2024-08-13

في التعاون التونسي الجزائري: تناغم وانسجام المواقف دعامة لتعزيز التعاون المثمر بين البلدين

مثّل توقيع الاتفاق الإطاري بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية للتعاون في مجال النّقل واللوجستية والأرصاد الجوية وعلى مذكّرة تفاهم بين سلطتي الطيران المدني للبلدين في مجال الطيران المدني دفعا جديدا للتعاون المشترك في مختلف المجالات بما يعكس عراقة العلاقات التاريخية وانسجام وتناغم مواقف قيادتي البلدين.

ونتفق جميعا على أن علاقات التعاون بين البلدين في السنوات الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا  في عديد القطاعات على غرار قطاع النقل وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتنشيط المناطق الحدودية والسياحة،وما الاتفاق  بين البلدين نهاية الأسبوع الفارط خلال اجتماع بين وزيرة التجهيز والإسكان والمكلفة بتسيير وزارة النقل ، سارة الزعفراني زنزري، ونظيرها الجزائري محمد الحبيب زهانة على وضع برنامج عمل وضبط رزنامة لتنفيذه إلا دلالة على حرص البلدين المشترك للرقي بمستوى التعاون إلى أعلى مستوياته وهو ما سيدفع لإرساء شراكة مثمرة بين مؤسسات البلدين العاملة في قطاع النقل واللوجستية والأرصاد الجوية.

وبالتزامن مع  التوقيع على الاتفاق الإطاري في مجال النقل ومذكرة التفاهم في مجال الطيران المدني بين تونس والجزائر تمّت إعادة تشغيل الخط الحديدي بين تونس والجزائر بعد انقطاعه لثلاثة عقود.

ونرى أن هذا التعاون التاريخي بين البلدين يرتكز على رؤية مشتركة على سبيل الذكر لا الحصر في مجال النّقل واللوجستية والأرصاد الجوية أو في قطاعات أخرى اقتصادية وفي التجارة والسياحة والديوانة والحماية المدنية والثقافة فضلا عن التعاون الأمني لتأمين الحدود بين البلدين وجعلها مناطق منتجة ونشيطة تعود بالنفع المشترك على أهالي وسكان المناطق الحدودية بين البلدين.

ويبرز وبوضوح حرص البلدين على تطوير هذا التعاون أيضا من خلال المضيّ قدما في تعزيز التعاون في مجال التكوين وتبادل التجارب الناجحة والخبرات وتشجيع الاستثمار والشراكة بين البلدين في القطاعين العام والخاص لإنجاز مشاريع في مجال النّقل.

كما يتمظهر هذا التعاون من خلال تقدّم البلدين في برنامج إحداث مناطق لوجستية بالمناطق الحدودية بين البلدين لتطوير التجارة البينية وجعلها نقاط توزيع نحو بلدان القارة الإفريقية والأوروبية وبقية دول العالم ولتنمية المناطق الحدودية وتحسين ظروف العيش بها،وذلك من خلال الاستفادة من الموقع الجغرافي الإستراتيجي لتونس والجزائر وعلاقاتهما مع البلدان العربية والإفريقية والأوروبية.

ونعتقد أن المضي قدما واستحثاث تنفيذ مختلف البرامج المشتركة بين البلدين والمبادرات من شأنها أن تدفع بهذه العلاقات إلى مرتبة متقدّمة يتجسم من خلالها تحقيق مجمل الأهداف المشتركة ومواكبة مختلف التغيّرات الإقليمية والدولية والعمل سوّيا على كسب الرهانات التي تفرضا هذه المرحلة وضبط خارطة طريق مستقبلية لضمان استدامة هذا التعاون المثمر ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين.

وكما هو معلوم فقد وقّعت تونس والجزائر، مؤخرا على مذكرة تفاهم  تتضمن « ورقة الطريق» لتنمية المناطق الحدودية، فضلا عن توسيع التعاون الأمني المشترك، في ضوء عددٍ من المتغيرات المتسارعة والتهديدات الإرهابية العابرة للحدود والقارات فضلا عن التصدي لظاهرة التهريب عبر الحدود ومواجهة تصاعد التوترات الإقليمية والدولية وحماية أمن و واستقرار البلدين الشقيقين.

فعودة نشاط الخط الحديدى بين تونس والجزائر والتعزيز المتواصل لمختلف أوجه التعاون الذي يتجسم من خلال عديد الاتفاقيات والمذكرات في مختلف المجالات والقطاعات تعتبر في مجملها معطيات ومؤشرات دالة على عمق هذا التعاون بين البلدين ووجود إرادة سياسية مشتركة بين قادتي البلدين لتخطي الحدود والتوجّه بكل ثقة والتعويل على الكفاءات الوطنية في كلا البلدين بهدف بعث مشاريع مشتركة داخل افريقيا والتوسّع إقليميا وكسب الرهانات المشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بفضل‭ ‬مجهودات‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬الاتفاق‭ ‬العالمي‭ ‬للهجرة : تصنيف‭ ‬جديد‭ ‬لتونس‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬المنصف‭ ‬لقواعد‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭..‬

تصنيف‭ ‬تونس‭ ‬الأخير‭ ‬والذي‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الممارسة‭ ‬الفضلى‭ ‬في‭ …