2024-08-09

يعود إلى البطولة الوطنية من بوابة النجم : هل يكمل فادي بن شوق «الحلقة» المفقودة في هجوم الفريق؟

في سن التاسعة والعشرين يتأهب متوسط الميدان الهجومي فادي بن شوق إلى تجديد العهد مع البطولة الوطنية التي غادرها قبل مواسم قليلة ليخوض بعض التجارب الخاطفة خارج تونس وتحديدا في المغرب وكازاخستان، فهذا اللاعب توصلت إدارة النجم الساحلي إلى اتفاق معه يقضي بانضمامه إلى الفريق في انتظار تفعيل الصفقة رسميا بعد رفع عقوبة المنع من الانتدابات المسلطة على النادي منذ الصائفة الماضية.

وفي الحقيقة فإن عودة بن شوق تعتبر بمثابة الانطلاقة الجديدة في مسيرته، خاصة وأنه غادر البطولة الوطنية من الباب الصغير، بما أن آخر تجاربه المحلية لم تكن موفقة حيث فشل في تثبيت أقدامه مع الترجي الرياضي الأمر الذي جعله يختار التوجه نحو بطولات جديدة، لكن في هذه السن المتقدمة نسبيا فإن فرصة رفع أسهمه والبروز من جديد تظل قائمة، خاصة وأنه يعتبر من أهم الصفقات التي أبرمها النجم الساحلي إلى حد الآن، كما أنه يعتبر أيضا من بين اللاعبين الذين يفترض أن يتم المراهنة عليهم في الموسم الجديد، ولذلك لعدة أسباب أهمها حاجة النجم إلى لاعب بمقدوره المساهمة في القضاء على المشاكل الهجومية التي عانى منها على امتداد فترة طويلة للغاية.

“شيخاوي” جديد؟

وما يمكن التأكيد عليه في هذا السياق أن النجم كان ضحية عديد المشاكل على مستوى البناء الهجومي، فبعد أن تألق في السابق بفضل وجود بعض لاعبي الوسط المتميزين على غرار حمزة لحمر الذي تقمص دور صانع الألعاب بشكل مثالي في عدة مواسم، فإن هذه الميزة التي كان يتمتع بها النجم غابت تماما خلال الموسمين الماضيين، فرغم أن الفريق استطاع في الموسم قبل الماضي أن يرفع لقب البطولة بقيادة المدرب فوزي البنزرتي إلا أن ذلك الإنجاز لم يحجب بالمرة وجود عدة نقائص على المستوى الهجومي، وهو برز جليا خلال الموسم الماضي خاصة بعد أن تراجع مستوى أسامة عبيد الذي تأثر بالأجواء السائدة في الفريق وبالتغييرات العديدة على مستوى الإطار الفني، أما اليوم فإن قدوم بن شوق من شأنه أن يوفر الحل المنشود ويكمل الحلقة المفقودة في وسط الميدان، بما أن الوافد الجديد لديه من المقومات والإمكانات ما يسمح له بالاضطلاع بخطة صانع ألعاب أو مهاجم وهمي بامتياز، وهذا المعطى من شأنه أن يسمح لأسامة عبيد أن يلعب بضغوط أقل ويكون بذلك مؤهلا لتقديم الإضافة وتقديم الحلول البديلة، ليشكّل بذلك ثنائيا مميزا مع بن شوق في عملية البناء الهجومي وتوفير الدعم للمهاجمين، وهو معطى غاب عن الفريق طيلة الموسم الماضي، بما أن اللاعب الوحيد الذي كان مؤهلا لشغل هذه الخطة هو ياسين الشيخاوي الذي لم يشارك سوى في مباراة واحدة بحكم تأثره بالإصابات المتلاحقة وكذلك تقدمه في السن، أما اليوم فإن بن شوق يظل حاليا أكثر اللاعبين قدرة على السير على خطى الشيخاوي خاصة وأن بنيته الجسدية وتشابه أسلوب لعبه مع طريقة لعب الشيخاوي تجعله من بين أبرز اللاعبين الوافدين وأكثرهم قدرة على تحقيق النجاح المنشود وتقديم الإضافة للخط الأمامي.

عامل السن غير مؤثر

من بين المعطيات الرئيسية التي دفعت إلى التعاقد مع هذا اللاعب رغم تقدمه النسبي في السن، أن عديد التجارب السابقة أثبتت أن هذا الأمر لا يعتبر بالمرة عاملا معرقلا، فخلال الموسمين الأخيرين لعب حمزة الجلاصي دورا مهما للغاية في تتويج الفريق بلقب البطولة قبل أن يصبح قائد الفريق وأحد أبرز دعائمه في الدفاع، بل إنه تقمص في عدة أحيان دور المنقذ والهداف، ونجاح الجلاصي ينسحب أيضا على كل من ماهر الحناشي وكريم العواضي على سبيل المثال، فعندما وقع التعاقد مع كليهما تساءل البعض عن جدوى التعاقد مع لاعبين اقتربا من سن الاعتزال، غير أن الأمر في نهاية المطاف كان مغايرا تماما لبعض التوقعات بما أن هذين اللاعبين تركا أفضل الانطباعات وساهما سنة 2019 في تتويج النجم الساحلي بلقب البطولة العربية بقيادة الفرنسي روجي لومار، ومن هذا المنطلق فإن نسبة نجاح فادي بن شوق تبقى مرتفعة لكن العامل الأساسي والشرط الضروري لنجاحه تتجسد بشكل خاص في تجاوز كل المشاكل وضمان الاستقرار على المستوى الفني والإداري والمالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مهمة صعبة تنتظر الفريق الـضـمـانـات الـدفاعية موجودة .. لكن هل يتطور الأداء الهجـومي؟

سيكون الاتحاد المنستيري في أصعب اختبار على الإطلاق منذ بداية الموسم الحالي عندما ينزل ضيفا…