حمزة نمرة في مهرجان قرطاج الدولي : رغم التفاعل الجماهيري…غاب النضج الفني

قدم الفنان المصري حمزة نمرة صاحب المسيرة القصيرة والاغاني البسيطة القريبة من الجمهور، سهرة فنية ضمن فعاليات الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي مساء السبت، وسط حضور جماهيري محترم ومتنوع.

واعتلى الفنان حمزة نمرة ركح قرطاج لأول مرة في مسيرته الفنية بعد احيائه لعدد من الحفلات في المهرجانات التونسية، آخرها مهرجان الحمامات الدولي سنة 2022، ليثبت ان رصيده الفني لا يخول له الصعود على المسرح الروماني الذي يحتاج الكثير من الإنتاج والتحضير.

وطيلة ساعتين من الغناء على مسرح قرطاج، تفاعل الجمهور مع أغانيه، التي تعبر الى حد كبير عن جيل الشباب الثائر وتلامس أحاسيس الإنسان بكلمات بسيطة وبتوزيع والحان معاصرة تجمع في الان ذاته بين الايقاعات الشعبية والاغاني الشعبية.

وحمزة نمرة، هو فنان له متابعين كثر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قدم خلال حفل قرطاج مجموعة متنوعة من الأغاني، منها “رايق” من ألبومه الذي حقق أكثر من 10 ملايين مشاهدة على اليوتيوب، بالإضافة إلى أغاني “لعلّه خير”، “رياح الحياة”، “أنا الطيّب”، “غروب”، و”عالم كدابة”. كما غنى من ألبوم “مولود سنة 80” أغنية “معلش”، ومن أغانيه الملتزمة قدم “إنسان” التي صدرت في 2011.

ومن اكثر الأغاني تداولا لحمزة نمرة “داري يا قلبي” التي حققت أكثر من 400 مليون مشاهدة، و”فاضي شوية”، والتي تفاعل معها جمهور مهرجان قرطاج الدولي.

برز نمرة كفنان ملتزم خاصة بعد سنة 2011 في الثورة المصرية، وتميز بإعادة توزيع اغنية “هيلا هيلا يا مطر”. وبقي وفيا لشخصيته خلال الحفل حيث قدم تحية لفلسطين عبر أدائه لأغنيتين من الفلكلور الفلسطيني هي :”هدي يا بحر هدّي” و”يا ظريف الطول”.

وهذا الفنان المصري من مواليد سنة 1980، هو مغنٍ وملحن وعازف غيتار. بدأ مسيرته عام 1999 وفي رصيد حمزة نمرة 6 البومات ابرزها ألبوم صدر عام 2020 بعنوان “مولود سنة ثمانين” عام 2020، والذي يعتبر من أفضل ألبوماته، حيث قدم فيه أغانٍ توازن ما بين الأفكار العامة والمشاعر الخاصة، ليتمكن من التعبير عن أحلام أبناء جيله وخاصة جيل الثمانينات.واخر البوماته بعنوان “رايق” صدر عام 2023.

والجدير بالذكر ان حمزة نمرة تولى تلحين جميع أغانيه كنجم مستقل، ولم يخرج عن هذه القاعدة سوى في آخر ألبومين، حيث تشارك مع ملحنين آخرين في تجاربه الجديدة. وفي حفل قرطاج عزف على القيتار الالة التي ترافقه في معظم حفلاته.

وطيلة مسيرته اختار نمرة إعادة احياء أغاني التراث من كل بلد عربي يزوره، ولاقت هذه التجربة استحسان متابعيه على الفضاء الافتراضي.. و في هذا الاطار اختار ان يؤدي أغاني “أهو دا اللي صار” لسيد درويش، و”انت مين يللي موش عارفك” من الفلكلور المصري.

وقد احتفى بلقائه الأول مع جمهور قرطاج بأداء أغاني تونسية مثل “ارضى علينا يا لميمة” و”سرّي فيبالي تخبي”. ودعا فنان الراب “أرمستا” لأداء أغنية “قمر الغربة” معه.

واثث حمزة نمرة سهرته بمقتطفات من الألحان الشهيرة من مصر وتونس والعالم العربي، وطلب من الجمهور التعرف عليها.

واختتم الحفل بأغنية “بلدي يا بلدي”، في سهرة نجحت جماهيريا، لكن لازالت تحتاج الى المزيد من النضج فنيا…

ضعف التواصل

اعتلى الفنان المصري ركح المسرح الروماني بلباس شبابي لم يكن موفقا كثيرا اذ ان أسلوب هذا الفنان في الغناء لا يعني بالضرورة ان يرتدي لباسا “عاديا” في حفل يحييه لأول مرة في اعرق مهرجان عربي…

في هذا الصدد، قال حمزة نمرة في تصريحات صحفية إنه اعتلى مسرح مهرجان قرطاج لأول مرة في حياته، معتبرا ذلك شرف كبير وفرصة انتظرها منذ سنوات اذ أن هذا المهرجان يعد من أهم المهرجانات العربية. الا انه لم يحسن استثمار هذه الفرصة لترك صورة وانطباع جيد لدى التونسيين، فأهمية هذا الحفل لم تنعكس على المسرح، فبدا غير قادر على التواصل الجيد مع الجمهور الحاضر ربما لغياب عنصر “الكاريزما” عن هذا الفنان او ربما بسبب غياب التحضير الجيد لهذا الحفل سواء على مستوى اختيار الأغاني او مدى تمكنه من التواصل اللفظي او غير اللفظي حتى انه في نهاية الحفل نسي اسم المهرجان…

ورغم نجاح الحفل جماهيريًا، إلا أن نمرة لم يستثمر الفرصة بشكل كامل لترك انطباع إيجابي قوي، حيث افتقر التواصل الجيد مع الجمهور وربما الكاريزما اللازمة. كما أن إعتذاره عن إجراء ندوة صحفية إثر الحفل أثار بعض الانتقادات، لأنه حرم الجمهور التونسي من فرصة التعرف أكثر على أفكار هذا الفنان ومشاريعه الفنية القادمة.