لأول مرة في تونس حملة تثقيفية موجهة للشباب في ست ولايات : حوار حول بدائل الهجرة غير النظامية

تنطلق الحملة التي تنظمها المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية لأول مرة في تونس من 13 أوت إلى 22 سبتمبر 2024 وتنفذ بالشراكة الوثيقة مع وزارات الشباب والرياضة التونسية، الداخلية، الشؤون الثقافية ووزارة التشغيل والتكوين المهني.

تتألف هذه المبادرة من قافلة متنقلة تجوب ست ولايات في تونس وهي جندوبة والكاف وسليانة والقصرين والقيروان وقفصة وتتوقف في 36 بلدية وستقوم الحملة بإشراك الشباب في حوار حول بدائل الهجرة غير النظامية من خلال عروض ثقافية وسينمائية في الساحات العامة وحلقات نقاش مع متخصصين وعروض لفنانين شبان تهدف إلى تحفيز الشباب على الإقبال على التكوين المهني وريادة الأعمال واتباع المسالك القانونية للهجرة في إطار الاتفاقيات التي تبرمها تونس مع دول الاستقبال.    

منذ إطلاقه في عام 2002 من قبل التعاونية الإيطالية التي تركز على القضايا الاجتماعية والصحية تناول برنامج  «سينما أرينا»  مخاطر الهجرة غير النظامية وفي عام 2018 تم تفعيل شراكة مع المنظمة الدولية للهجرة لمواصلة الحملة على نطاق أوسع.

وعلى مدار السنوات السبع الماضية جابت الحملة السينغال وكوت ديفوار وغينيا وغامبيا ونيجيريا حيث تم تنظيم 674 فعالية توعوية جمعت أكثر من 221000 متفرج وتنشر الحملة المعلومات والرسائل من خلال أفلام توعوية في مناطق الحضرية والمناطق الريفية إلى جانب العروض الترفيهية والمسرحية والموسيقي وورش العمل وحلقات النقاش الهادفة إلى تشجيع المهاجرين المحتملين على اتخاذ قرار حر وفردي ومستنير.

كما تسعى القافلة إلى إشراك المجتمع المدني كعامل رئيسي للتغيير كما تدعم الشركات الصغيرة والفنانين الشباب في تحقيق تطلعاتهم وزيادة الوعي الإعلامي للحصول على معلومات شاملة عن الهجرة والفرص الاجتماعية والاقتصادية المتاحة.

وبالتوازي مع هذا البرنامج المشترك بين عدة وزارات تنفذ وزارة التشغيل والتكوين المهني عددا من البرامج الجديدة عبر الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل والتي تهدف إلى تدعيم التمكين الاقتصادي للشباب من خلال الرفع من طاقة استيعاب الجهاز الوطني للتكوين المهني والرفع من فرص التكوين من خلال التدريب المهني وتحسين تشغيلية الشباب عبر آليات التكوين التكميلي والتأهيل وإعادة التأهيل بتمويل على موارد الصندوق الوطني للتشغيل وارساء نظام المبادر الذاتي والتكفل بمساهمة الأعراف في النظام القانوني للضمان الاجتماعي لمدة سنة بداية من تاريخ التسجيل بمنصة «المبادر الذاتي».

وتعمل الوزارة على تطوير آليات التمويل وتنويعها عبر ترسيخ خط تمويل الفئات الضعيفة وخط تمويل الشركات الأهلية .

من بين المشاريع الهامة التي سيتم تنفيذها مشروع «CAP-EMPLOI» والذي سيقع تمويله من قبل البنك الافريقي للتنمية والذي يتضمن في جزء منه توفير حوالي 90 مليون اورو لتمويل المشاريع الصغرى ومرافقة الباعثين ودعم ارساء نظام المبادر الذاتي وتحسين تشغيلية الشباب ومنها حوالي 170 مليون دينار لتغطية الحاجيات من التمويل الذاتي للمشاريع الصغرى إلى غاية موفى سنة 2027 بما يضمن تجسيم المشاريع التي يبادر بها الشباب في الجهات.

ومع ان اخبار وصول اعداد من الشباب التونسي الى السواحل الايطالية لا تنقطع على مواقع التواصل الاجتماعي الا انه وبحسب الاحصائيات من قبل الجهات المختصة فان منسوب ظاهرة الهجرة غير النظامية قد تراجع  في الآونة الاخيرة وهو ما يعكس أن السلطات التونسية تعاملت مع الأزمة بطريقة مقبولة وبأخف الأضرار وجاء ذلك بعد التنسيق مع الطرف الايطالي والاتحاد الاوروبي.