مع اقتراب موسم الزراعات الكبرى 2024 / 2025 : استعدادات حثيثة لتجاوز الاشكاليات وتوفير مستلزمات الانتاج
تعكف وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وبالتنسيق مع مختلف الهياكل المعنية على الإعداد الجيد لموسم الزراعات الكبرى القادم 2024 / 2025 الذي ينطلق مع بداية نزول الأمطار الخريفية ، لا سيما في ظل توقعات المعهد الوطني للرصد الجوي بنزول كميات من الأمطار أو ما يعرف «بغسالة النوادر» خلال هذه الفترة وتكون بنسب متفاوتة بين الولايات.
وسعيا منها لتجاوز الاشكاليات المتعلقة بالموسم الفلاحي تسعى سلطة الاشراف الى توفير جميع مستلزمات الانتاج على غرار البذور الممتازة والأسمدة الكيميائية بمختلف أنواعها وذلك طبقا لرزنامة محددة مسبقا تراعي خصوصية كل فترة من الموسم، مع العلم وأنه تم الابقاء على المحافظة على أسعار الأسمدة خلال هذا الموسم دون الترفيع فيها وذلك دعما للفلاحين.
كما تعمل وزارة الفلاحة الى جانب وزارة الصناعة و الطاقة والمناجم الى التسريع في انجاز التطبيقة الاعلامية المندمجة لرقمنة مسالك توزيع الأسمدة ومراقبتها قصد متابعة توفير الحاجيات لمستحقيها والقضاء على مختلف مظاهر الاحتكار والتلاعب بالأسعار حفاظا على مصالح الفلاح ودعما لمنظومات الانتاج خاصة في ظل التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية.
وبخصوص المساحات المبرمجة للموسم الفلاحي لموسم الحبوب 2024 / 2025 فانه من المتوقع حسب وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أن تكون في حدود مليون و200 ألف هكتار مع إمكانية الترفيع فيها إذا ما كانت العوامل المناخية ملائمة ونزول التساقطات بكميات هامة.
الحيز الأكبر لزراعة الحبوب
من جهتها قدرت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ببن عروس المساحات الفلاحية المزمع تخصيصها للزراعات الكبرى بالجهة خلال الموسم اافلاحي القادم بـ 16 ألفا و360 هكتار موزعة على مساحات مخصصة للحبوب والأعلاف والفواكه الجافة والزراعات الصناعية. وتستأثر الحبوب بنصيب الأسد من اجمالي المساحات المخصصة للزراعات الكبرى بأكثر من 8800 هكتار تتوزع على زراعة القمح بصنفيه اللين و الصلب الى جانب الشعير والتريتيكال، الى جانب تخصيص مساحة محترمة لزراعة الخضر والأعلاف.
وفي ولاية تطاوين أقرت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التوسع في زراعة الحبوب المروية بالجنوب التونسي وذلك اثر نجاح التجربة النموذجية بعدد من معتمديات الولاية وسعيا الى الوصول الى زراعة المساحات المبرمجة والمتراوحة بين 1500 و 2000 هكتار في كامل الولاية للموسم الزراعي 2024 / 2025.
ولأن الاستعداد لموسم الزراعات الكبرى في تونس يعد خطوة هامة لا سيما في ظل التغيرات المناخية وحالة الجفاف التي ضربت بلادنا للسنة الخامسة على التوالي ، فقد أجمع المختصون في الشأن الفلاحي على أن التحضيرات المسبقة لموسم الزراعات يتطلب تخطيطا شاملا واستراتجيات فعالة خاصة تلك المتعلقة بالمناخ وكيفية التكيّف مع التغيرات المناخية المفاجئة مع تأمين التمويلات اللازمة لتغطية التكاليف الطارئة وجبر الأضرار للفلاحين الناجمة عن الكوارث الطبيعية. كما أكد المختصون على أهمية اعتماد البذور المحلية الممتازة التي تتماشى مع نوعية والتربة وطبيعة المناخ والتركيز على تدريب الفلاحين على أحدث التقنيات والأساليب الزراعية بما يمكن من تعزيز كفاءة الانتاج وجودته عبر تنظيم ورشات عمل و دورات تدريبية في مجال الزراعات الحديثة لتحقيق الأمن الغذائي والسيادة الغذائية لبلادنا.
التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية
أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…