2024-07-30

بعد حادث مجدل شمس: تحذير ودعوات لضبط النفس.. وردود دولية متباينة

الصحافة اليوم (وكالات الانباء) أثار الحادث الذي وقع في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل السبت وأسفر عن مقتل 12 شخصا ردود فعل دولية وإقليمية عديدة تراوحت بين الإدانة والدعوة لضبط النفس والتحذير من توسع رقعة الحرب في المنطقة.

ورغم نفي حزب الله مسؤوليته عن الحادث وقوله إن صاروخا اعتراضيا صهيونيا سقط على مجدل شمس وإنه أبلغ الأمم المتحدة بذلك فإن تل أبيب أصرت على تحميل الحزب المسؤولية وتوعدته ولبنان بـ»دفع ثمن باهظ».

فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مقتل 12 مدنيا في قرية مجدل شمس الدرزية داعيا كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد آخر.مضيفا «يجب وقف تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق فورا وعلى كل الأطراف الامتثال لالتزاماتها بالقانون الدولي».

وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالاً هاتفياً مع رئيس الكيان إسحق هرتسوغ أمس الاثنين لبحث الهجوم الصاروخي الذي وقع على هضبة الجولان. وشدد بلينكن على أهمية تجنب تصعيد الصراع، وفق رويترز.

كما بحث الجانبان جهود التوصل إلى «حل دبلوماسي للسماح للمواطنين على جانبي الحدود» بين الكيان ولبنان بالعودة إلى منازلهم بالإضافة إلى الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك.

ويشار إلى أن بلينكن كان شدد الأحد على أنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع بعد هجوم الجولان.

وقال إن واشنطن تجري محادثات مع الكيان حول هجوم الجولان وإن المؤشرات تدل على أن حزب الله هو من أطلق الصاروخ.

كما أضاف خلال مؤتمر صحافي في طوكيو: «أشدد على حق (الكيان) في الدفاع عن مواطنيه وإصرارنا على ضمان أنهم قادرون على فعل ذلك» مردفاً: «لكننا أيضاً لا نريد رؤية تصاعد الصراع. لا نريد رؤيته يمتد».

فيما ذكر أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة من شأنه الإسهام في تهدئة الوضع على حدود الكيان مع لبنان.

وأعلنت فرنسا بدورها إدانتها للهجوم ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد عسكري. وأكد الرئيس الفرنسي  أن باريس «ملتزمة بالكامل القيام بكل ما هو ممكن لتجنب تصعيد جديد في المنطقة»، بحسب ما أفاد الإليزيه.

من جانبه، أدان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الغارة على مرتفعات الجولان المحتل معبرا عن «قلقه العميق» إزاء خطر حدوث مزيد من التصعيد.

وحذرت الخارجية المصرية من خطر فتح جبهة حرب جديدة مع لبنان في أعقاب ضربة مجدل شمس.

ومع تصاعد التهديد والوعيد الصهيوني لحزب الله اللبناني والغارات التي شنها جيش الاحتلال الصهيوني على البقاع وجنوب لبنان حذرت إيران الكيان الصهيوني الأحد من مغبة مهاجمة لبنان.

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان أصدره المتحدث باسمها ناصر كنعاني إن طهران «تحذر من تداعيات غير متوقعة لأي مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادث مجدل شمس».وأضاف البيان أن «أي خطوة حمقاء من جانب الكيان الصهيوني يمكن أن تؤدي لتوسيع رقعة الأزمة والحرب بالمنطقة».

 تحذيرات دولية وحث على مغادرة لبنان

تتوالى دعوات دول غربية لرعاياها بمغادرة لبنان، وسط مخاوف من تداعيات التصعيد بين الاحتلال الصهيوني وحزب الله اللبناني وتحذيرات من اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة.

وجاء ذلك بحسب بيانات رسمية صادرة عن تلك الدول تعقيبا على التهديدات الصهيونية بالتصعيد مع حزب الله عقب حادثة «مجدل شمس» في الجولان السوري المحتل.

وذكّرت السفارة الأميركية في بيروت في بيان عبر موقعها الإلكتروني رعاياها بـ«مراجعة تحذير السفر الحالي، الذي يحث بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان».

ويحث التحذير الحالي المواطنين الأميركيين بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان، وكذلك يوصيهم بالتسجيل في برنامج التسجيل  لتلقي التنبيهات وتسهيل تحديد موقعهم في حالة الطوارئ.

في الأثناء أفادت وكالة أنسا الإيطالية للأنباء بأن وزير الخارجية أنطونيو تاياني حث رعايا البلاد على مغادرة لبنان.

وأكدت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية في بيان أنها تواصل تقديم النصح لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان وتشجع المقيمين في البلاد على المغادرة.

ونصحت وزارة الخارجية الدنماركية بدورها رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وشجتعهم على مغادرة البلاد «ما دام ذلك ممكنًا».

وقالت السفارة النرويجية في بيروت عبر صفحتها بفيسبوك  «تصاعد الصراع بين حزب الله في لبنان والكيان».وذكرت السفارة بـ«نصائح السفر التي تشجع جميع رعاياها على مغادرة لبنان»، موضحة أنه «في حال تدهور الوضع قد تصبح خيارات السفر خارج لبنان محدودة».

وأعاد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أيضا التذكير بتعليمات وزارة خارجية بلاده بعدم السفر إلى لبنان ومغادرته فورا بعد التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.

وجددت وزارة الخارجية الفرنسية، بدورها دعوة رعاياها بعدم السفر إلى لبنان والكيان والأراضي الفلسطينية وأعربت عن إدانتها للهجوم على قرية مجدل شمس داعية إلى «تجنب أي تصعيد عسكري جديد».

وكانت هولندا والسعودية والكويت، دعت في أواخر جوان الماضي إلى مغادرة لبنان جراء التصعيد بين الكيان وحزب الله.

وحذرت الخارجية المصرية من «مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، على خلفية أحداث قرية مجدل شمس بما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة». وأكدت «أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب».

وناشدت مصر «القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخُل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، والتي قد تُشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين».

كما حذرت وزارة الخارجية الأردنيةمن «التصعيد الخطير في جنوب لبنان ومن تداعيات إشعال حرب جديدة ضد لبنان في ضوء التطورات الخطيرة التي شملت سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس السورية المحتلة،».

من جهته دعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية إلى «إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل (الأممية التي تراقب الحدود) لمعرفة حقيقة الأمر» مؤكدا أن أي «هجوم كبير من قبل الكيان على لبنان سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية».

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن الجيش قدَّم للحكومة سيناريوهات لشن هجوم محتمل على «حزب الله».ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم إن تل أبيب لا تريد خوض حرب شاملة مع لبنان، وإنما «إلحاق الضرر بحزب الله دون الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة».

ويحتل الكيان منذ عقود  أراضي لبنانية في الجنوب وهضبة الجولان السورية فضلا عن الأراضي الفلسطينية.

ويتبادل حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية منذ 8 أكتوبر الماضي قصفا يوميا مع قوات الاحتلال الصهيوني.

وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء الجيش الصهيوني الحرب التي يشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت قرابة 129 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

نائب رئيس هيئة الانتخابات : عدد الناخبين المسجلين في السجل الانتخابي ناهز 9,7 مليون ناخب

أفاد نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نوفل فريخة، أمس الثلاثاء، بأن عدد الناخبي…