بنزرت : تحديات تنموية عديدة…فهل من حلول عملية؟؟

على الرغم من أن ولاية بنزرت تعتبر من الولايات الساحلية المحظوظة بمواردها، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات تنموية عديدة حالت دون تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في معتمدية بنزرت الشمالية التي تعتبر من أهم معتمديات الولاية.

لقد سلّط العديد من مكونات المجتمع المدني والخبراء الضوء على الإشكاليات التنموية التي عرقلت تطور هذه الولاية ومنعتها من تحقيق التقدم المنشود خلال السنوات الأخيرة، مما أثر سلبًا على مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية والاجتماعية.

التحديات الرئيسية

تتمثل أبرز الإشكاليات التي تعاني منها معتمدية بنزرت الشمالية ضعف الرصيد العقاري وملكية ديوان المساكن العسكرية لجزء كبير من الأراضي الشاغرة، بالإضافة إلى الطبيعة الغابية لعدد من الأراضي المجاورة. كما أن مثال التهيئة العمرانية لا يواكب سرعة النمو الديمغرافي والاقتصادي للمعتمدية.

ومن بين التحديات الأخرى  التي تعاني منها ولاية بنزرت وخاصة معتمدية بنزرت الشمالية الانجراف البحري الذي ألحق أضرارًا جسيمة بالعديد من السواحل، وخاصة سواحل الكرنيش وشاطئ الصخور، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا. كما يعاني الميناء العتيق من تلوث شديد، فضلًا عن الإهمال الواضح لمنطقة الكرنيش السياحية. إضافة إلى تدهور البنية التحتية وغياب الحلول الفعالة لمعالجة النفايات الصناعية الناتجة عن مصانع السكر والإسمنت وتكرير النفط. ويعاني وسط المدينة من اختناق مروري حاد، خاصة في أوقات الذروة، بالإضافة إلى الاكتظاظ بحافلات النقل المدرسي في بعض الخطوط مع بداية كل موسم دراسي.

مقترحات عملية

أكدت الأطراف المعنية على ضرورة تنفيذ عدد من المقترحات العملية التي تم اقتراحها في العديد من المناسبات، ولو على مراحل. ومن أبرز هذه المقترحات:

استكمال برنامج حماية بنزرت من الفيضانات ومواصلة مشروع مقاومة الانجراف البحري في منطقة الكرنيش والعمل على صيانتها.وخاصة تحسين البنية التحتية وتهيئة الأحياء الشعبية وإيجاد حلول للتقسيمات غير المهيأة.مع التركيز على تطوير منطقة الكرنيش ورصد ميزانية لصيانة المنشآت القائمة حسب القطاعات.مع العمل على إنشاء ميناء بجزيرة جالطة وخاصة التسريع في إنجاز الوصلة المحمولة في أقرب الآجال والذي قطع الى حد الآن أشواطا متقدمة.

إضافة إلى ذلك، ينبغي إعادة تهيئة الطريق الرابطة بين عين مريم والناظور، وإنشاء طريق حزامية تربط بين بنزرت وطبرقة والجزائر عبر السواحل الشاطئية. كما يجب الإسراع في تنفيذ برنامج السكن الاجتماعي وإعادة جهر الميناء العتيق، وتحديث محطات الضخ وفصل الصرف الصحي عن مياه الأمطار، وبرمجة مركز لمعالجة النفايات الطبية.

هذه المقترحات إذا تم تنفيذها بفعالية قد تسهم في حل العديد من الإشكاليات التنموية وتدفع بولاية بنزرت نحو مستقبل أكثر إشراقًا.