2024-08-08

لمواكبة اليوم الأول لموسم التخفيضات الصيفية «الصولد الصيفي»: «الصحافة اليوم» في جولة داخل محلات الملابس الجاهزة بالعاصمة

يكفي أن تقوم بجولة بين المحلات والمركبات التجارية وتشاهد تلك المعلقات على الواجهات حتى تفهم أن موسم التخفيضات الصيفية قد انطلق وعدا ذلك لا توجد أي ملامح لبداية هذا الموسم بنجاح  حيث بدت المحلات شبه فارغة والإقبال ضعيف جدا في اليوم الأول للصولد  الذي انطلق أمس الأربعاء 7 اوت الجاري ويتواصل إلى حدود يوم 17 من شهر سبتمبر 2024 .

وقد اختلفت آراء الباعة حول اقبال المواطنين على شراء السلع والمنتجات في ظل موسم التخفيضات الصيفي الذي اقرته وزارة التجارة حيث وصف الباعة عملية الاقبال بالضعيفة مرشحين سبب ذلك الى تدهور المقدرة الشرائية للمواطن في ظل ارتفاع الاسعار .

من جانبه تحدث صابر الجلاصي صاحب محل لبيع ملابس الرجال والأطفال عن معضلة الانتصاب الفوضوي والتجارة الموازية التي اثرت على مردودية التجار. وفسر هشام غريب عزوف المواطنين عن موسم التخفيضات بأنه نتيجة حتمية  للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وتراجع المقدرة الشرائية للمواطن الذي لم يعد قادرا على مجاراة نسق ارتفاع الأسعار الكبير منذ سنوات.

فيما عبرت صابرين بن عثمان صاحبة محل لبيع الملابس الجاهزة وملابس السهرات المخصصة للنساء عن أسفها من غياب المستهلك التونسي  في اليومين الأولين من التخفيضات وتأمل أن يتحسن الإقبال مع الوقت وخاصة مع عطلة نهاية الأسبوع. وأكدت إيمان أن الأسعار مناسبة وأنها وضعت تخفيضات مهمة فاقت الخمسين بالمائة في بعض القطع حتى تشجع حريفاتها على الإقبال والشراء، وأضافت أنها تشتري الملابس الجاهزة بالعملة الصعبة والكل يعلم اليوم تدهور قيمة الدينار التونسي مما يكبدها خسائر في كثير من الأحيان.

صولد مزيف!!!

بالإضافة إلى غلاء المعيشة وتدهور المقدرة الشرائية للمواطن التونسي خلال السنوات الأخيرة، في تفسير الإقبال الضعيف على موسم التخفيضات الصيفية يعتبر كثير من المواطنين التونسيين أن التخفيضات الموسمية في تونس لا تتجاوز كونها مجرد كذبة كبرى، حيث أكدت نادرة الخفيفي مواطنة التقت بها  «الصحافة اليوم» وهي تتجول بين المحلات على أنها لم تجد تخفيضات حقيقية وتابعت « قمت بجولة قبل بداية الصولد لأقوم بالمقارنة وبالفعل وجدت أن بعض المحلات لا تغير الأسعار بل ترفع فيها وتضع تخفيضات وهمية وهذا يكشف حجم التلاعب بالمستهلك».

أما شيراز البوغانمي فقد غادرت محلات بيع الملابس  فارغة اليدين بعد جولة في البعض منها مؤكدة انها لا يمكنها اقتناء اي بضاعة مشيرة الى تدني نوعية البضاعة المعروضة مقارنة بالاسعار  معتبرة أن هناك تلاعبا في عرض المنتوج حيث تُغيّب الملابس التي تعود الى موضة صيف 2024 ويتم عرض الملابس التي تجاوزت الموضة وتكون جودتها أقل بكثير وفق تعبيرها.

من جانبها تقول آمنة عبد الغني أنها هجرت المحلات التجارية والملابس الجاهزة في موسم التخفيضات لأنها مجرد زوبعة في فنجان، وأضافت أنها أم لثلاثة أطفال وتنتظرها عودة مدرسية تعتبرها أولوية بالنسبة إليها وأكدت أنها وجدت في سوق الملابس المستعملة «الفريب» ملجأ وحلا في ظل غلاء الأسعار وغياب الجودة. وأضافت حتى الفريب باتت أسعاره مرتفعة لكنها مقبولة مقارنة بالأسعار الخيالية في المحلات أين يتجاوز طقم لطفلة المائتي دينار وفق رأيها.

