بالرغم من التحديات التي تواجهه : قطاع الصناعات التقليدية يحقق تطورا في قيمة صادراته الى حدود 155 مليون دينار خلال السنة الماضية
الصحافة اليوم : راضية قريصيعة
بلغت قيمة صادرات قطاع الصناعات التقليدية خلال السنة الماضية 155 مليون دينار مقارنة بسنة 2022 مسجلا بذلك ارتفاعا بنسبة 4,24 % وذلك وفق مؤشرات الديوان الوطني للصناعات التقليدية. ويعتبر قطاع الصناعات التقليدية من أهم القطاعات التي تعتمد عليها السياحة التونسية منذ سنوات طويلة ، وتساهم بنحو4 % من الناتج المحلي الاجمالي للبلاد .
وبالرغم من أن قطاع الصناعات التقليدية يعد جزءا أساسيا من التراث الثقافي والاقتصادي للبلاد ، بل وتعكس هذه الصناعات تاريخا طويلا من الابداع والابتكار وتساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية التونسية ، لكن مع ذلك تواجه هذه الصناعة تحديات عديدة وتحتاج الى استراتيجيات فعالة لضمان استدامتها وتطورها . ومن بين هذه التحديات وفق ما أجمع عليه أهل الاختصاص هي مشاكل تتعلق بالتمويل والاستثمار حيث أن العديد من الحرفيين يفتقرون الى رأس المال الكافي لتحديث معداتهم وتحسين جودة منتجاتهم . كما أن التنافس مع المنتجات الصناعية الرخيصة يمكن أن يكون حادا مما يؤثر على الطلب على المنتجات التقليدية .
ضعف التسويق والتوزيع
بالاضافة الى ذلك تعاني العديد من الصناعات التقليدية من ضعف في التسويق والتوزيع مما يحد من قدرتها على الوصول الى أسواق جديدة ، علاوة على صعوبة في المنافسة مع السلع المصنفة التي تتمتع بشبكات توزيع واسعة .ويرى المختصون في القطاع أن نقص التعليم والتدريب يمثل عائقا امام العاملين بالقطاع حيث أن هناك حاجة أكبر لتدريب وتطوير مهارات الشباب في هذا القطاع لضمان استمرارية وتطوير الحرف التقليدية .
في المقابل فانه يمكن لقطاع الصناعات التقليدية الاستفادة من الابتكار في التصميم والتكنولوجيا لتحسين منتجاته وزيادة تنافسيته عبر ادخال تقنيات جديدة وتطوير طرق تصنيع يمكن أن يساهم في زيادة جودة المنتجات وجذب اسواق جديدة .
ان استخدام الانترنات ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن ان يعزز من ترويج المنتجات التقليدية ويصل الى أسواق جديدة ، ويمكن للحرفيين الاستفادة من منصات التجارة الالكترونية لتوسيع نطاق عملهم . ويؤكد المراقبون على ضرورة ان تدعم السياسات الحكومية قطاع الصناعات التقليدية من خلال توفير التمويل والتدريب ، وتعزيز التسويق ، فالبرامج الحكومية يمكن أن تلعب دورا مهما في توفير الدعم الفني والمالي للحرفيين.
وتلعب السياحة الثقافية دورا مهما في دفع القطاع والنهوض به فالسائح يمكن أن يعزز من الطلب على المنتجات التقليدية وذلك من خلال تنظيم معارض وورش عمل بما من شأنه أن يساهم في زيادة الوعي بالمنتجات التقليدية وجذب المزيد من العملاء ، علاوة على ذلك تشجيع التعاون بين الحرفيين وانشاء جمعيات أو تعاونيات يمكن أن يعزز من القدرة التنافسية للقطاع ، ويمكن لهذه المنظمات أن تقدم الدعم الفني والمالي وتساعد في تسويق المنتجات بشكل أكثر فعالية.
وللتذكير فان قطاع الصناعات التقليدية يشغل أكثر من 300 الف شخص في 75 حرفة مصنفة من قبل ديوان الصناعات التقليدية ومن بينها اللباس التقليدي .
وتساهم الحرف اليدوية بـ 2 % من اجمالي صادرات البلاد ، وتوفر 10 % من فرص العمل سنويا حيث تنتشر ورش الحرف التقليدية في مختلف ولايات الجمهورية .
بسبب النقص الفادح في البذور : انطلاقة متعثرة وبطيئة للموسم الزراعي ودعوة ملحّة للاستعداد الجيد للمواسم الفلاحية
صرح عضو المجلس المركزي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أنيس الخرباش لـ«الصحافة اليو…