صراعات سياسية وتوتّرات أمنية تضع ليبيا في مفترق طرق.. ..وتونس تدعو إلى حلّ توافقي بقيادة ليبية وبرعاية أمميّة..
دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مؤخرا، إلى خفض التصعيد وتفادي مزيد من التوتر، وذلك على خلفية تحرك قوات الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر باتجاه منطقة الجنوب الغربي، وسط مخاوف أممية ودولية من عودة البلاد نحو مربع العنف المسلح.
ودعت البعثة الأممية في بيان كل «الأطراف المتواجدة إلى التعقّل وتفادي كل عمل عسكري مستفز يمكن أن يعرّض استقرار ليبيا الهش وأمن سكانها للخطر».
وكانت قالت هيئة الأركان العامة لقوات حكومة الوحدة الوطنية المتمركزة في العاصمة، أنها وضعت وحداتها في حالة تأهب وأمرتها بالاستعداد لصد أي هجوم محتمل.
وبشكل مثير للقلق، تحركت قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، خلال الأيام الماضية، نحو جنوب غربي البلاد، وقابلتها تحشيدات من قوات في غرب البلاد تابعة لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها أمميا. وتدعم تونس استقرار الوضع الليبي كإحدى الأولويات، لارتباطه بالأمن القومي التونسي، في هذا السياق أكد وزير الشؤون الخارجية نبيل عمار، أن تونس «تدعم كافة الجهود الرامية لإيجاد تسوية شاملة ودائمة تضمن أمن ليبيا واستقرارها».
جاء ذلك في بيان للخارجية التونسية، عقب لقاء جمع وزيرها بالسفير الأمريكي بتونس جوي هود، وبالمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند.
وأضاف السيد نبيل عمار إن موقف تونس «ثابت» بشأن أهمية أن يكون «الحل ليبيا في إطار من التوافق وبقيادة ليبية برعاية منظمة الأمم المتحدة»، بحسب بيان الخارجية التونسية. وتابع: «تدعم تونس كل الجهود الهادفة إلى إيجاد تسوية شاملة ودائمة تضمن أمن ليبيا واستقرارها ووحدتها وسيادة شعبها على ثرواتها ومقدراتها الوطنية».
ونقل البيان عن نورلاند، المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، إشادته بـ«دور تونس الإيجابي والبنّاء في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين».
وشدد نورلاند، على موقف بلاده «الرافض لفرض الحلول بالقوّة من قبل أي طرف».
وأعرب عن «الاستعداد للتنسيق مع تونس من أجل الدفع في اتجاه الوصول إلى تسوية سياسية مبنية على الحوار والتفاؤل في ليبيا»، وفق ما نقله البيان.
في هذا الاطار، أكّد الخبير في الشأن الليبي غازي معلّى، في تصريح لـ«الصحافة اليوم»، أنّ «الوضع السياسي محتقن جدًّا في ليبيا، حيث يشهد البلد صراعات سياسية وتوترات أمنية وهي في مأزق سياسيّ حقيقيّ»، مشيرًا على أنّ «هناك خلافًا حادًّا حاليًّا بين حكومة الشرق وحكومة الغرب التي تؤيّدها عديد القوى الإقليمية على غرار مصر وتركيا».
كما اعتبر غازي معلى أن الوضع قد تأزم جدا في ليبيا ونحن في مفترق طرق بين حرب أهلية تؤدي إلى السيناريو اللبناني أو إنهاء الصراع بحل سياسي وتنظيم الانتخابات.
وبين المختص في الشأن الليبي أن كل هذا التصعيد الآن يتم بسبب غياب حل سياسي، إذ اعتبر أول أمس مجلس النواب أن حكومة الدبيبة غير شرعية الآن، ولا يمكن إيجاد حل إلا من خلال عقد توافقات دولية وإقليمية، لان اجتماع الفرقاء الليبيين حول طاولة الحوار صعب.
وحول دور تونس في حل الأزمة الليبية خاصة بعد اللقاء بين وزير الخارجية التونسي نبيل عمار والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، أفاد معلى بأنه يجب أن تقوم تونس بدور هام مثل مصر وتركيا والمغرب والجزائر، إذ لا يمكن إيجاد تسوية اليوم بدون الغطاء الأممي والغطاء الأمريكي في ليبيا، حسب تقديره.
وأضاف محدثنا في ذات السياق، أن تونس عليها أن تنسّق في مواقفها مع بقية الدول على غرار مصر وتركيا المهتمين بالملف الليبي في الأشهر الاخيرة. ودعا غازي معلى الى توحيد وجهات النظر وتقريبها مع الجانب المصري والتركي، خاصة وان ليبيا مازالت تحت الرعاية الاممية. واكبر دليل الإبقاء على محافظ البنك المركزي الليبي بتعليمات من الخارجية الأمريكية وفق تعبيره.
ويرى محدثنا ان المعادلات الدولية تغيّرت، واليوم نشهد اتفاقا غربيا وخاصة بين الحلف الفرنسي الأمريكي لإيجاد حل في ليبيا، وهذا يذكرنا بما حصل في 2011…وتابع : «الديناميكية هذه عادت من اجل الوصول إلى حل سلمي سياسي لان المنطقة هي جنوب المتوسط وبوابة افريقيا وتمثل تهديدا لتعكير الأجواء، ولهذا فان الرغبة كبيرة من الأطراف الغربية لإنهاء هذا التوتر».
وتوجد في ليبيا منذ مارس 2022 حكومتان، إحداهما تحظى باعتراف دولي وأممي وهي حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها العاصمة طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل.
أما الثانية فكلفها مجلس النواب، وهي حكومة أسامة حماد، ومقرها في مدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في الجنوب.
وعمَّق وجود الحكومتين أزمة سياسية يأمل الليبيون حلها عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية طال انتظارها منذ سنوات وتحول دون إجرائها خلافات بشأن قوانينها والجهة التنفيذية التي ستشرف عليها.
مهمة هيئة الانتخابات: تقديرات نفقات انتخابية محتملة سنة 2025 تتجاوز 74 مليون دينار : نواب يطالبون بتطوير أداء الهيئة لتحسين نسب المشاركة الانتخابية
ناقش أعضاء الغرفتين النيابيتين بقصر باردو أمس مشروع ميزانية الهيئة العليا المستقلة للانتخا…