ذهاب الدور التمهيدي لكأس “الكاف”: جاموس الجنوب سوداني ـ الملعب التونسي : أبـــنــاء بــاردو في مهمة كتابة تاريخ جديد.. والفوز خارج الديار غير مستحيل
بعد غياب دام عقدين كاملين عن المشاركات القارية، تبدأ اليوم رحلة الملعب التونسي في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، حيث سيستهل موسمه من خلال ملاقاة مضيفه نادي جاموس من جنوب السودان ضمن ذهاب الدور التمهيدي لهذه المسابقة التي يريد خلالها أبناء باردو صنع تاريخ جديد وكسب التحدي وبالتالي التأكيد على أن فريق «البايات» قادر على صنع المعجزات، بما أن كل القائمين على النادي يريدون تحقيق نجاح غير مسبوق في تاريخ الملعب التونسي على الصعيد القاري، والهدف الأساسي المرسوم هو الذهاب بعيدا في هذه البطولة ولم لا المنافسة على بلوغ الأدوار المتقدمة.
بيد أن هذه الغاية تتطلب بالضرورة تقديم أداء متميز منذ البداية، وبالتالي الدخول في صلب الموضوع، بما أن لقاء اليوم يعتبر الأول للفريق ولمدربه الجديد ماهر الكنزاري هذا الموسم، وهذه المواجهة ستكون بمثابة الاختبار المهم للغاية من أجل معاينة «التغييرات» التي قام بها الإطار الفني خاصة بعد رحيل عدد من ركائز الملعب التونسي منذ نهاية الموسم الماضي ومن أبرزهم المهاجم حمزة الخضراوي والمدافع حمزة بن عبده ولاعب الوسط محمد لامين انداو.
اختبار في المتناول؟
رغم الرحلة المرهقة التي قام بها وفد الملعب التونسي إلى العاصمة جوبا، والتي ستدوم ثمانية أيام تخللتها فترة استراحة لمدة ثلاثة أيام في العاصمة المصرية القاهرة، إلا أن الأصداء الواردة من عاصمة جنوب السودان تؤكد بأن الأجواء تبدو مميزة ومثالية للغاية، فضلا عن ذلك فإن الحرص الشديد من قبل القائمين على الفريق على توفير كل ظروف الراحة يمكن أن تساهم كثيرا في التقليل من تأثيرات إرهاق هذه الرحلة وطولها، وبالتالي يمكن القول إن الفريق يبدو جاهزا إلى حد كبير لكسب التحدي وقطع خطوة هامة نحو بلوغ الدور الثاني، خاصة وأن الفريق جنوب سوداني لا يملك أي تقاليد في هذه المسابقة القارية، بل إن فرق جنوب السودان الذي انفصل منذ سنوات قليلة عن السودان لم تسجل أي نتائج ملموسة في المواسم الماضية، ولا تملك أي تقاليد عريقة تجعلها تكون من بين الفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى، عكس الملعب التونسي الذي يظل المرشح الأول للمرور إلى الدور المقبل رغم أنه لم يشارك على الصعيد القاري منذ أمد بعيد، ورغم أن أغلب لاعبيه لم يسبق لهم المشاركة في المسابقات الإفريقية، لكن بالتوازي مع ذلك فإن الخبرة التي يتمتع بها المدرب ماهر الكنزاري الذي خبر الملاعب الإفريقية لاعبا ومدربا يمكن أن تساعده اليوم على قيادة الملعب التونسي لتحقيق انتصار سيكون مهما للغاية ومن شأنه أن يعبّد الطريق نحو التأهل إلى الدور المقبل، فضلا عن ذلك فإن عددا من العناصر سبق لها الظهور في هذه المسابقة والحديث هنا يخص لاعبين مثل غازي العيادي وبلال الماجري، وكذلك الثنائي الأجنبي يوسوفا أومارو وعثمان واتارا الذي سبق له التألق في الموسم قبل الماضي مع الاتحاد المنستيري ضمن منافسات كأس «الكاف».
بعبق التاريخ
بالعودة إلى آخر مشاركة للملعب التونسي في المسابقات القارية، فإن الفريق كان قادرا على بلوغ الأدوار المتقدمة، حيث استهل المنافسة بتحقيق فوز بسداسية كاملة على حساب نادي ثيس السينغالي قبل أن يواجه في الدور الثاني فريق الاسماعيلي المصري الذي كان من بين أبرز الفرق المصرية آنذاك، ورغم ذلك استطاع فريق باردو تجاوزه وبلوغ الدور ثمن النهائي قبل أن يغادر المسابقة بشكل درامي أمام نادي ليبرتي الغاني حيث خسر خارج تونس بنتيجة 3ـ2 قبل أن يكتفي بالتعادل على ملعبه بنتيجة 1ـ1 في مقابلة كان حينها زملاء بسام الدعاسي قادرين على تحقيق الفوز بأي نتيجة من أجل المرور إلى الدور الموالي، ورغم مغادرته المبكرة نسبيا البطولة في تلك النسخة إلا أن الملعب التونسي قدّم أداء مميزا وترك أفضل الانطباعات، وهذا الأمر يتطلع زملاء الحارس سامي هلال إلى تحقيقه لكن الهدف سيكون بلا شك هو الوصول في مرحلة أولى إلى دور المجموعات، ومن ثمة التفكير في الرهانات القادمة، وهو أمر سيكون مرتبطا بدرجة كبيرة بمدى نجاح القائمين على النادي في إبرام صفقات جديدة يمكن أن تعزز الرصيد البشري وتجعله أكثر قوة وقدرة على تحقيق أفضل النتائج.
قبل مواجهة قوافل قفصة : بريمة والعطوي وقديدة يتنافسون على نيل ثقة الكنزاري
يخوض الملعب التونسي عشية الأحد مباراته ضد مضيفه قوافل قفصة بذكريات الموسم الماضي الذي شهد …