وفاة طفل ومسنّة إثر اعتداء كلبين خلال الأسبوعين الماضيين: داء يتفاقم بشكل مخيف رغم المجهودات المبذولة
يثير انتشار الكلاب السائبة في تونس اليوم العديد من المخاوف لدى التونسيين نتيجة تسببها في تفشي الأوبئة ونقل الأمراض المعدية إلى جانب تزايد حوادث اعتدائها على المارّة والتسبب لهم في الوفاة مثلما حدث خلال الأسبوعين الماضيين عندما تم تسجيل حالتيْ وفاة بداء الكلب في ولاية سيدي بوزيد.
حيث توفي طفل يبلغ من العمر 9 سنوات اصيل إحدى مناطق المكناسي بعد تعكر صحته نتيجة «عضة» كلب، وحالة الوفاة ثانية لمُسنة في العقد السابع من عمرها اصيلة منطقة قرع بنور التابعة لسيدي بوزيد وفق ما افاد به يوم الجمعة المنقضي مصدر طبي بالجهة لترتفع بذلك حصيلة الوفيات إلى ثماني حالات وفاة منذ مطلع سنة 2024 اذ تشير اخر الإحصائيات المعلنة الى تسبب داء الكلب في وفاة 6 أشخاص وإصابة أكثر من 200 حيوان في الفترة الممتدّة من 1 جانفي إلى حدود 1 جويلية 2024 وذلك مقابل 6 وفايات خلال سنة 2023 و5 وفايات في 2022.
وتعد الوضعية البيئية الكارثية من بين أهم الأسباب الكامنة وراء التزايد المطرد في عدد الكلاب السائبة في تونس حيث تتغذى هذه الكلاب، أساسا، من الفضلات المنزلية ومن بقايا الطعام الملقاة بشوارع المدن كذلك لا يكاد الوضع يختلف كثيرا في المناطق الداخلية والارياف التي شهدت بدورها تسجيل وفيات بسبب هذا الداء القاتل .
وفي إطار تنفيذ مختلف عناصر البرنامج الجهوي لمقاومة داء الكلب, تواصل المصالح البيطرية بالخلية الترابية للإرشاد الفلاحي بالعديد من المناطق في الجمهورية خلال هذه الفترة تلقيح الكلاب والقطط ضد داء الكلب لتعزيز المناعة لدى الحيوانات الحسّاسة بالمناطق مرجع النظر وقد نفذت في الإطار كغيرها من الدوائر دائرة الانتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للفلاحة بمدنين، في الايام الثلاث الاخيرة، حملات توعية وتحسيس بمخاطر داء الكلب الحيواني رافقتها عمليات تلقيح لعدد من الكلاب والقطط حيث تهدف هذه الحملات الى القضاء على أي مؤشر اختطار للعدوى مع العلم وأن عمليات التلقيح متوفرة على مدار السنة وبشكل مجاني وتؤكد مصالح الطب البيطري على أن الدولة توفر العلاج المجاني وهو متاح للجميع، كما توفر التلاقيح للحيوانات مشددة على ضرورة الاتصال بالطبيب البيطري في حالة ملاحظة تغيير في سلوك وتصرفات الحيوان.
ويؤكد في سياق ذلك عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب في العديد من مداخلاته على أنّ «الوضعية أصبحت كارثية نظرًا إلى أنّ داء الكلب ليس له علاج»، مشيرًا إلى أنّه «تمّ تسجيل 0 حالة إصابة بداء الكلب في سنة 2009» مشددا على أنّ «الحل يكمن في التوكيل الصحي للأطباء البياطرة الخواص حتّى يتمكّنوا من تلقيح أكبر عدد ممكن من الحيوانات ضدّ داء الكلب بسعر رمزي لتحقيق مناعة القطيع، إلى جانب الوقاية وذلك من خلال الإسراع في التلقيح في حال التعرّض إلى العض من طرف الحيوان المريض قبل ظهور الأعراض».
في تونس وعلى غرار العديد من بلدان العالم مازالت الحالة الوبائية لداء الكلب تتميز بعدم الاستقرار بالرغم من كل الجهود التي يتم بذلها لمكافحة هذا الداء حيث ان خطورة الإصابة به ما تزال متواصلة بتواصل ظاهرة الكلاب السائبة ويتسبب هذا الداء في وفاة حوالي 59000 شخص عبر العالم سنويا خاصة منهم الأطفال في البلدان النامية أمّا محليا فإنّ الأطراف المعنية بالبرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب تعمل جاهدة على تعزيز عملها المشترك بالتعاون مع مختلف اطياف المجتمع المدني والمنظمات العالمية لإنجاح البرنامج الوطني والقضاء على داء الكلب وتحقيق الهدف العالمي المشترك: «بلوغ صفر حالة وفاة عند الإنسان بسبب عدوى من طرف الكلاب في غضون 2030».
وتتكثف أكثر هذه المجهودات التوعوية خاصة بمناسبة اليوم العالمي لمقاومة داء الكلب الموافق لـ28 سبتمبر من كل سنة حيث تقوم الإدارة العامة للمصالح البيطريّة ودوائر الإنتاج الحيواني بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بالتّعاون مع جميع الأطراف المتدخّلة من وزارات ومجتمع مدني (الجمعية العالمية للطلبة البياطرة، الهلال الأحمر التونسي…) وطلبة المدرسة الوطنية للطب البيطري بسيدي ثابت ببرمجة عدة تظاهرات وحملات تحسيسية وتوعوية حول طرق الوقاية من هذا المرض في العديد من الفضاءات العموميّة والمدارس الابتدائيّة بكل ولايات الجمهوريّة إضافة إلى تنظيم حملات تلقيح استثنائيّة بالعديد من المناطق .
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…