بين تذمر التجار وأصحاب المحلات من ضعف الإقبال في مواسم التخفيضات وموقف الحرفاء من الغلاء هناك واقع يعيشه المواطن التونسي منذ سنوات وهو تدهور المقدرة الشرائية إلى مستويات قصوى وبات البحث عن الخبز والزيت والقهوة في صدارة اهتماماتهم أضف إليه تزامن موسم التخفيضات مع الصيف والاستجمام وقربه أيضا من موعد العودة المدرسية التي باتت هي أيضا تثقل كاهل الأسر التونسية.

كما يرى الكثير من المواطنين في تونس، أنه خلال الأشهر الماضية شهدت أسعار الملابس والأحذية زيادة كبيرة مما تسبب ذلك في حالة من الركود داخل المحلات التجارية، أرجع البعض السبب الى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد فيما اعتبرها البعض نتيجة حتمية لتدهور المقدرة الشرائية للتونسيين التي تغيرت خارطة الأولويات والأساسيات لديهم لتتحول الملابس وموسم الصولد الى الكماليات التي استغنى عنها المواطن قسرا وليس اختيارا.

ركود!!!

راهنت السلطات التونسية والغرف التجارية على دورة جديدة من موسم التخفيضات الصيفي لتحريك الأسواق التجارية على الرغم من أن تدهور القدرة الشرائية للمستهلكين بفعل ضغوط التضخم قد لا يسهم في الزخم المنشود. وقالت الوزارة في بيان وجهته للمتعاملين الاقتصاديين والمستهلكين، إن «هذا الموعد تقرر بالتوافق مع الهياكل المهنية، وأن نهاية الموسم ستكون يوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024».

وكان الكثير من المواطنين   خلال السنوات السابقة  ينتظرون موعد الصولد بفارغ الصبر لينطلق الكثير منهم نحو المحلات الكبرى بالعاصمة منذ ساعات الصباح الباكر لاقتناء ما يلزم قبل أن تقل الاختيارات وعادة ما تجلب التخفيضات معها نشاطا على أسواق العاصمة تونس والبعض من المدن الكبرى، ويعم الاكتظاظ المحلات، إلا أن هذه العادة عرفت تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ليبقى التشكي سيد الموقف دوما، فلا التجار يرضيهم مستوى إقبال المستهلكين، ولا الزبائن ترضيهم الأسعار التي يرونها مرتفعة.

ويأتي إعلان موعد التخفيضات الصيفي لعام 2024 في ظل بيانات عن ارتفاع أسعار مجموعة الملابس والأحذية لشهر جوان الماضي، بنسبة 1.7 في المائة على أساس شهري.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين للشهر الماضي بشكل طفيف إلى مستوى 7.3 في المائة بعد أن كان في حدود 7.2 في المائة خلال الشهر السابق له.

وأرجع معهد الإحصاء في مذكرته الشهرية الصادرة مطلع شهر جويلية الفارط هذا الارتفاع في نسبة التضخم بالأساس إلى تسارع وتيرة ارتفاع أسعار مجموعة واسعة من المنتجات من بينها الملابس.

وتظهر دراسة أعدها المعهد الوطني للاستهلاك قبل سنوات قليلة أن التجار يحققون نحو 40 في المائة من رقم معاملاتهم خلال موسم التخفيضات الدورية.وفي مسوحات يجريها المعهد بانتظام قبل مواسم التخفيضات، يتبين أن 8 في المائة من ثلاثة ملايين أسرة تخصص ميزانية خاصة بهذا النشاط، فيما يعمل 25 في المائة من الأسر على رصد العروض التجارية قبل بداية أي موسم.

وبغض النظر عن الركود الذي بات مهيمنا على موسم التخفيضات كل سنة، يشكل اتجاه المستهلكين إلى التسوق الإلكتروني وخاصة عبر الشبكات الاجتماعية أحد العوامل الرئيسية التي تجعل من الضروري اعتماد لوائح تنظيمية جديدة لتعزيز نشاط البيع مستقبلا.

وأجمع التجار على أن فترة التخفيضات الشتوية الأخيرة سجلت عزوفا كبيرا جدا من المستهلكين، الذين اشتكوا بدورهم من المنتجات المعروضة ومن نسب التخفيضات المتداولة، التي يرى كثيرون منهم أنها ليست حقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

«الصحافة اليوم» في جولة وسط العاصمة لمواكبة الاستعدادات للعودة المدرسية مع الأولياء : يهجرون المكتبات نحو السوق الموازية بحثا عن أسعار أقل للمستلزمات المدرسية

أصبحت العودة المدرسية مشكلة تواجه العديد من الأسر التونسية فيزداد مؤشر القلق والحيرة خوفا …