2024-07-31

الانقطاع المتكرّر للماء  أحد أبرز معالمها : الرئيس يعد بإنهاء مكابدة التونسيين …

منذ ان دخلنا دائرة الشح المائي ومعاناة المواطنين متواصلة في اكثر من منطقة من الجمهورية ما بين تهديد العطش في بعض المناطق النائية من الشمال الغربي ومن الجنوب وما بين انقطاعات متكررة للماء في مراكز ولايات كثيرة على غرار صفاقس والمهدية والمنستير وغيرها وما بين ماء متسخ وغير صالح للشراب يتقاسمه جميع التونسيين. وتعكس قضية الماء إشكاليات أخرى كثيرة متصلة بجميع المجالات والقطاعات منذ ان ولجت تونس مرحلة الارتباك والتراخي التي تواصلت على امتداد عقد من الزمن ويتجرع التونسيون اليوم مرارة نتائجها.

والأكيد أن معضلة الماء من أوكد الأولويات التي تراهن عليها السلطة اليوم باعتبار أهمية هذه المادة الحيوية في حياة الناس ومن أجل ضمان توازنات بيئية وزراعية مهمة. ولهذا بدا رئيس الجمهورية قيس سعيد باذلا لأقصى الجهود من أجل حل هذه الإشكالية وهو يتوجه الى أكثر من منطقة في الجمهورية و آخر زيارته كانت إلى ولاية المهدية وتوقف عند بعض  مناطقها واطلع على أحوال المواطنين ومكابدتهم مع إشكالية الماء.

وحمّل رئيس الجمهورية هذه المرة أيضا المسؤولية لبعض من أسماهم بالشبكات الإجرامية التي تقف خلف بعض الإشكاليات المتصلة بالماء.

وهنا بدا الرئيس قيس سعيد متمسكا بمقولته بشأن «حرب  التحرير الوطني»  مؤكدا انه علينا جميعا خوضها فهي  تتطلب جهود التونسيين ووعيهم وذلك بهدف تطهير البلاد من كل الذين يريدون بها سوءا ويحاولون تخريب مرافقها ومواردها بأشكال وطرائق مختلفة.

وخاض رئيس الجمهورية في مسائل مختلفة وهو  يتحدث الى مجموعات من المواطنين اجتمعوا بشكل عفوي وكاشفوه بالوضعية بكل تفاصيلها.

كلمة الإصلاح وردت في حوار الرئيس مع المواطنين وهو يعدهم بإصلاح تونس أو بالأحرى ما فسد فيها ويبدو أن ما فسد كثير وفي كل المجالات والقطاعات وهو ما يدركه جيدا ويسعى عمليا الى إشراك عموم التونسيين فيه للانخراط في مشروع وطني يهدف الى بناء تونس أفضل وأجمل ولا مكان فيها للمفسدين. والواضح ان الإصلاح هو الرهان الكبير المطروح اليوم على تونس وهو التحدي الذي يرفعه الرئيس  وهو يواصل مهامه في انتظار الاستحقاق الانتخابي القادم الذي سيخوض غماره لإتمام ما بدأه. وأكد أنه سيمضي في هذا الأمر الى آخره.

” يكفي ” قالها الرئيس  بشكل قطعي وحاسم وهو يشير الى ضرورة وضع نقطة النهاية لمعاناة المواطنين ومكابدتهم وذلك في معرض حديثه عن متاعب سكان بعض المناطق الريفية التابعة لولاية المهدية.

ثم وبمنتهى الوضوح قال رئيس الجمهورية ان ما يقوم به لا علاقة له بحملة انتخابية من بعيد او قريب اما من يريد ان يرى التونسيين يكابدون   العطش فهو واهم أيضا لأن الدولة ستتحمّل مسؤوليتها وتضرب بيد من حديد ضد كل المخربين والمفسدين ومن لم يطبقوا القانون ولم يتحملوا مسؤولياتهم كاملة.

وفي سياق آخر كان لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد مع رئيس الحكومة أحمد الحشاني مناسبة للتطرق لمسألة مهمة أيضا وهي التعطيلات الإدارية لشؤون المواطنين.

ووصف رئيس الجمهورية البعض بجيوب الردة في الإدارة التونسية والذين يقاومون الإصلاح ويقفون ضده ولابد من تحميل المسؤوليات لأصحابها وفق قوله. واعتبر رئيس الجمهورية أن ما يحدث هو ضرب للسلم الأهلية وهو أمر يتمظهر في أكثر من صيغة سواء بظاهرة انقطاع الماء والكهرباء أو بعدم توفير الخدمات الجيدة في المرفق العمومي وكل ذلك بهدف التضييق على المواطنين وجعل المعاناة طابعا أساسيا في معيشهم اليومي.

وشدد على بعض مظاهر التراخي والتقصير من قبل بعض المسؤولين الذين لا يؤدون مهماتهم على الوجه الاكمل ويجهلون المتاعب التي يعيشها المواطن وهم يعيشون في أبراج عاجية لا صلة لها بالواقع المعيش للتونسيين.

ولم يغفل الرئيس عن الإشارة الى ملامح بعض الحملات الانتخابية التي انطلقت والتي يقدم أصحابها وعودا واهية تشي بعدم معرفتهم بخصوصيات المرحلة وبطبيعة الشعب التونسي نفسه.

وفي حديثه مع رئيس الحكومة أكد الرئيس قيس سعيد ان الدولة عازمة على التصدي لكل أنماط اللوبيات وانه لا مجال للتفريط في تونس او تركها لقمة سائغة لكل من سال لعابه طمعا وهي قطعا ليست للبيع ولا للتسويغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المجلس الأعلى للتربية يرى النور : نحو إصلاح جذري عميق للمنظومة التربوية

أخيرا تحددت ملامح المجلس الأعلى للتربية بعد صدور مرسوم في الرائد الرسمي في هذا الخصوص والأ…