نزول الستار على دورة باريس: الولايــات المتـحدة تنتزع الصدارة من الصــين وأفـضل حصـيلة للعرب
أسدل الستار مساء الأحد الحادي عشر من الشهر الثامن للسنة الرابعة والعشرين بعد الألفين على الدورة الثالثة والثلاثين للألعاب الأولمبية مع حفل الختام الذي أقيم بملعب فرنسا ولم يخل من الإنتقادات على غرار حفل الإفتتاح الذي أقيم لأول مرة خارج الملعب على نهر السين ورافقته تفاعلات سلبية وانتقادات عديدة ومختلفة في كافة أنحاء العالم رغم كل الهالة التي رافقت الإعلان عن فقرات الحفلين والبهرج الفرنسي الذي كان مبالغا فيه وكان الهدف الأصلي منه خدمة أغراض أخرى…
قلت أسدل الستار على الأولمبياد الأولى التي دارت في عدة مدن وليس في المدينة المستضيفة فقط والأولى أيضا التي لم تشارك فيها روسيا، والأولى أيضا التي تساوى فيها عدد السيدات مع الرجال، بتتويج الولايات المتحدة الأمريكية التي افتكت الصدارة في آخر المسابقات بعد أن كانت الصين متقدمة في صباح اليوم الأخير بفارق ميداليتين ذهبيتين.
وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية أولا من الظفر بميداليتها التاسعة والثلاثين في سباق السرعة للدراجات ثم نال منتخب الأحلام لسيدات السلة الذي كاد أن ينقاد إلى الهزيمة للمرة الأولى منذ سيدناي 2000 عندما تفادى في آخر اللحظات العثرة وقلب هزيمته إلى انتصار باهر بفارق نقطة واحدة أمام فريق البلد المنظم 67ـ66.
كانت تلك الميدالية تساوي كل الميداليات التي أحرزها الوفد الرياضي الأمريكي في باريس بما أنه مكن البلد العملاق من التعديل على مستوى الميداليات الذهبية مع الصين برصيد 40 ميدالية لكل منهما ثم انتزاع المرتبة الأولى بفضل الفارق في الميداليات الفضية. ونال فريق الولايات المتحدة في الجملة 126 ميدالية موزعة إلى 40 ذهبية و 44 فضية و42 برنزية مقابل 91 ميدالية للصين 40 ذهبية و27 فضية و24 برنزية.
وحققت اليابان حصيلة تفوق توقعاتها بالظفر بالمرتبة الثالثة في الترتيب العام برصيد 45 ميدالية منها 20 ذهبية و تقدمت استراليا مقارنة بالدورات الأخيرة الماضية في المركز الرابع برصيد 53 ميدالية منها 18 ذهبية واحتلت فرنسا المركز الخامس بمجموع 63 ميدالية وبحصيلة قياسية على مستوى الذهب 16 ميدالية ذهبية متقدمة بفارق ميدالية ذهبية واحدة عن هولندة التي حلت سادسة أمام بريطانيا وكوريا وإيطاليا وألمانيا على التوالي وهي العشرة بلدان الأولى في سلم الترتيب النهائي لجدول الميداليات الذي سجل 91 دولة نالت على الأقل ميدالية برنزية واحدة.
حصيلة قياسية للعرب والثانية الأفضل لإفريقيا
وسجلنا خلال هذا الدورة توزيعا مختلفا للميداليات وكنا أشرنا إلى ذلك قبل بداية هذه الدورة نظرا لغياب روسيا والثقل الرياضي الكبير لهذا البلد الذي كان المنافس الأكبر لأمريكا منذ منذ إحداث الإتحاد السوفياتي وأيضا بعد سقوط المعسكر الشرقي. ولاشك أن بعض البلدان استفادت من غياب روسيا والبعض لم يستفد وسجل بعض التقهقر ومنها اسبانيا التي اكتفت بخماسية ذهبية فقط والجاماييك التي أنهت الألعاب في المركز 44 بميدالية ذهبية وحيدة تحققت في الرمي بعد الفشل الكبير الذي رافق كل أبطالها وبطلاته في سباقات السرعة التي كانت تمثل نقطة قوتها.
