبدو أن الأمطار الأخيرة رافقها كالعادة سيناريو معهود يشي بالتشوهات التي تعرفها البنية التحتية وهشاشتها والتي مثلت في كل مرة محور مقاربات متعددة ومتنوعة للإصلاح ولكن الحال لم يتغير بعد…
فقد عم الخوف والرعب من جديد متساكني ولاية نابل يوم السبت 17 أوت الجاري عندما هطلت أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية خوفا من تكرار ذات السيناريو الذي لم يمح من الذاكرة عندما عاش الوطن القبلي عام 2018 فيضانات طوفانية كانت تداعياتها ضحايا بشرية ومادية ضخمة آنذاك.
ولئن اختلفت حدة الظاهرة الطبيعية هذه المرة في نابل ولم يستمر هطول الأمطار سوى ساعة فقط إلا أن أضرارها كانت كبيرة نوعا ما حيث لم تصمد البنية التحتية وغرقت أنهج المدينة في الوحل وجرفت السيول الكبيرة كل ما يعترضها من ممتلكات، ومنازل وداهمت مياه الأمطار المحلات التجارية والبيوت وتساقطت الأعمدة الكهربائية بفعل الرياح القوية والسيول الجارفة واقتلعت الأشجار من جذورها لتسقط فوق السيارات وتخلف خسائر مادية كبيرة عاينها نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي الذين تداولوا العديد من الصور التي عادت بمتساكني الجهة إلى رعب عاشوه قبل ست سنوات .
وتسببت الأمطار التي دامت دقائق أيضا في سقوط حائط نزل على امتداد 70 مترا، من الجهة المؤدية للبحر، ما تسبب في إصابة عشرة أشخاص بينهم أجنبية، وقد تم التدخل من قبل الحماية المدنية لإيواء المصابين بالمستشفى وحالتهم الصحية مستقرة بالإضافة إلى تضرر 4 سيارات جراء سقوط حائط النزل، وقد تم التدخل من طرف مصالح البلدية لرفع الأضرار، وشهدت مدينة نابل أيضا سقوط الكثير من الأشجار على السيارات ما تسبب في أضرار جسيمة عاينتها والية الجهة عندما تنقلت على عين المكان لرصد تداعيات الأمطار على الأشخاص والمدينة والحرص على تدخل مصالح البلدية على إثر الأمطار الغزيرة لفتح الطريق بعد سقوط بعض الأشجار على مستوى الطرق وتصريف المياه الراكدة ببعض الطرقات تسهيلا لحركة المرور بالإضافة إلى التنسيق مع مصالح شركة توزيع الكهرباء والغاز بالجهة لإرجاع التيار الكهربائي الذي انقطع نتيجة سقوط بعض الأعمدة الكهربائية بسبب سرعة الرياح والتقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة.
من يرى الصور التي التقطها المواطنون والتي أظهرت مخلفات الأمطار الغزيرة والرياح يعتقد أن إعصارا قويا مر من هنا ودام ساعات وليس مجرد أمطار لمدة دقائق، مما جعل كل المتابعين والمواطنين ينتقدون هشاشة البنية التحتية لولاية سياحية لم تصمد أمام دقائق من الأمطار وعدم جاهزية الجهات الجهوية لهذه الطوارئ رغم أن الأمطار منتظرة في هذه الفترة من كل عام والتي يطلق عليها اسم « غسالة النوادر».
فالوضع الذي أصبحت عليه شوارع مدن ولاية نابل بعد الأمطار التي لم تدم طويلا من فيضان للبالوعات نتيجة عدم جهرها إضافة إلى سيلان وانجراف عدة طرقات غير معبّدة بتجمعات سكنية ما تسبب في عزل بعض الأحياء وخلّف حالة هلع لدى السكان يعكس تماما عدم الاستعداد للأمطار رغم التحذيرات.
وأوضح حمدي حشاد المختص في الشأن البيئي والمناخي عبر تدوينة نشرها على حسابه الخاص على فايسبوك في تفسيره لهذه الظاهرة إن ما شهدته تونس من عواصف ورياح قوية خاصة في نابل والقيروان وعدد من المناطق الأخرى يسمى داون بيرست «Downburst» مبينا أن حقيقة الرياح الهابطة هي أن الحرارة العالية آخر النهار ترفع الهواء السطحي والرطوبة معها فوق عبر ما يُسمى بالرياح الحملانية فتتكثف السحب، وعندما تصل الرياح الصاعدة أي الحملانية إلى قمة السحب الركامية نحو 8 كم، يبرد الهواء ويكون كثيفاً ثقيلاً فيهبط، وقد يمر بطبقات جوية باردة عقب نزول قطرات المطر التي تبخرت عندها مما يزيد من ثقل الهواء وتسارعه في اتجاه سطح الأرض، بسرعة عالية تصل أحياناً إلى 100كم/ساعة، ويصل حتى إلى 170 كم/ساعة فتضرب الأرض بشدة وتكون مثيرة للغبار».وأكد حشاد في نفس التدوينة على أن هذه العاصفة تؤثر سلبا على الممتلكات مثلما شهدته بعض المناطق في تونس، مؤكدا أن «سرعتها قادرة حتى على قلب الشاحنات المقطورة»، وأوضح من ناحية أخرى أن «تأثير الرياح الهابطة يكون محصورا عادة في نطاق جغرافي ضيق نسبيا».
وحسب الأرقام الصادرة عن المعهد الوطني للرصد الجوي، فقد تم خلال الـ 24 ساعة الممتدة من الساعة السابعة من صباح السبت 17 أوت 2024 إلى السابعة من صباح الأحد 18 من الشهر نفسه، هطول كميات مهمة من الأمطار على مختلف الجهات التونسية، أهمها 67 ملم في صواف من ولاية زغوان، و43 ملم في نابل من ولاية نابل، و28 ملم بالوسلاتية من ولاية القيروان.
رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء ابراهيم النفزاوي لـ«الصحافة اليوم» : أزمة اللحوم البيضاء في اتجاهها للإنفراج
تعرف الأسواق التونسية خلال الآونة الأخيرة اضطرابا في التزوّد باللحوم البيضاء أرجعها رئيس ا…