سهرة الفنان كاظم الساهر بمهرجان قرطاج الدولي : أطرب جمهوره وأقنع..!

لم يكن فقط عنوان ألبومه الأخير “ مع الحب “،  لأنه كان على موعد “مع الحب” أيضا مع جمهوره العريض الذي تحمل حرارة الشمس للوقوف لساعات أمام فضاء المسرح الروماني بقرطاج للظفر بمكان يخوله متابعة سهرة نجمهم المفضل الذي يعود لإعتلاء المسرح الأثري بقرطاج بعد غياب ست سنوات، ولترديد أغانيه التي يحفظونها جيدا، فمن منا لم يحب “مدرسة الحب “ و “ زيديني عشقا” و “المستبدة “ و” أنا وليلى” وغيرها من القصائد التي كتبها شاعر الحب نزار القباني أو الشاعر الراحل رفيق درب الكلمة لكاظم الساهر كريم العراقي، ومن منا لم يحتفل بقصة حب أو بكى الرحيل دون الإستماع الى صوت “ القيصر”.

مراوحة ناجحة بين القديم والجديد

ولأن مهرجان قرطاج الدولي يحتفل هذه الصائفة بستينيته فقد إختارت الهيئة المديرة أن يكون الفنان العراقي كاظم الساهر أحد نجوم الدورة   58ليعاود اللقاء بجمهوره في سهرة السبت 03 أوت2024 وأمام هتافات الجمهور انطلقت سهرة كان شعار نجمها العربي الكثير من الإحترام والتقدير لجمهور يبادله نفس الحب خاصة وأنه لم يعتمد خلال سهرته على تقديم الأغاني القديمة فقط بل استهل الحفل بعدد من أغانيه الجديدة التي أصدرها مؤخرا ضمن ألبومه “ مع الحب” وحملت أول أغانيه التي تفاعل الجمهور “تاريخ ميلادي “ وأيضا “الليل” ليراوح بعدها بين قديمه الذي ردده معه جمهوره ومع أغانيه الجديدة نذكر “ بيانو” و من كلماته وألحانه وتوزيعه غنى “ يا قلب “ التي يقول مطلعها :

يا قلب أني مرهق

في كأس ماء أغرق

وأنت مدمن الهوى

في كل يوم تعشق

ومن قديمه أمتع كاظم الساهر الذي يعتبر من الأصوات العربية النادرة جدا التي حافظت على تقديم الأغاني والقصائد باللغة العربية ونالت نجاحا جماهيريا عربيا كبيرا، كما ظل محافظا على طابعه و أسلوبه الغنائي في جل أغانيه التي قدمها طيلة مسيرته الفنية التي انطلقت منذ سنة 1981 حين قدم أول أغانيه “ورد العشق” ثم أصدر أول ألبوماته  وحمل عنوان شجرة الزيتون” ،ولجمهور مهرجان قرطاج غنى الساهر “ كلك على بعضك حلو” و “وين اخذك” و” هي الحياة “ وأيضا “ أحبيني بلا عقد” و” سيدة عمري الفاضلة” و” يضرب الحب” و” زيديني عشقا” و” أكون أو لا أكون” و” هلا بالحلوة السمرة “ و” هل عندك شك “ والأكيد أن كاظم الساهر لا يحتاج منا اليوم إثبات على حرافيته وقدرته العالية على الغناء دون أن يهدي مكروفونه للجمهور للغناء بدلا عنه.

وعلى ايقاعات أغنية “ قولي أحبك “ ودع كاظم الساهر جمهوره على أمل اللقاء مع أغنية حب جديدة  .. ولقاء آخر  لفنان يحب فنه  و يحترم جمهور مهرجان عريق منحه تأشيرة العبور للضفة الأخرى من مسيرته ليحقق شهرة عربية واسعة، فجمهور مهرجان قرطاج الذي حضر أول عروضه الفنية التونسية في شهر جويلية من سنة  1994كان يدرك جيدا بأن صاحب أغنية “ عبرت الشط “ سيعبر طريق النجاح بامتياز .