2024-07-30

خدمات النقل الحديدي دون الحد الأدنى المطلوب : سفرات طويلة مُضنية وشاقّة…..إلى متى ؟

لاتكفي النوايا لإصلاح قطاع يحتضر ولن يؤدي تكرار التجارب نفسها إلى نتائج مغايرة وإنما حتما النتيجه تكون أشد وطأة من تلك التي سبقتها.

نتحدث اليوم عن قطاع النقل الحديدي والسفرات الطويلة «المذلّة» هكذا يصفها المسافرون بكل مرارة…سفرات لاطعم فيها للراحة.. شاقة ومرهقة يعرف فيها المسافرون شتى أنواع المعاناة من اكتظاظ منقطع النظير وصولا لتهالك التجهيزات وتهرؤها ناهيك عن غياب عنصر النظافة والمفاجآت الأخرى التي لم تكن في الحسبان ولايمكن حتى مجرد تخيلها أو التفكير فيها كأن يتفاجأ الركاب بالماء يتصبب عليهم من سقف القاطرة ليكتمل بذلك مشهد المعاناة…وللمرء أن يتخيل بقية المشوار…والحال تلك يعقبها اعلام المسافرين بتغيير القطار ويطلب منهم النزول وتكون المشهدية كارثية.. حالة من التدافع والاحتقان والغضب.

يحدث هذا في السفرات الطويلة بين المدن، سفرات معلوم أن اسعارها باهظة بالنسبة لأغلب الناس ودون أن ننسى أن المعاناة مضاعفة في الصيف والحرارة قياسية .. فتردي خدمات النقل الحديدي أسالت انهارا من الحبر وكانت ومازالت محور انتقادات ولم ترتق بعد للحد الادنى المطلوب…ولاشك أنها من معضلات النقل العمومي ببلادنا وقد بات مصنفا كارثيا ومهينا للكرامة.. وبات التعجيل في الإصلاح من أوكد الأولويات. .خاصة وان هذا القطاع يعد الشريان النابض للاقتصاد وصلاح حاله من صلاح حال الاقتصاد.

معلوم أن أيادي العابثين طالت كل القطاعات وانهكتها وأتت على الأخضر واليابس وتسببت في خسارات يدفع المواطن ضريبتها باهظة. فظاهرة الفساد شغلت الرأي العام في العديد من المحطات التاريخية فلقد ساد الفساد وضرب في كل المضارب وفي كل القطاعات بما في ذلك قطاع النقل ليصبح هذا الأخير مرتعا لمن هب ودب فقد نخره الفساد ولم يعرف إصلاحات تذكر رغم تعالي عديد الأصوات ومطالبتها بتطهير القطاع منذ سنوات .

ومعلوم أن كنس العابثين وإنعاش القطاع يتطلب حزمة من الإصلاحات على المدى القصير والمتوسط والبعيد ولكن لابد من الإقرار بأن الإصلاحات على خطى سلحفاة فكل المؤشّرات والوقائع تشي بان لاشيء تغير ولاشيء تبدل ودار لقمان على حالها مادامت الخدمات المقدمة دون الحد الأدنى المطلوب هكذا تحدث المسافرون من تونس في اتجاه قابس ووصفوا الوضع برحلات مضنية ومرهقة خاصة وان كل القاطرات تفتقد لمكيف زائد الاكتظاظ وغيرها من الاشكاليات المطروحة الأخرى والتي أشرنا اليها والتي باتت أمرا مفروغا منه وغيابها يمثل الاستثناء.

ولعل قطاع النقل الحديدي لم يكن بمعزل عن بقية القطاعات ولم يكن بمنأى عما حدث بالبلاد خاصة خلال العشرية السوداء ولم يمثل الاستثناء فقد طاله اخطبوط الفساد وباتت سفراته مدمّرة للأعصاب ومتلفة لها ووصف بالمذلّ والكارثي.

فالنقل مازال مبعث معاناة الحرفاء، هذا الحق الدستوري الذي ظل حبرا على ورق ولم يتجسد حقيقة على ارض الواقع ولعل العديد من المنتسبين للقطاع طالبوا بضرورة القيام بتدقيق مالي لوقف نزيف إهدار الموارد المالية والبشرية ناهيك عن سوء التصرف والعديد من التجاوزات الأخرى.

لعل الوضع يستدعي مما لا شك فيه مزيد تكثيف الجهود والتنسيق بين كل الأطراف المعنية من أجل توفير الاعتمادات المالية اللازمة لإصلاح القطارات في انتظار اقتناء وسائل نقل جديدة لإعادة بناء أسطول نقل بري جديد والعمل على تأمين سفرات مريحة للحرفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

احتفاءً بالمولد النبوي الشريف: فعاليات وأنشطة مختلفة

يحتفل التونسيون اليوم بالمولد النبوي الشريف وككل عام، تقام احتفالات بهذه الذكرى، حيث تمثل …