وزير الخارجية يختتم المنتدى الوطني الأول للكفاءات التونسية بالخارج.. مقدّمة إيجابية لشراكة حقيقيّة..
اختتمت يوم أمس الاربعاء 7 أوت 2024 فعاليات المنتدى الوطني الأول للكفاءات التونسية بالخارج والذي تواصلت أشغاله يومين كاملين بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس بمشاركة 300 كفاءة تونسية مهاجرة من كل أنحاء العالم وفي مختلف الاختصاصات والميادين تحت إشراف وزير الشؤون الخارجية بطبيعة الحال بوصفه يمثل سلطة الاشراف المباشرة.
ويأتي هذا المنتدى الأول من نوعه أياما قليلة بعد انعقاد الدورة التاسعة والثلاثين لندوة رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية بالخارج التي كان برنامجها دسما وركّز على سبل تطوير العمل الدبلوماسي لخدمة صورة ومصالح بلادنا في المحافل الدولية في ظل تحديات الأوضاع الراهنة.
والإعداد لهذا المنتدى انطلق منذ فترة، وروّجت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج فكرة التعويل والاستفادة من الجالية التونسية المقيمة بالخارج ليس بوصفها مصدرا للحلول المادية لوضع البلاد فقط، ولكن على قاعدة الشراكة في الوطن وهو ما عبر عنه الوزير نبيل عمار بوضوح خلال الافتتاح والاختتام.
وقد كان النقاش في المنتدى جريئا وثريا وبنّاء في ورشات المحاور الخمس الأساسية التي تناولت موضوعات الإعلام والسياسة الاتصالية ودور الكفاءات التونسية في إبلاغ صوت تونس بالخارج، وتطوير مناخ الأعمال والاستثمار والابتكار وريادة الأعمال والتجديد التكنولوجي والتنمية المستدامة والتربية والتعليم العالي والتكوين المهني وحوكمة العلاقة مع الكفاءات التونسية بالخارج ومتابعة مخرجات المنتدى.
وفي هذا الإطار، تمت صياغة توصيات كثيرة لعل أهمها في تقديرنا المحافظة على دورية واستدامة عقد هذا المنتدى.
ويجب في تقديرنا أيضا أن لا يكون مصير هذه المبادرة مشابها لمبادرة «الدبلوماسية الاقتصادية» التي تحدث عنها وزراء سابقون ولم نر صراحة أثرها الكبير في الواقع.
ومن هذا المنطلق يمكن القول ان المقدّمات ايجابية، ويمكن البناء عليها لاستعادة هذه الكفاءات سواء بطريقة مباشرة من خلال عودتهم الى أرض الوطن والاستثمار فيها، او البقاء خارج الحدود والتحوّل الى سفراء كاملي الصلاحيات يدافعون عن المصلحة العليا للبلاد.
وفي كلام وزير الخارجية دائما كانت هناك رسائل طمأنة عديدة حول الخدمات المسداة للمهاجرين وضرورة تطويرها وتقريبها من التونسيين، وهي اجابة عن القلق الذي عبر عنه كثير من أبناء الجالية خلال الفترة الماضية سواء عند تجديد وثائقهم الشخصية أو حتى مجرد الاستفسار عن بعض الخدمات بما فيها الاستفسار عن الاستثمار وآفاق العودة، وهذه حقيقة ليست وليدة الساعة ولكنها نتيجة تراكمات منظومات الحكم السابقة التي كانت ترى في هؤلاء المواطنين مجرد أصوات انتخابية بين الفينة والأخرى في الاستحقاقات السياسية وفي أفضل الحالات مجرد مصادر للعملة الصعة لتغذية ميزانية الدولة عبر التحويلات المالية علاوة على تحريك العجلة الاقتصادية وخصوصا خلال العطلة الصيفية.
ولعل أهم رسالة جاءت في جملة صدح بها الوزير أمام الحضور قائلا «أنتم ملاّكة في هذه البلاد ولستم كرّايا .. ومساهمتكم في دعم الوطن هامه جدا..».
والأكيد أن النقاش داخل المنتدى بين الكفاءات التونسية والمسؤولين في الدولة أفضى الى توضيح الصورة والى الوصول الى قناعة مشتركة بشأن ترجمة الأقوال حول الشراكة في الوطن الى أفعال نلمس ثمارها في قادم الايام ونقف لتقييمها العام القادم عند تنظيم المنتدى الثاني.
والأمل أيضا ألا تكون «الشراكة» بين تونس وكفاءاتها في الخارج في مستوى الاستثمار والجوانب المالية فقط، فبين هذه الكفاءات وتونس لا يكفي الحديث عن الأوراق النقدية والعملة الصعبة وعن المشاريع الاقتصادية فهناك مجال اجتماعي وفعل ثقافي وتعبير عن هوية تونسية عربية انسانية، بالعلم والفنّ وجميع مجالات النشاط الانساني بما في ذلك الرياضة، والكفاءات التونسية لا تعمل بالضرورة في المجالات المالية والادارية فحسب وانما بمقدورها ان تبدع متى كانت البيئة مناسبة.
جوا وبرّا وبحرا : الاحتلال الصهيوني يدمّر مقدّرات الجيش السوري
(الصحافة اليوم وكالات الانباء)تحاول دولة الاحتلال الصهيوني الاستفادة من إسقاط نظام بشار ال…