العلاقات التونسية السويسرية تاريخية ومتينة.. وبرنامج تعاون جديد في الأفق
مثّل الاحتفاء بالذكرى 733 للعيد الوطني السويسري بمقر إقامة السفير بتونس مناسبة جديدة لتأكيد متانة العلاقة بين تونس وسويسرا ومواصلة تعزيزها على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية وفي عدة قطاعات.
الملامح الكبرى للتعاون المستقبلي بين البلدين أكدّها سفير سويسرا بتونس جوزيف رينغلي حيث تحدث في كلمته خلال الاحتفاء بالعيد الوطني السويسري بمقر إقامته بتونس وبحضور وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية محمد الرقيق ووزير تكنولوجيات الاتصال، نزار بن ناجي، عن تحضيرات جدّية مع الحكومة التونسية حول برنامج التعاون الجديد للفترة الممتدة بين 2028/2025. الذي يهدف عموما إلى توفير تمويلات ومشاريع في 4 مجالات تتعلق بالتغيرات المناخية والاقتصاد والتنمية الاجتماعية والهجرة.
وتعدّ سويسرا التي تأسست عام 1291. من بين دول الاتحاد الأوروبي التي تربطنا بها علاقات تاريخية وتعاون مثمر وهو ما يتضح من خلال عدة مؤشرات ومعطيات من بينها أنّ سويسرا تعد ضمن قائمة الدول العشر الأوائل كمستثمر أجنبي يوفر مواطن شغل هامة بتونس.
وتتمظهر بعض أوجه هذا التعاون المشترك على سبيل الذكر لا الحصر في الدعم السويسري للملتقى الوطني للتكوين المهني في دورته الأولى يومي 21 و22 ماي الماضي في تونس بالتعاون مع وزارة التكوين المهني والتشغيل إلى جانب مساندة 365 بلدية تونسية للانخراط في منظومة استخدام الطاقات المتجددة ورقمنة الإدارة التونسية من خلال برنامج دعم لفائدة وزارة تكنولوجيات المعلومات لإطلاق «المنصة الوطنية للترابط البيني الموحّدة» التي تهدف لتحسين الخدمات المقدمة للمواطن التونسي والمستثمرين الأجانب فضلا عن عدة برامج تعاون أخرى مع المجتمع المدني.
وكما هو معلوم يشمل أيضا التعاون بين البلدين قطاع السياحة من خلال العدد الهام للوافدين على تونس من السياح السويسريين والمقيمين بتونس والجالية التونسية الهامة المُقيمة، ويبرز حرص البلدين على دعم هذا التعاون والارتقاء به إلى أعلى المستويات من خلال الاتفاق الأخير في أفريل الفارط في علاقة بدعم تدفق السياح من سويسرا نحو الوجهة السياحية جربة جرجيس والجنوب التونسي بصفة عامة والذي يقضي بتأمين الخطوط الجوية السويسرية لرحلتين جويتين كل أسبوع كل يوم أربعاء ويوم السبت تربطان مطار جنيف بمطار جربة جرجيس الدولي.
وللإشارة فقد تم في غرة مارس الفارط، الإعلان عن انطلاق برنامج آفاق للتعاون التونسي السويسري الذي يهدف إلى تحسين حوكمة الهجرة وتنشيط الاتفاق التونسي السويسري المبرم في 12 جوان 2012 لتوظيف 200 شاب تونسي متخرج من التكوين المهني أو التعليم العالي تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاما وإلى مساعدة الكفاءات التونسية الموجودة في الخارج على إحداث مشاريع للحساب الخاص في تونس.
فتاريخية التعاون التونسي السويسري انطلقت منذ افتتاح أول سفارة لدولة سويسرا سنة 1939 وتطور خاصة بعد استقلال تونس سنة 1956 عبر عدة برامج في مختلف المجالات وشراكة متنوعة وفي مجالات ذات قيمة مضافة عالية على غرار قطاعات الفلاحة البيولوجية والسياحة المستدامة والتكوين.
ونعتقد أن علاقة التعاون التاريخية والمثمرة بين البلدين والمبنية على الاحترام المتبادل من شأنها أن تتعزز وتتطور أكثر في المستقبل في مجالات وقطاعات جديدة واعدة ، كما يمكن لهذا التعاون أن يشمل وبالجدّية اللازمة ملف استرجاع الأموال المنهوبة على أهميته سواء بالنسبة لكافة التونسيين، لما له من أبعاد رمزية واعتبارية أو للسلطة التنفيذية التونسية التي تعتبر هذا الملف رهانا من بين الرهانات الأخرى التي تعمل على تحقيقها وحسمها في إطار الاستجابة لانتظارات الشعب وفق مبدإ الإنصاف والعدالة.
إثر زيارة رئيس الجمهورية لهنشيري الشعّال والنفيضة : الشعب التونسي في حالة صدمة من هول ما رأى من فساد…
كشفت زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد غير المعلنة الأخيرة الى كل من هنشير الشعّال بولاية صف…