2024-07-30

في زيارة رئيس الجمهورية لسوق حي الخضراء : دعوة إلى تدعيم التعهد والصيانة وقيام المسؤولين بواجبهم

تعاني أسواق عديدة وفي كامل تراب الجمهورية من حالات إهمال وتهميش وتقصير في التعهد والصيانة بما في ذلك الأسواق البلدية  وهو ما تعكسه حالة الفوضى التي تعم أغلب هذه الأسواق والتي أثرت على مردوديتها الاقتصادية ونظافتها ومدى استجابتها لمعايير حماية البيئة والمحيط.

وقد غلب على هذه الأسواق الطابع الفوضوي جراء نقص الرقابة والإهمال وعدم التعهد بها على مستوى النظافة والترميم والرقابة الصحية والاقتصادية ما تسبب في تحول عدد من هذه الأسواق إلى نقاط سوداء نتيجة تراكم الفضلات وانعدام المرافق الصحية وحملات التنظيف التي يفترض تأمينها من قبل البلديات.

وضعية الأسواق الأسبوعية واليومية والبلدية لم تعد أمرا خفيّا على أحد إلا المسؤولين الذين يفترض أن صيانة هذه الفضاءات هي من أوكد مهامهم خاصة  وأنها تعد من بين المشاغل الأساسية التي تؤرق المواطن الذي أصبح يفتقر لفضاء تتوفر فيه جميع المقومات الصحية والبيئية لاقتناء أغراضه ومستلزماته من مواد غذائية أساسية.

ويرى بعض المواطنين أن ما بلغته هذه الأسواق من حالة فوضى وإهمال هو نتيجة طبيعية وحتمية لتراجع حملات الرقابة الاقتصادية والصحية لهذه الفضاءات والتي تقتصر و تتكثف مع شهر رمضان المعظم لتتراجع إلى أدنى مستوياتها في ما تبقى من أيام السنة هذا فضلا عن تراجع الخدمات البلدية في علاقة برفع الفضلات ونظافة هذه الأسواق ومنع الانتصاب الفوضوي في الفضاءات المتاخمة لها هذا القرار الذي يشهد تذبذبا في تطبيقه وتفاوتا من منطقة إلى أخرى على أهميته في الحفاظ على نظافة المدن واحترام التراتيب والقوانين الجاري بها العمل و في إرساء العدالة والمساواة بين جميع التجّار.

كما يفتقد عدد هام من هذه الأسواق إلى مخططات تهيئة وتعهد فمنها ما لم يتم صيانة مكوناتها منذ تشييدها وخاصة منها المرافق الصحية التي تحول البعض منها إلى بؤر للروائح الكريهة والأمراض ويعزو البعض هذه الوضعيات إما إلى تقاعس بعض المسؤولين أو إلى النقص المسجل في توفر الاعتمادات اللازمة للقيام بحملات التنظيف المتكررة وتكثيف آليات الرقابة الصحية والاقتصادية لهذه الفضلات ما جعل منها مظهرا من مظاهرالانزعاج للتاجر وللمواطن على حد سواء.

ويتطلب تجاوز هذه الوضعية تظافر مجهود جميع الأطراف المعنية بنشاط هذه الأسواق من وزارة تجارة وهياكلها الرقابية ووزارة الصحة إلى جانب وزارة الداخلية التي تنضوي صلبها البلديات من خلال العمل على توفير مختلف اللوازم الضرورية لتكثيف عمليات النظافة، ووزارة أملاك الدولة التي هي مدعوة لتوفير فضاءات جديدة لأنشطة الأسواق بمقومات تستجيب لمتطلبات المواطن والتاجر الذي يزاول عمله صلب هذه الفضاءات إلى جانب مزيد التنسيق بين جميع هذه الأطراف لحسن وسرعة التعهد بها.

وللوقوف على إحدى الوضعيات التي تمثل نموذجا مصغرا لأغلب الأسواق إن لم نقل كلها تحول رئيس الجمهورية قيس سعيد ليلة السبت الفارط إلى حي الخضراء بتونس العاصمة، حيث عاين الوضع البيئي المتردي بالمنطقة والحالة التي آل إليها السوق البلدي والانتصاب الفوضوي.

وتعد هذه الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية تأكيدا على ضرورة قيام الدولة بواجبها تجاه المواطنين وتأمين ظروف بيئية وصحية تستجيب لشروط السلامة المعمول بها في مثل هذه الفضاءات المهيأة  حيث ينعكس أي إهمال على جمالية المدن التي تضم هذه الأسواق التي تمثل في بعض الأحيان منارات لجلب الزائرين والسياح خاصة في المناطق السياحية و الحدودية.

وقد تعطي زيارة رئيس الجمهورية دفعا جديدا وحافزا لمزيد الاعتناء بهذه الفضاءات التجارية والاقتصادية والتي تكتسي بعدا اجتماعيا في أغلب الأحيان نتيجة الحركية التي تضفيها على المناطق التي تحتضنها.

وكان رئيس الدولة قد تطرق بمناسبة هذه الزيارة إلى موضوع رفع الفضلات بالمنطقة، كما تحادث مع عدد من المواطنين واستمع إلى مشاغلهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تعاون استراتيجي بين تونس والصين ..ومشاريع كبرى تنتظر البدء في التنفيذ.

تواصل الحكومة متابعة فرص تنفيذ المشاريع التي تم الاتفاق حولها بين الدولة التونسية وجمهورية…