2024-08-04

الطاقات المتجددة والطاقة النظيفة: سوق تصديرية هامة لتونس شرط تحيين القوانين

تسعى تونس الى تعزيز انتاج الطاقات المتجددة وزيادة إنتاجها بهدف الاستعمال المحلي والتصدير وأيضا لكسب حصة من سوقه العالمية المزدهرة في السنوات الأخيرة تماشيا مع أهداف الإستراتجية الوطنية والدولية على حد سواء لخفض انبعاثات الطاقة الأحفورية.

وبهدف دعم جهودها لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، باعتباره طاقة بديلة واعدة اقتصاديا، وقعت تونس منذ أيام 6 مذكرات تفاهم مع عدة شركات أجنبية لإنتاج هذه الطاقة في البلاد ليصل عدد الشركات المتعاقد  معها في هذا المجال الى 9 شركات منهم 8 دول أوروبية، ومن بينها مجمع الشركات البريطانية المالطية «تونور» ، والنرويجية أكر هوريزونز  ، والنمساوية فاربوند. كما وقّعت اتفاقية أخرى مع شركة سافانا إنرجي البريطانية، وكذلك اتفاقية مع شركة هيدروجين فرنسا، أصافة الى اتفاقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر مع شركة أمارونكو الفرنسية، وكذلك شركة «إتش تو غلوبال» الأردنية، وشركة ديمي هايبورت البلجيكية، وشركة «أبو إنرجي»  الألمانية.

ومن شأن هذه الاتفاقيات ان تعطي دفعا جديدا للإستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في تونس في أفق 2050، التي تطمح الى إنتاج 8,3 مليون طن من الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في أفق 2050، منها 2,3 مليون طن للسوق المحلية و120 ملايين طن للتصدير بقيمة إجمالية للاستثمار تناهز 2 مليار أورو. كما تطمح تونس من خلال إبرام هذه الاتفاقيات الى مزيد استقطاب الاستثمارات الأجنبية مع استغلال الإمكانات المتاحة على الصعيد الوطني وبنية تحتية صناعية وطاقية متوفرة. هذا وتلتزم تونس التزاما كاملا بتحول الطاقة والتوجه نحو استغلال الطاقات النظيفة والبديلة والخفيض من اعتمادها على الغاز، الذي يمثل ما يقرب من 97 في المائة من إنتاجها من الكهرباء. وتشير التقديرات إلى أنه، بكامل طاقتها، يمكن لتونس تصدير ما يصل إلى 6 ملايين طن من الهيدروجين سنويا، مما يخلق نظاما بيئيا قويا الى جانب إنتاج 8.3 مليون طن من الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بحلول 2050، منها 2.3 مليون طن موجهة إلى السوق المحلية و6 مليون طن موجهة إلى التصدير بقيمة استثمارات جملية تناهز 120 مليار يورو.

ومن خلال سعيها المتواصل لان تكون قطبا مركزيًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، تهدف تونس، من خلال المشغل TuNur، إلى تحقيق هدف استراتيجي، وهو الوصول إلى 12 جيغاوات من القدرة المركبة بحلول عام 2030. يذكر أنه في ماي الماضي، وقّعت أيضا وزارة الصناعة والمناجم والطاقة اتفاقية مع شركة توتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية، وشركة «فربوند» النمساوية، لتنفيذ مشروع جديد لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الصحراء التونسية. وبحسب بيانات هذا المشروع، فإن تونس تستهدف بدء الإنتاج في الصحراء وتصديره إلى أوروبا، عبر خطوط الأنابيب الواصلة الى دول القارة الأوروبية على أمل ان ينتج هذا المشروع كميات ضخمة من هذا الوقود الأخضر تقدر بنحو 200 ألف طن من الهيدروجين سنويًا، في مرحلته الأولى يستغل للاستهلاك الوطني وللتصدير إلى أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

البنك الدولي: ارتفاع الديون التونسية يضع القطاع البنكي في وضعية «صعبة»

«تمثل الديون السيادية لتونس حوالي 80 % من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يمثل نسبة مرتفعة …