بين وزارة التربية وجامعة التعليم الثانوي: ضرورة العودة إلى طاولة الحوار للحدّ من التوتر

حذرت الجامعة العامة للتعليم الثانوي من الخطوة الأحادية التي اتخذتها وزارة التربية بناء على المنشور عدد 2024-7-58 الصادر عنها بتاريخ 23 جويلية 2024 تحت عنوان «حول تيسير مهام متفقدات ومتفقدي التعليم الإعدادي والثانوي» .

  ويأتي رفض جامعة التعليم الثانوي المطلق لهذا المنشور لعدم إشراكها في إنجاز العمليات الجامعة بين الصيغة البيداغوجية والصيغة الإدارية. حيث اعتبر مصدر مسؤول بالجامعة لـ«الصحاقة اليوم»  أن ما أعلنت عنه الوزارة  جاء بنزعة قطاعية  جمعت  بين  المهام الجديدة والمهام الإدارية في إشارة إلى الخروج عن الدور البيداغوجي الصرف المحمول على جوهر عمل متفقدي التعليم الإعدادي والثانوي حسب الجامعة .

مصدرنا اعتبر أن الوقت ما يزال ممكنا  لوزارة التربية لمراجعة هذا المنشور الذي وصفه «بالهجين» مبينا انه يجمع مختلف الصلاحيات البيداغوجية والإدارية بيد المتفقد البيداغوجي  ، وهو ما من شأنه أن يسبب تداخلا وإرباكا وتعطلا ينذر بالخطر وتنازع الصلاحيات .

كما أوضح مصدرنا أن هذا التوجه يفضي إلى تشويه العملية التربوية وإعاقة العودة المدرسية . إذ نبهت الجامعة العامة للتعليم الثانوي من هذه الخطوة مؤكدة أن العمل وجوبا برأي المتفقد بالنسبة إلى تعيين المنتدبين الجدد والمدرسين الوافدين على المندوبية في إطار العمل الدوري والتعيين بالمؤسسات داخل المركز الواحد بعد نقلة المدرس إليه في إطار أي نوع من أنواع النقل«يُعدّ غلوا وتضخيما لدور المتفقد البيداغوجي ، وعبثا بحركة النقل الجهوية يفرغها من مضامينها الاجتماعية والإنسانية ويلغي عمل اللجنة المخوّل لها قانونا إجراء حركة النقل داخل الجهة  وينسف كل عمل تشاركي الذي يعد عماد السلم الاجتماعي والاستقرار التربوي»  وفق الجامعة .

وفي نفس السياق اعتبرت الجامعة العامة للتعليم الثانوي أن استشارة المتفقدين في تعيين الأساتذة المعوضين قصد اختيار أقدرهم على التعويض يُعتبر تراجعا فجّا عن مقاييس إسناد النيابات . وأن في الاستغناء مؤقتا عن الأستاذ المعوض الذي يحرّر فيه المتفقد تقريرا في الغرض «امتهانا لكرامة الأستاذ النائب يضعه تحت مزاج المتفقد وأهوائه كما أن منع المدرس منعا باتا رفض زيارة التفقد مهما كانت الأسباب باعتبار ذلك موجبا للمؤاخذة القانونية تهديد مبطن للمدرسات والمدرسين سيفضي إلى توتير المناخ التربوي والبيداغوجي واضفاء الاستفزاز والتطاول والإذلال للمربين» وبناء على ذلك حثت الجامعة العامة وزارة التربية على سحب هذا المنشور والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض .