ظاهرة الحرائق في منحى تصاعدي : الحرائق تلتهم الثروة الطبيعية فهل من حلول عاجلة ؟
لم تهدأ وتيرة الحرائق الى حدود اللحظة ومع ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت 47 درجة في بعض الولايات تزداد شرارتها. وقد عاشت ولايات الشمال الغربي وغيرها من المناطق منذ دخول فصل الصيف والى حد اللحظة على وقع سلسلة من الحرائق. كان آخرها ذلك الذي اندلع أمس الأول بأرض فلاحية في منطقة «الحوايجية» من معتمدية بوسالم في ولاية جندوبة، وقد تمكن فريق الاطفاء التابع لوحدات الحماية المدنية بالجهة من اخماد النيران التي أتت على 20 هكتارا من الحصيدة.
وقد تفشت ظاهرة الحرائق خلال السنوات الأخيرة فأصبحت مصدر قلق بالنسبة لسلطة القرار لا سيما وأنها تهدد الثروة الغابية والحيوانية وتحد من التنوع البيولوجي علاوة على أنها تمثل تهديدا لمتساكني المناطق الغابية لا سيما وأن الغابات تمثل مورد رزق لهم.
الأسباب متعددة والنتيجة واحدة !!!
مهما تعددت أسباب اندلاع الحرائق فان نتيجتها واحدة وهي تداعياتها الوخيمة على الغطاء النباتي في بلادنا.
والمؤكد أن العوامل المناخية هي السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة والدليل على ذلك أن منسوب الحرائق يرتفع خلال فصل الصيف حيث تصبح المواد القابلة للاشتعال اكثر سهولة في الاشتعال.كما أن الرياح القوية تساعد على انتشار النيران بسرعة مما يجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة. ومن الأسباب الاخرى المتعلقة بتفشي ظاهرة الحرائق هي بالأساس بشرية والمتمثلة في اشعال النار بشكل غير مسؤول ويشمل ذلك إلقاء السيجارة المشتعلة أو اشعال النار في الهواء الطلق دون مراقبة وكذلك بعض النشاطات الزراعية مثل حرق بقايا المحاصيل أو الحقول وتجهيزها للزراعة من جديد.
استراتيجيات التوقي والتعامل مع الحرائق
تسعى الدولة الى الحفاظ على الثروة الطبيعية والحد من الحرائق التي تلتهم الأخضر واليابس، وقد عملت سلطة القرار بالتعاون مع مختلف الهياكل المتدخلة على تنظيم حملات توعوية وتحسيسية موجهة للمجتمعات المحلية وتعزيز الوعي بأهمية الوقاية من الحرائق.
يعد عنصر التدريب مهما جدا في التوقي من ظاهرة الحرائق وذلك من خلال تدريب الفلاحين والسكان على كيفية التعامل مع الحرائق بشكل آمن، اضافة الى تطوير أنظمة الانذار المبكر والتي تساعد على الكشف عن الحرائق بسرعة.
من جهته يعمل الديوان الوطني للحماية المدنية على توفير جميع الامكانيات اللازمة لضمان التدخل السريع وتطويق الحريق ومنع انتشاره وذلك من خلال توفير وتجهيز فرق الاطفاء بالمعدات اللازمة لمكافحة الحرائق بشكل فعال، الى جانب انشاء أحزمة وقائية حول المناطق المعرضة للحرائق والحد من الأنشطة التي قد تؤدي الى اشعال النار علاوة على زيادة الرقابة على الأنشطة التي قد تشكل خطرا على البيئة.
تجدر الاشارة الى ان وحدات المدنية قد سجلت خلال السنة الماضية 693 حريق في الغابات خلال الصائفة الماضية. ولم يكن هذا الرقم استثناء حيث كشف المعهد الوطني للاحصاء والادارة العامة الغابات عن تصاعد عدد الحرائق وحجم المساحات المتضررة خلال العقد الاخير، اذ ارتفع عدد الحرائق من 400 حريق خلال سنة 2012 الى 458 حريق سنة 2021. اما بالنسبة للمساحات المتضررة فقد توسعت من 2400 هكتار الى 25808 هكتار خلال نفس الفترة.
التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية
أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…