تسجيل تسع حالات وفاة بداء الكلب إلى حدود شهر أوت: ظاهرة الحيوانات السائبة خطر داهم يهدّد حياة المواطنين
سجلت مدينة النفيضة الخميس الفارط وفاة شاب في التاسعة عشرة من عمره متأثّرا بإصابته بداء الكلب إثر تعرّضه لخدش من قطّة منذ شهر مارس الماضي.
حيث تعرض الشاب إلى خدش على مستوى اليد من قطّة مما استدعى توجّهه إلى قسم الاستعجالي بالنفيضة أين تلقّى جرعة تلقيح مضادّة لداء الكلب كما توجّه إلى المستوصف بالنفيضة للحصول على جرعة ثانية من التلقيح غير أنّه لم يستكمل بقيّة الجرعات والإجراءات الوقائية الضرورية في مثل هذه الحالات مما ساهم في بروز أعراض متقدمة لداء الكلب الذي انتقل إليه من القطّة بعد حوالي 3 أشهر ونصف من الحادثة.
حيث تفيد المؤشرات الأخيرة بأنه تم تسجيل تسع حالات وفاة بداء الكلب وهو رقم لم تصله تونس سابقا ، مما يجعل الوضع خطيرا ويدعو إلى القلق ودق ناقوس الخطر منذ سنة 2021، حينها سجلت المصالح الطبية حالة وفاة بداء الكلب سنة 2020، و5 حالات سنتي 2021 و2022 ثم 6 حالات سنة 2023. هذه المؤشرات والأرقام الخطيرة المقلقة هي نتيجة مباشرة لانتشار ظاهرة الحيوانات السائبة في تونس العاصمة والمدن الكبرى الأخرى التي أصبحت بشهادة المختصين تشكل تهديدا حقيقيا للمتساكنين في الأحياء الفقيرة كما الأحياء الراقية، ويزداد خطرها في أوقات تكون فيها الشوارع خالية من المارة مما يجعل البعض عرضة للمداهمة والهجوم من قبل هذه الحيوانات المسعورة.
وينتقل داء الكلب من الحيوانات إلى الإنسان والحيوانات الأخرى عن طريق العض أو الخدش أو اللعق وتبقى السبب الرئيسي إلى جانب القطط في وفاة الأشخاص بداء الكلب، بنسبة 99 في المائة، وفق المنظمة العالمية للصحة.
وتعد الوضعية البيئية الكارثية من بين أبرز الأسباب الكامنة وراء التزايد الملحوظ في عدد الحيوانات السائبة في تونس التي تتغذى أساسا من الفضلات المنزلية ومن بقايا الطعام الملقاة في شوارع المدن.
ويبدو أن انتشار ظاهرة الحيوانات السائبة خاصة الكلاب والقطط باتت مشكلا قائم الذات يؤرق المواطنين لما تمثله من خطر حقيقي على سلامتهم الجسدية والنفسية وهو ما دفع العديد من الجمعيات التي تعنى بالحيوانات إلى إطلاق صيحة فزع ودعوة هياكل الدولة إلى التدخل السريع والفاعل للحد من هذه الظاهرة الخطيرة ومعاضدة مكوّنات المجتمع المدني في معالجتها. وتعتبر الجمعيات التي تعنى بالحيوانات بأن الدولة مطالبة اليوم في ظل هذه المؤشرات الخطيرة بوضع مراكز تعقيم في كل البلديات، إلى جانب بناء أماكن خاصة لإيواء الكلاب السائبة.
واعتبرت الجمعيات التونسية التي ترعى الحيوانات بأن الدعوات المتصاعدة بخصوص قتل الكلاب خلال الآونة الأخيرة لا يمكنها أن تكون حلا جذريا للحد من خطورة انتشار هذه الظاهرة، بل إنها تعمق الأزمة أكثر فأكثر في وقت تقود فيه المناطق البلدية بجل ولايات الجمهورية حملات مكثّفة لقنص الكلاب بغية التصدي لتفشي داء الكلب الخطير.
وتشير أرقام رسمية إلى وجود، أكثر من 520 ألف كلب في تونس، كما بلغ معدل تغطية التلاقيح التي تمثل عدد الكلاب والقطط التي تتم تربيتها 79.1 في المائة عام 2023. كما تؤكد أرقام وزارة الصحة في تونس تجاوز عدد الأشخاص الذين تمت مهاجمتهم من قبل حيوانات مشبوهة بإصابتها بداء الكلب 30 ألف حالة في 2010 إلى 42 ألف حالة في 2022، وكانت الكلاب السائبة وراء 31 في المائة من هذه الحالات.
وتشرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية على عمليات تلقيح الكلاب السائبة بشكل مجاني، في إطار حملة سنوية خلال أشهر ديسمبر وجانفي وفيفري، كما تؤمّن عمليات التلقيح بكافة المراكز الراجعة لها بالنظر على امتداد السنة.
رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء ابراهيم النفزاوي لـ«الصحافة اليوم» : أزمة اللحوم البيضاء في اتجاهها للإنفراج
تعرف الأسواق التونسية خلال الآونة الأخيرة اضطرابا في التزوّد باللحوم البيضاء أرجعها رئيس ا…