الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية بالخارج: مناسبة للتقييم والوقوف على الثغرات في العمل الديبلوماسي وبحث سبل تفاديها
بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، انعقدت أمس الأول بالعاصمة الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية بالخارج التي تم تنظيمها تحت عنوان “دور الدبلوماسية التونسية في رفع مختلف التحدّيات”. ولأول مرة ونسجا على ما هو معمول به في بعض الدّول، شهدت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة حضور السّفراء المعتمدين ببلادنا.
وتضمنت اشغال الندوة حسب وزارة الخارجية أربع جلسات، تناولت دور الدبلوماسية في دعم الأمن الغذائي والطاقي ومساعدة الصناعات الوطنية وتطوير آليات التواصل والتنسيق لمزيد تحسين الخدمات القنصلية ومواجهة الهجرة غير النظامية وتوظيف المخزون الحضاري والثقافي لخدمة تونس وترشيد العمل المالي والإداري. وشارك في هذه الاشغال بالإضافة الى رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية، وعدد من الإطارات السامية لوزارة الخارجية كل من وزراء الداخلية والمالية والصناعة والمناجم والطاقة والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والسياحة والتعليم العالي والبحث العلمي المكلّف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية والسياحة إلى جانب السيد رئيس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات. وكانت الندوة مناسبة لتدارس المسائل المذكورة وتبادل الآراء حولها.
وحول قيمة الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية بالخارج واهمية دورها لتقييم العمل الديبلوماسي التونسي وتطويره، صرح الديبلوماسي ووزير الخارجية الأسبق احمد ونيس لـ “الصحافة اليوم” ان هذه المناسبة تعتبر آلية للتأكيد على دور البعثات التونسية في تعزيز العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف والذود عن السيادة الوطنية. كما انها تعتبر أيضا آلية لتشكيل وعي جماعي بين ممثلي الدولة التونسية في الخارج بضرورة السعي لإيجاد الظروف وخلق مبادرات تمكن من حماية مصالح بلادنا على كل الأصعدة وحماية ابنائها المقيمين في الخارج. وامام مجموع التحديات المطروحة على بلادنا أكد محدثنا على ضرورة عدم تكرار انقطاع الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية بالخارج مثلما حدث على امتداد الثلاث سنوات الفارطة.
وأضاف محدثنا ان هذه الندوة تعتبر أيضا مناسبة للوقوف على النقائص والثغرات والبحث في سبل تفاديها ووضع آليات الإصلاح الممكنة، خاصة وان هناك مسؤولية مشتركة بين وزارة الخارجية وعدد من الوزارات الأخرى التي تكمل العمل الديبلوماسي التونسي مع الشركاء الأجانب المعتمدين في بلادنا مثل وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة وغيرها من الوزارات. لينوه بتوجيه الدعوة الى السفراء المعتمدين ببلادنا لحضور الجلسة الافتتاحية واعتبر ذلك امرا إيجابيا وإضافة ذكية وخطوة جديدة لإرساء منهجية عصرية تمكن من تحقيق الإضافة لخبرة الديبلوماسيين التونسيين من خلال تبادل الأفكار مع هؤلاء الذين يمثلون مختلف الدول الشريكة لبلادنا في المجالات العديدة والمتنوعة.
وما صرح به محدثنا يتماهى مع ما أعلنه وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار بان الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية تشكل فرصة هامة لتجديد التزام تونس بالعمل الدبلوماسي الفعّال وتعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة وتدارس دور الدبلوماسية التونسية في حماية مصالح تونس والدفاع عنها وتثمينها. ليؤكد الوزير بالمناسبة على الأبعاد الاستراتيجية للدبلوماسية التونسية في ظل التحديات العالمية المتسارعة ودورها الفعال لرفع هذه التحديات في مختلف المجالات. ويشدد على أهمية تعزيز الدور الفاعل للبعثات التونسية في تحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف والذود عن السيادة الوطنية. كما دعا مجددا إلى مزيد تكثيف الجهود الرامية لتبليغ الرسائل الدولية لتونس وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين.
وذكر الوزير بالجذور الحضارية المتنوعة والعريقة لبلادنا وانفتاحها الدائم والمباشر على جوارها وما شهدته علاقاتنا الثنائيّة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة وفي أعلى مستوى من حركية ملحوظة في الفترة الماضية في المجالات السياسية والاقتصادية، وما لمسته تونس لدى هذه الدول من اهتمام جدي لدفع التعاون معها وتطويره.
اما الوزراء الذين شاركوا في اشغال الندوة فقد تناولوا كل في مجال اختصاصه، أولويات هياكلهم في مجال التعاون الدولي وما يتطلعون إليه من دعم ومساع ومبادرات من قبل رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية لتحقيق الأهداف القطاعية التي تتكامل بين بعضها البعض في إطار الاستراتيجية الشاملة للدولة التونسية تحقيقا للأهداف الوطنية وحمايةً لمصالح تونس والتونسيين في الخارج.
بعد أن كشفت زيارات الرئيس الميدانية تقصير المسؤولين الجهويين : العمل الميداني أصبح من ركائز عمل الولاّة
كشفت الزيارات الميدانية ذات الطابع الفجئي التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى مختلف ال…