2024-08-06

وسط المخاوف من حرب إقليمية : هل ماتت مفاوضات الهدنة بغزة؟

يرى محللون أنه على المدى القريب جداً خلال شهر اوت على الأقل لا توقعات إيجابية بشأن الوساطة في المفاوضات  في ما يخص الهدنة بغزة فقد اثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي أوسع نطاقاً ما أدى إلى تهميش المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عشرة أشهر في غزة.

ومنذ هجوم حماس على الكيان في السابع من أكتوبر والذي أثار رداً انتقامياً مدمراً عملت قطر كوسيط مع الحركة الفلسطينية المسلحة وكان هنية يقيم في الدوحة.

ومع مصر والولايات المتحدة قادت قطر لأشهر محادثات خلف الكواليس بهدف تأمين الوصول لهدنة ثانية بعد توقف للقتال لمدة أسبوع في نوفمبر عندما تم إطلاق سراح عشرات الأسرى الصهاينة والأجانب في مقابل معتقلين فلسطينيين.

لكن في الساعات التي أعقبت مقتل هنية في طهران شكّك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء في نجاح المحادثات المستقبلية وتساءل على منصة «إكس»: «كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟».

وقبل مقتل هنية اتهمت حماس رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتأخير وقف إطلاق نار ممكن في غزة.وفي وقت التقى وسطاء مصريون وقطريون وأميركيون مفاوضين صهاينة قبل أسبوع في روما قالت حماس إن دولة الاحتلال قدمت شروطاً جديدة للتوصل إلى اتفاق في خطوة تشكل تراجعاً عن موقفها السابق.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حدد في أواخر ماي ما سماها مبادرة صهيونية لهدنة وإطلاق سراح الأسرى وأصبحت هذه المبادرة أساساً للمحادثات اللاحقة.

وأيد مجلس الأمن الدولي هذا الإطار التفاوضي لكن دولة الاحتلال قالت إن قيادة حماس هي التي عقّدت الاتفاق ونفت أن تكون قد أدخلت تغييرات على مسودة الخطوط العريضة.

وأفاد موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي السبت نقلاً عن مسؤولين صهاينة أن محادثات السبت في القاهرة بين الوفدين المصري والصهيوني توقفت مشيراً إلى أنها انتهت بدون تحقيق تقدم ولم يكن المفاوضون القطريون حاضرين.

وهنا يري  المحللين في الشان السياسي انه حتى قبل مقتل هنية لم تمنح الحكومة الصهيونية وخصوصاً نتنياهو أي ثقة للوسطاء خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية».

و اغتيال هنية والتصعيد في بيروت أيضاً، لا يشيران إلى أن الكيان مهتم بصدق بوقف إطلاق النار.

دور هنية في المحادثات

وانتخب هنية زعيماً سياسياً لحماس في عام 2017 وكان الوجه الرئيسي للحركة الفلسطينية على الساحة الدوليةوفي أعقاب السابع من أكتوبر لعب دوراً حاسماً في المحادثات مع الوسطاء في قطر حيث المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012 بمباركة الولايات المتحدة.

وكان هنية بالطبع المفاوض الرئيسي لكنه لم يكن قادراً على اتخاذ أي قرارات بدون موافقة الجميع من حوله و زعيم حماس السابق كان قادراً على معالجة بعض الصعوبات أثناء عملية الوساطة وقد يكون ذلك عنصراً إيجابياً فُقد بمقتله حسب بعض الخبراء.

والسؤال الذي يدور بشكل ملح اليوم هو هل يؤثر رد ايران على الكيان في محادثات الهدنة ؟ فقد تعهدت إيران والفصائل المسلحة المتحالفة معها في الشرق الأوسط بالرد على عمليتي الاغتيال.

وقد انخرطت بالفعل الجماعات المدعومة من إيران في لبنان واليمن والعراق وسوريا في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحماس في غزة.

و بالتالي ووفق ما يصرح به المحللين فان كل الرهانات ستصبح معطلة بشأن استئناف محادثات الهدنة والدخول في حلقة خطيرة من التصعيد وفي خضمها لن تكون هناك أي محادثات لإطلاق سراح الأسرى أو لوقف إطلاق النار».

وحتي في حال وقوع هجوم أقل خطورة إذا كانت دولة الاحتلال قادرة على تحمل ذلك وأقنعتها الولايات المتحدة بتحمله.. فإنه سيعطي نتنياهو سبباً إضافياً للمماطلة.

و تكون  إحدى النتائج المحتملة للتصعيد في لبنان هي الضغط على الكيان الصهيوني لتقديم تنازلات وخصوصاً أنها غير مستعدة لهذه الحرب وستحتاج إلى تحرير الموارد التي أصبحت الآن محصورة في غزة.

و يعتقد المحللين انه و على المدي القريب و خاصة في الشهر الجاري أن الوساطة والمفاوضات انتهتا على الأرجح».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الفصائل الفلسطينية وحوار المصالحة في موسكو..!

 وصلت وفود ممثلة للفصائل الفلسطينية إلى العاصمة موسكو لاستئناف حوار المصالحة الفلسطينية ـ …