2024-08-14

ندوة علمية حول كيفية المحافظة على الإسفنج وتثمينه

كيفية المحافظة على الإسفنج وتثمينه كان موضوع ندوة علمية احتضنتها قاعة الاجتماعات بالمركز التكنولوجي بفضاء الأنشطة الاقتصادية بجرجيس مساء الأحد الماضي بحضور مجموعة من الجامعيين والمختصين ومجموعة من البحارة والمواطنين وذلك في إطار الدورة 52 لمهرجان الإسفنج بجرجيس.

الكاتب العام للمهرجان الدولي للإسفنج بجرجيس سمير غراب بين أن الهدف الأساسي من هذه الندوة هو بحث كيفية تسجيل صيد الإسفنج بجرجيس في لائحة التراث اللامادي لليونسكو وتثمينه مشيرا إلى أن هذه العملية انطلقت منذ شهر ماي الفارط في انتظار استكمال بقية المراحل والإجراءات.

وأضاف أن صيد الإسفنج بجرجيس يعود إلى فترات تاريخية قديمة حيث كان أول من له الأثر في صيد الإسفنج بجرجيس هم البحارة اليونانيون والايطاليون والذين ساهموا في بداية صيد الاسفنج بجرجيس منذ القرن التاسع عشر ثم تواصل مع المستعمر الفرنسي وبقي بحارة جرجيس يمارسون صيد الإسفنج إلى يوم الناس هذا مشيرا إلى أنه عرف فترات من التراجع في الإنتاج نتيجة التلوث البيئي خاصة بخليج قابس وأن عديد المؤشرات حاليا تؤكد عودة الإنتاج إلى الارتفاع.

ودعا جميع المواطنين والنشطاء في المجتمع المدني بالجهة إلى المشاركة في مشروع تسجيل صيد الإسفنج في لائحة التراث العالمي وتثمين الإسفنج باعتباره جزء من تاريخنا وموروثنا المميز للجهة على غرار الزيتونة وزيت الزيتون الذي تعرف به جرجيس.

من جهته بين الباحث في مجال التراث الثقافي اللامادي صالح فالحي أن عملية التسجيل في قائمة التراث اللامادي للإسفنج غير كافية إذ من الضروري تثمينه في خلال إحداث مشاريع يكون مادتها الخام وتعود بالنفع على أبناء الجهة ودفع التنمية بها.

وأضاف أن التسجيل يعني اعتراف بالإسفنج كتراث لامادي وليس صونا له مشيرا إلى أن تثمينه يساهم في التعريف به أكثر وتطوير إنتاجه والإقبال عليه. يذكر أن المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار يعمل منذ سنة 2022 على  بعث مشروع استزراع الاسفنج بجرجيس والجدارية وذلك بعد التراجع الكبير في صيده ( من 9.5 طن سنة 2017 إلى 300 كلغ فقط سنة 2021) وخاصة إصابته المتكررة بمرض فطري ناتج عن تلوث الشريط الساحلي خاصة خليج قابس بالمواد الكيميائية.

وتحتل تونس المرتبة الأولى عالميا في تصدير الاسفنج بحوالي 74 طنا تصدر نحو اليونان وفرنسا وايطاليا وأمريكا وفق ما ذكره رئيس مصلحة متابعة المواسم وتطوير الإنتاج بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية سامي الدبوني في تصريح سابق. وأضاف أن قطاع صيد الاسفنج في ولاية مدنين وخاصة جرجيس يعد حوالي 100 بحار وغواص يعملون على متن حوالي 20 مركب صيد بحري لكن إنتاجهم مازال في أمس الحاجة إلى مزيد التعريف به من خلال المشاركة في المعارض الدولية وتوظيف السياحة للتعريف به أو تثمينه في مجال الصناعات التقليدية ودعم تصديره خاصة أنه يصدر حاليا دون لف أو تعليب.

وأكد أن مدينة جرجيس تتصدر مدن البحر الابيض المتوسط على مستوى الإنتاج وهي تعرف بعاصمة الاسفنج باعتبارها تحتل المرتبة الأولى وطنيا في إنتاجه. وقد عرفت مدينة جرجيس صيد الاسفنج منذ مالايقل عن قرن إذ وفد عليها البحارة الأجانب المختصون في صيد الاسفنج منذ سنة 1875. ويعد اسفنج مدينة جرجيس من أجود الأنواع على غرار “الحجامي” و”الجربي” والكمامي الجرجيسي”.  وتعد طريقة الصيد ب” الكماميس” من الطرق التقليدية وهي تتمثل في الغوص إلى أعماق البحار دون التزود بالهواء لمدة تتراوح بين دقيقتين أو ثلاث ثم يطفو الغواص على السطح محملا بقطع الإسفنج ثم تطورت طرق الصيد بعدة وسائل أخرى حديثة. ونظرا لأهمية صيد الاسفنج في جرجيس أحدث مهرجان وطني للإسفنج بجرجيس يعد من أعرق المهرجانات إذ بلغ حاليا دورته 52.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع انتهاء الصائفة: حملات نظافة مواطنية بشواطئ جرجيس

تتالت مؤخر بجرجيس الحملات التطوعية سواء لتنظيف الشواطئ أو جمع التبرعات بمناسبة العودة المد…