وفي المقابل فقد سجلنا تحقيق انتصارات تاريخية لبعض الأبطال الذي منحوا بلادهم أول تتويج أولمبي أو أنهم أحرزوا ميداليات ذهبية تاريخية على غرارالباكستاني شوبرا في رمي الرمح ولاعبة سان لوسيا جوليان التي نالت ذهبية سباق 100 م وفضية 200 م وايلاس تيبوغو الذي أصبح أول عداء في القارة الإفريقية يفوز بذهبية سباق 200 م ومنح بوتسوانا ميدالية ثانية فضية في التناوب…
وحققت إفريقي ثاني أفضل حصيلة لها في الأولمبياد بمعالد عدد الميداليات الذهبية التي أحرزتها في بيكين 2008 وعددها 13 ميدالية ذهبية برصيد 29 ميدالية في الجملة. واحتلت كينيا الصدارة كالعادة برصيد 11 ميدالية رباعية ذهبية مثل طوكيو وفضيتين وخماسية برنزية. فيما اكتفت أثيوبيا بذهبية واحدة تحصل عليها تولا الذي لم يكن في الأصل على قائمة المشاركين إذ كان على قائمة الإحتياط وتم الإستنجاد به في آخر لحظة فنال الذهب وعاد البقية بخفي حنين وبثلاث فضية فقط واتضح أن أثيوبيا افتقدت أبطالا كبارا مثل قبريسيلاسي وتولو الرئيسة الحالية للجامعة الأثيوبية و جنزيبي وغيرهم…
ولئن سجلنا تألق بوتسوانا والفوز بميداليتين تاريخيتين وعودة الجزائر إلى الواجهة بفوزها بذهبيتين أيضا في الجمباز والملاكمة عن طريق كاليا نمور وإيمان خليف وأحرزت الرأس الأخضر أول ميدالية لها في التاريخ بفوزها ببرنزية في الملاكمة، فقد كانت خيبة بعض الدول الإفريقية كبيرة على غرار نيجيريا
وعلى الصعيد العربي يمكن القول أن حصيلة البلدان العربية التي كانت مخيبة في الأسبوع الأول بالإكتفاء بفضية فارس الفرجاني والمصري محمد السيد في المبارزة, تحسنت كثيرا في الأسبوع الثاني لتصبح قياسية وغير مسبوقة في اليوم الأخير حيث كانت حصيلة العرب 17 ميدالية منها سبع ميداليات ذهبية ورباعية فضية إلى جانب سداسية برنزية. فنجح العرب في أعتلاء أعلى درجات منصة التتويج في سبع مناسبات وفي رياضات ألعاب القوى كالعادة والملاكمة والتايكوندو والخماسي الحديث والمصارعة وفي الجمباز.
فقد عادت الجزائر إلى الواجهة بعد خروجها دون اي ميدالية من دورة طوكيو بإحراز ميداليتين تاريخيتين الأولى في الجمباز عن طريق كيليا نمور والثانية في الملاكمة النسائية بواسطة إيمان خليف التي حصلت حولها ضجة كبرى أحسنت الإجابة عنها بالظفر بالمعدن الأغلى. وسيطر العرب على اختصاص سباق 3000 م موانع بافتكاك الزعامة من كينيا بفوز البحرينية الكينية الأصل يافي وينفريد بذهبية سباق السيدات واحتفاظ المغربي سفيان البقالي بلقب الرجال ليصبح أول عداء يحقق هذا الإنجاز على المستوى القاري والعربي والأول عالميا منذ العاب 1920.
وتصدرت البحرين المشهد بإحراز نفس العدد من الميداليات التي فازت بها طوال مشاركاتها الأولمبية السابقة محرزة ثنائية ذهبية والثانية في المصارعة بالإضافة إلى فضية سلوى عيد ناصر في سباق 400 م وبرنزية رفع الأثقال. لكن كل الميداليات البحرينية جاءت عن طريق لاعبين من جنسيات أخرى.
