2024-08-01

مسلسل البلايلي مع الترجي: «كلاكيت» ثالث مرة اكـتـشـفــه فـي الأولـــــى.. وردّ الجـميل في الثانية… فمن سيكـسب في الحلقة الأخيرة؟

بدّد الجناح الجزائري يوسف البلايلي جميع الشكوك التي رافقت عودته الى الترجي بعد أن حلّ مساء أمس الأول بتونس تمهيدا لمباشرة التجربة الثالثة في رصيده مع فريق باب سويقة والتي ستكون مليئة بالتحديات المحلية والخارجية ومن أبرزها «مونديال» الأندية، وكانت نهاية مسلسل البلايلي سعيدة ليحسم الترجي واحدة من أبرز الصفقات في السنوات الأخيرة بحكم القيمة المضافة للنجم الجزائري الذي سيحمل الآمال في الموسم القادم.

وتعكس العودة للمرة الثانية العلاقة التي تربط البلايلي بالترجي رغم أن طريقة الخروج في كل مناسبة لم تكن مثالية للغاية لكن الودّ المتبادل بين الجانبين سهّل تجديد التجربة التي تبدو مغرية للطرفين، وتزامن حسم ملف البلايلي مع استئناف رودريغو رودريغاز في انتظار قدوم الجنوب افريقي الياس موكوينا ليمرّ بالتالي الترجي الى السرعة القصوى ويضمن عناصر لها زاد فني كبير يحتاجها في الرهانات الصعبة التي تنتظره.

وكان الترجي أكثر فريق أطال فيه البلايلي المقام حيث دام مروره الأول موسمين ونصف في حين ناهزت تجربته الثانية العامين ما يعكس النجاح في «كبح جماح» اللاعب الذي تمرّد على أغلب الفرق التي لعب في صفوفها وخاصة في السنوات الأخيرة لتكون مهمة فريق باب سويقة أساسا السيطرة على نجمها للاستفادة القصوى من مهاراته الكبيرة لتكون الفائدة مشتركة سواء للترجي الساعي إلى تأكيد عودته القوية أو اللاعب الذي سيكون في طريق مفتوحة لنيل مكان أساسي على أمل صنع الربيع من جديد.

بداية البروز

كانت بداية بروز يوسف البلايلي عندما قدم في موسم 2012 من مولدية وهران الى الترجي الذي كان في أوج عطائه مع تواجد كوكبة من النجوم التي نجحت في التربع على عرش القارة بعد 17 سنة، ونجح اللاعب الجزائري في فرض نفسه تدريجيا مع فريقه الجديد بفضل امكاناته الفنية التي جعلته واحدا من أبرز المواهب الصاعدة في بلاده لكنه لم ينجح في إحراز أولى ألقابه القارية بسبب اختيارات خاطئة من المدرب نبيل معلول الذي أبقاه بديلا في الدور النهائي ضد الأهلي المصري.

وبعد خروج يوسف المساكني، افتك يوسف البلايلي النجومية في الترجي دون أن يتوج ذلك بإنجازات جماعية في موسم 2012-2013 قبل أن تتراجع مشاركاته في الموسم الموالي لأسباب صحية وكذلك شخصية حيث انطلقت المشاكل الجانبية التي أثّرت كثيرا على العلاقة بين الجانبين لتكون النهاية دون المأمول غير أن المرور بفريق باب سويقة كان مفصليا في مسيرة اللاعب الذي فجّر قدراته في البطولة التونسية ورفع سمعة اللاعب الجزائري لينسج على منواله الثنائي بغداد بونجاح وعبد المؤمن دجابو بالتعاقد مع النجم الساحلي والنادي الإفريقي.

انتشال من الضياع

جازف الترجي في أعقاب فشله الذريع في تخطي عقبة الأهلي المصري في ربع نهائي رابطة الأبطال 2017 بإعادة يوسف البلايلي الى صفوفه في صفقة محفوفة بالمخاطر بحكم أنه عائد من عقوبة الإيقاف عن النشاط من الاتحاد الافريقي لكرة القدم بسبب إيجابية فحص المنشطات حيث كان اللاعب في «فوهة بركان» ليجد الفريق الذي قدّمه إلى  الساحة الخارجية الملاذ ويردّ الجميل بمساهمته في التتويج بنسختين متتاليتين من رابطة الأبطال حيث لبس «ثوب» البطولة في تسيّد القارة وخاصة ضد الوداد البيضاوي موسم 2019.

وكتب البلايلي أجمل الأسطر في مسيرته رغم بقائه أكثر من 730 يوما بعيدا عن ممارسة كرة القدم مؤكدا أن موهبته لم تنطفىء وكان نجما فوق العادة طيلة موسمين جعلتاه يحظى بثقة مدرب «الخضر» جمال بلماضي ليعانق المجد القاري مع «محاربي الصحراء» في نسخة مصر 2019 والفضل في ذلك يعود الى الترجي الذي راهن على لاعب اعتقد الجميع أنه انتهى رسميا ولن يكون قادرا على استعادة مستواه لينفض عنه الغبار ويساهم للمرة الثانية في بروزه وإعادته إلى الواجهة.

مغرية للطرفين

يعود البلايلي الى الترجي في سن النضج حيث بلغ 32 ربيعا ليقترب من نهاية مسيرة مليئة بالنجاحات وكذلك الاخفاقات والمشاكل التي رافقته في أغلب محطاته وخاصة بعيدا عن فريقه الجديد القديم وهو ما جعله يخسر المكانة التي كسبها في نهاية العقد الفارط عندما خطف النجومية من عناصر بارزة في تشكيلة «الخضر» على غرار رياض محرز، وسيعمل البلايلي على استعادة الاعتبار ونيل ثقة المدرب البوسني لمنتخب الجزائر الذي استبعده مؤخرا بسبب غياب الانضباط والذي كان العائق الأبرز دون شقّ طريق النجاح في الملاعب الأوروبية إذ كان مروره بالبطولة الفرنسية للنسيان.

وبعد تتويجه بكأسي افريقيا والعرب مع الجزائر ورابطة الأبطال مع الترجي فضلا عن تتويجات محلية آخرها مع مولدية الجزائر، سيعمل البلايلي على معانقة العالمية عندما يشارك في «مونديال» الأندية في الصائفة القادمة والذي كان من العوامل البارزة التي جعلته يقبل التحدي من جديد بحكم أن فشله في بلوغ كأس العالم بقطر ظلّ من النقاط السوداء في مسيرته باعتبار أن الحضور في  المحافل الدولية يبقى حلما لأي لاعب وهو ما سيحقّقه مع الترجي ليكون أمام فرصة للتوهج وطرق أبواب جديدة رغم عائق السن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

‭‬بعد‭ ‬التعادل‭ ‬الأخير‭ ‬ : كاردوزو‭ ‬يرضخ‭ ‬للضغوطات؟

تبدو‭ ‬جميع‭ ‬الاحتمالات‭ ‬واردة‭ ‬بخصوص‭ ‬التشكيلة‭ ‬التي‭ ‬سيعوّل‭ ‬عليها‭ ‬المدرب‭ ‬ميغ…