2024-08-17

قصدوا الشواطئ التونسية للسباحة فعادوا جثثا هامدة: 70 وفاة لمصطافين منذ بداية الموسم الصيفي ..ودعوة ملحّة لمزيد اليقظة والحذر

ما تزال الشواطئ التونسية تسجل يوميا حالات غرق ، حيث بلغ عددها من بداية الموسم الصيفي والى غاية 15 أوت  الحالي حوالي 70 حالة وفاة غرقا وذلك وفق مؤشرات الديوان الوطني للحماية المدنية وهو رقم مفزع وكارثي مقارنة بالمواسم الماضية .

و وفق الديوان الوطني للحماية المدنية فان أغلب حالات الوفاة غرقا تم تسجيلها بشواطئ ولاية نابل بـ 25 حالة من جملة 70 وفاة تليها شواطئ ولاية بنزرت التي تشهد اقبالا كبيرا من قبل المصطافين الذين يفضلون هذه الشواطئ الصخرية .

و بالرغم من أن هذه الشواطئ تتميز بنقائها لكنها عادة ما تكون معزولة وغير محروسة من قبل الحماية المدنية علاوة على انها تحتوي على تيارات مائية قوية وجارفة والتي تشكل خطرا خاصة على الذين لا يتقنون السباحة جيدا وكذلك الأطفال ، علما وأن معظم حالات الغرق التي تم تسجيلها هي في صفوف الأطفال.

تعدد الاسباب و النتيجة واحدة 

على الرغم من تعدد أسباب وقوع حالات الغرق الا أن المعضلة واحدة وهي فقدان أرواح بشرية بريئة وأطفال بعمر الزهور ، لذلك فان الديوان الوطني للحماية المدنية يجدد دعوته كافة المواطنين والمصطافين الى المزيد من اليقظة والحذر والتقيد باجراءات السلامة على غرار الامتثال لعلامات الخطر ولتحذيرات المنقذين  .
ويرى المراقبون أن ضعف خدمات الانقاذ على مستوى الشواطئ التونسية من نقص في معدات الانقاذ أو  قلة عدد المنقذين المتخصصين من شأنه أن يزيد من خطر الحوادث. كما أن التغيرات المناخية يمكن أن تؤدي الى تغيرات في التيارات البحرية و تصبح أكثر قوة من المعتاد مما يعرض السباحين الى الخطر . كما أن السباحة في مناطق غير مخصصة وفترات غير مواتية  من الأسباب الكامنة وراء وقوع حالات غرق حيث يعمد البعض الى السباحة و المغامرة في ظروف بحرية غير ملائمة مثل الأمواج العاتية أو التيارات القوية .

الحلول

من بين الحلول التي اقترحها أهل الاختصاص زيادة الوعي والتثقيف بقواعد السلامة من خلال الحملات التوعوية وتنظيم ورش عمل حول مخاطر السباحة في ظروف غير آمنة.
من الضروري كذلك تحسين البنية التحتية لخدمات الانقاذ على الشواطئ بما في ذلك زيادة عدد المنقذين وتزويدهم بالمعدات اللازمة والتدريب الكافي، علاوة على تحسين النظام الرقابي لمراقبة الظروف الجوية والبحرية . كذلك تحسين أساليب الاستجابة لحالات الطوارئ من خلال التدريب الدوري للمنقذين واعتماد الآليات الفعالة للتعامل مع حوادث الغرق.  وللتذكير فانه تم إحداث 276 نقطة حراسة بالشواطئ وبرمجة انتداب 2290 سباح منقذ للعمل لكن لم يقع انتداب سوى 500 سباح ، كما أن بعض الجهات تشهد عزوفا عن العمل كسباح منقذ بالشواطئ حيث يفضل البعض العمل في النزل على العمل في الشواطئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بلغ مستواها 23,1 % : مخزونات السدود في تراجع متواصل

أفاد عضوالمكتب التنفيذي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بالموارد الطبيعية والت…