2024-08-09

صراع البنزرتي والنفطي في مراحله الأخيرة : نحو تغيير جديد في تركيبة الإطار الفني

دخل الصراع بين المدرب الوطني فوزي البنزرتي ومساعده مهدي النفطي مراحله الحاسمة والأخيرة، حيث بات واضحاً أن الملف لن ينتهي بشكل طبيعي بل إن أحد المدربين سيرمي المنديل والأقرب هو أن ينسحب مهدي النفطي من المُهمّة، لأنه سيجد نفسه خارج دائرة الحسابات قريبا، فهو الخيار الأقرب لحل الإشكال بهدف تجاوز الوضع المحرج الذي سيعاني منه الجميع في الفترة المقبلة من أجل الخروج من الأزمة التي تهدد استقرار المنتخب الوطني.

وفي الواقع، فإن ما حصل في الأيام الماضية يؤكد التسرع الذي جسمت به الأمور لتحديد الإطار الفني المساعد لفوزي البنزرتي باعتبار حالة التخبط التي سيطرت على الجميع وهو ما أوصل الأمور إلى هذه النقطة من التصادم والخلافات المعلنة التي ستقود حتما إلى أزمة أكبر في الأيام القادمة في حال انطلق تربص المنتخب الوطني دون فض الإشكال نهائياً باعتبار أن التحضيرات ستجري في ظروف غير طبيعية بين مدرب يرفض مساعد، ومساعد له صلاحيات أكثر من المدرب وهي وضعية سيريالية لا أحد توقعها بالمرة ولكن هذه نتيجة التسرع في القرارات من المكتب السابق الذي أراد حسم الملف في توقيت قياسي فورط نفسه.

لماذا يرفض البنزرتي العمل مع النفطي؟

لم يكن رفض البنزرتي وجود مهدي النفطي إلى جانبه متوقعا، باعتبار أنه فشل في إقناع المقربين منه بتولي المهمة وعماد بن يونس وماهر الكنزاري وبالتالي وجد نفسه مجبراً على التعامل مع الوضع دون أن يكون قادرا على فرض قراره طالما أن الأسماء التي خطط للتعامل معها رفضت رفضا قطعيا بل ورطته مع المكتب الجامعي وخاصة عماد بن يونس الذي تم الإعلان في البداية على أنه سيكون ضمن الطاقم المساعد.

ويبدو أن سبب غضب البنزرتي من وجود النفطي، هو التسريبات التي تهم عقده بعد أن وقع التفطن إلى أنّه يتمتع بعديد الصلاحيات التي تجعل دوره يتجاوز مهمة المساعد الكلاسيكي بل سيكون له الكثير من الصلاحيات التي تتجاوز صلاحيات المساعد العادي، وبالتالي تطورت الأمور سريعا في ذهن البنزرتي الذي أدرك أنه سيعمل إلى جانب مساعد يخطط ليحل مكانه قريبا، وهي الوضعية التي لا أحد يتمناها بلا شك في ظل الوضع المعقد الذي تعاني منه الرياضة التونسية بشكل عام في الفترة الحالية.

ومن الواضح أن النفطي، الذي سارع بالخروج للإعلام، قد وجد نفسه في موقف صعب للغاية باعتبار أن العقد الذي يربطه بالجامعة لا يعطيه صلاحيات التحكم في القرار الفني أو التدخل فيه، كما أنه لا يجد دعما من قبل الرأي العام بما أن فوزي البنزرتي في وضع خاص يسمح له بأن يجد مساندة كبيرة من قبل كل الأطراف وبالتالي فإن التطورات الأخيرة سترمي بالنفطي خارج أسوار الجامعة وهو الحل المنطقي الوحيد للأزمة المحتدمة حاليا، لأن كل الحلول الأخرى لا يمكنها أن توجد أرضية تفاهم بين المدرب الوطني فوزي البنزرتي ومساعده المفترض مهدي النفطي، فلا البنزرتي يرى في النفطي الشخص المناسب الذي يمكنه الاعتماد عليه في الفترة القادمة، ولا النفطي يرى البنزرتي أحق منه بتدريب المنتخب الوطني، والحصيلة أن أحدهما يجب أن ينسحب من المهام والأقرب هو أن يترك النفطي المهمة ويرحل عن المنتخب الوطني فقد أصبحا أقرب إلى الخطين المتوازيين لا يمكن أن يلتقيا، وإن حصل ذلك فلن يكون في صلب الجامعة التونسية لكرة القدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الكنفيدرالية الإفريقية تورط الجامعة : إنهاء الموسم أصبح شبه مستحيل

قرّرت الكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، تنظيم بطولة أفريقيا للاعبين المحليين «شان 2024» ف…