بعد التعزيزات الهجومية : ساس تحت الضـــغط

بدأت ملامح الرصيد البشري الذي سيدخل به الترجي الموسم الجديد تتوضح بنسبة كبيرة بعد التعاقدات الأخيرة والتي شملت الخطوط الثلاثة ليتوسّع هامش الاختيار أمام المدرب ميغيل كاردوزو وتصبح الحلول موجودة على مستوى الكمّ والكيف، ونجح فريق باب سويقة في تدارك النقائص التي كانت جليّة في مطلع التحضيرات والعائدة بالأساس الى التخلي عن بعض الركائز فضلا عن إبعاد مجموعة من العناصر التي كانت ضمن الخيارات الأساسية في الموسم الفارط والأمر يتعلق خصوصا بالخط الأمامي الذي عرف تعزيزات نوعية قد تُعيد توزيع الأوراق في المرحلة المقبلة.

ومن ضمن العناصر التي باتت مهددة بخسارة مركزها البرازيلي يان ساس العائد الى التمارين بعد غياب قصير لدواع صحية حيث سيشتد التنافس من أجل مقعد أساسي مع الجنوب افريقي الياس موكوانا الذي فتح سوقا جديدة للفرق التونسية وسيحاول تثبيت قدميه سريعا لتفادي مصير من سبقوه في خطة جناح أيمن وآخرهم حسام غشة وأندري بوكيا واللذين وقع فسخ عقديهما تمهيدا لضمّ  أسماء أجنبية أفضل وأكثر قدرة على صنع الفارق، ودخل الترجي أمس في تربص مغلق بطبرقة يمتد عشرة أيام بمشاركة العناصر التي سيعوّل عليها كاردوزو في الموسم القادم حيث قام قبل التحول إلى ربوع الشمال الغربي بغربلة ثانية مقابل التحاق الوافد الجديد لاري العزوني في آخر حصة بالحديقة «ب».

مساهمة كبيرة

كان يان ساس من أفضل العناصر في الموسم الفارط حيث ساهم بقسط وافر في الوصول الى الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال والذي ساوى بلوغ «مونديال» الأندية ليثبّت نفسه في الرواق الأيمن ويكون من العلامات الفارقة في الفريق الذي فكّر في دعم هذا المركز من خلال التعاقد مع الياس موكوانا ليشتعل التنافس بين اللاعبين وهو ما سيفيد الاطار الفني بوجود خيار ثان رغم أن عدم الانتظام في المشاركات قد يضرّ أحدهما مثلما كان الحال في الموسم الفارط مع حسام غشة وبدرجة أقل أندري بوكيا، وتعتبر أرقام يان ساس في موسمه الأول مع الارجي محترمة سواء على مستوى التسجيل أو صناعة الأهداف عكس منافسه الجديد في الجهة اليمنى الذي يتفوق على المستوى الفني لكن الأفضلية ستكون للاعب الأكثر قدرة على اللعب لصالح المجموعة وخلق الخطر في مناطق المنافس.

تنافس كبير

قد يلجأ المدرب ميغيل كاردوزو الى الاعتماد على يان ساس كصانع ألعاب لفتح الباب أمام موكوانا للظهور أساسيا، واضطلع البرازيلي بهذا المركز بداية مشواره مع الترجي ولم يجد فيها ثوابته المعهودة وبالتالي قد لا تحصل الفائدة من هذا التمشي كما أن فلسفة كاردوزو التدريبية لا تعطي دور صانع ألعاب الأهمية اللازمة بقدر التركيز على الرواقين في البناء الهجومي رغم حتمية إضفاء مرونة تكتيكية كي لا يكون الفريق كتابا مفتوحا لمنافسيه وينجح في التعامل مع مختلف الوضعيات التي سيواجهها في موسم صعب وماراطوني.

قد يقلّص قانون الأجانب من حظوظ ساس في المحافظة على مكانه في المسابقة المحلية قياسا بالتعزيزات الأخيرة والتي ستعطي الأولوية في الظهور ليوسف البلايلي في الرواق الأيسر كما لا يملك رودريغو رودريغاز معوّضا في مقدمة الهجوم بينما لن يجازف كاردوزو بالتخلي عن روجي أهولو ليكون التنافس قويا بين ساس وموكوانا للظهور في الرواق الهجومي الأيمن في صورة سحب الجزائري محمد أمين توغاي وعدم الاعتماد على جناح تونسي في صورة الاكتفاء بالانتدابات الأخيرة وترحيل الملف الى الميركاتو الشتوي، ورغم أن الحديث عن الاختيارات الفنية سابق لآوانه ويبقى مجرد تكهنات إلا أن الاطار الفني سيحاول الاستفادة من المباريات الودية القادمة لوضع أسس الفريق الذي سيدخل غمار الموسم الجديد لتكون الانطلاقة من الباب الكبير.