القطوسي يرفع التايكواندو إلى الصنف الثالث
وفي الحقيقة تراجعت نتائح بعض البلدان العربية من جراء تراجع أداء بعض الرياضيين المشاركين أو تقدم البعض الآخر في السن وعدم مختلفة البعض الآخر الحظ فخسر العديد من بين الذين يحتلون مركزا دوليا متقدما فرصة اعتلاء منصات التتويج فاكتفت قطر بميدالية برنزية عن طريق بطلها الكبير معتز برشم الذي نال كل ألوان الميداليات الأولمبية طوال مسيرته الرياضية واسترجعت الجزائر إشراقتها الأولمبية ورغم تراجع الرياضة المغربية الذي حفظ وجهها سفيان البقالي والمنتخب الأولمبي لكرم القدم الذي نال أول ميدالية عربية في مسابقة كرة القدم في الحقل الأولمبي بعد تفوقه بسداسية أمام المنتخب المصري في مباراة الفوز بالميدالية البرنزية.
ولئن سجلت مصر تراجعا ملحوظا بالإكتفاء بنصف حصيلة الدورة الفارطة رغم تصدرها للوفود العربية على مستوى المشاركين 164 رياضي وغابت السعودية والكويت والإمارات على منصة التتويج فقد سجلت الرياضة التونسية رغم كل المشاكل التي مرت بها منذ نهاية دورة طوكيو وتدهور البنية التحتية وتراجع الإعتمادات المرصودة للنخبة وتعدد المشاكل صلب الهياكل الرياضية وبين الهياكل نفسها انطلاقا من حوار الصم الذي ميز في السنوات الأخيرة العلاقة بين وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية والخلافات غير المسبوقة التي رصدها العالم باسره بين جامعة الكرة والوزارة واللجنة الأولمبية وما حصا للعديد من الجامعات الرياضات الأخرى من حل أو تهميش مقصود. ولعل الفضيحة التي سجلناها على مستوى الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات والعقوبة التي سلطت على بلادنا تبرز بوضوح فشل القائمين على الرياضة عندنا في القيام بالدور المناط لهم….
وفي ظل هذه الصورة القاتمة للرياضة التونسية يحلق أبطال الرياضات الفردية التي لايتذكرهم الساهرون على تسيير النشاط الرياضي في بلادنا إلا عند التألق والبروز لأخذ صور تذكارية وانتهى. في ظل هذا الوضع الذي جعل كما هائلا من ابطالنا وبطلاتنا يعجلون الرحيل لمواصلة نشاطهم الرياضي تحت ألوان أخرى والأمثلة كثيرة، ينتفض البعض للثورة على الموجود وليثبت للجميع أن تونس ولادة و أنها مثلما تبقى مقبرة للمواهب فهي أيضا وبكل تأكيد منبعا للأبطال لا يجف ..
في هذا الوضع المطالب تحسينه بكل ما أوتي من جهد وصدق وإخلاص حقيقي لهذا البلد ينتفض بطلنا فراس القطوسي ويمنح تونس ميداليتها الثالثة في باريس وفي قصر السعادة القصر الكبير الذي شهد تألق كل المتوجين التونسيين الذين أقسموا على رفع الراية من الفرجاني إلى الجندوبي إلى القطوسي.
فراس القطوسي ينجح في تحقيق ما عجز عنه البقية ويرفع رياضة التايكواندو إلى الصف الثالث من بين الرياضات التونسية المتوجة بالذهب الأولمبي بعد العاب القوى والسباحة.
الجولة التاسعة للبطولة : الإفريقي بطل مرحلة الذهاب
توج النادي الإفريقي باللقب الشرفي بطلا لمرحلة الذهاب من البطولة الوطنية لكرة السلة عقب فوز…