محمد الساحلي (المدرب الجديد للاتحاد المنستيري): قبلت خوض التحدي بكل حماس.. وهدفي قـيادة الـفريق إلى التتويج محليا وقاريا
ترك النجاح غير المسبوق الذي حققه المدرب لسعد الشابي خلال تجربته الأولى مع الاتحاد المنستيري أثرا إيجابيا في نفوس كل المهتمين والقائمين على هذا الفريق، فرغم أن هذا المدرب لم يسبق له أن عمل سابقا في تونس إذ وقع استقدامه والتعاقد معه بعد تجارب في النمسا إلا أنه استطاع أن يحقق ما عجز عن تحقيقه أي مدرب آخر، بما أن الاتحاد تمكن خلال الحقبة الأولى لهذا المدرب من الحصول على كأس تونس والتتويج محليا لأول مرة في تاريخه الطويل..
ولعل المكاسب العديدة التي تحققت خلال تلك التجربة دفعت القائمين الحاليين على النادي الى تجديد التجربة مع الشابي الذي وفق في تحقيق نتائج مرضية خلال المرحلة الحاسمة من بطولة الموسم الماضي، بيد أن بعض الظروف والمعطيات الهامة أنهت هذه التجربة سريعا ليغادر الشابي المنستير، لكن وجهة المسؤولين على النادي بخصوص معوضه لم تكن مختلفة عما حصل في السابق مع الشابي، بما أن إدارة الاتحاد اختارت مجددا أن تبحث في البطولة النمساوية ووجدت ضالتها لدى المدرب التونسي محمد الساحلي الذي برز خلال السنوات الأخيرة في النمسا وبات من بين الفنيين المعروفين والمرشحين للتطور والبروز أكثر، بل إن هذا المدرب كان مرشحا في وقت مضى للتعامل مع الجامعة التونسية ليواصل تجاربه النمساوية المشجعة، لكن هذه المرّة توفرت بعض المعطيات التي ساهمت في حصول الاتفاق بينه وبين إدارة الاتحاد المنستيري ليسير بذلك على خطى الشابي وينطلق منذ أيام في تجربته الجديدة والأولى له في البطولة التونسية، حيث ستكون مهمته الأساسية قيادة الفريق إلى تحقيق نتائج إيجابية خلال الموسم الجديد، خاصة وأن الاتحاد سيكون معنيا بالمنافسة على ثلاث واجهات.
وفي هذا السياق تحدث الساحلي إلى «الصحافة اليوم» حيث تطرق إلى بعض المواضيع والجزئيات التي تهم هذه التجربة التي يتمنى كل محب للاتحاد أن تكون موفقة وناجحة تماما مثلما حصل مع الشابي قبل أربعة مواسم من الآن.
نهدف إلى التتويج من جديد
لم يخف المدرب محمد الساحلي سعادته وتحمسه الكبير بخوض هذه التجربة التونسية الأولى في مسيرته في عالم التدريب، قائلا في هذا السياق: «لم تأخذ المفاوضات مع مسؤولي الاتحاد المنستيري وقتا طويلا، فبعد أن لمست لديهم رغبة صادقة وحرصا كبيرا على التقدم بالنادي وتوفير كل الظروف المناسبة لتحقيق نجاحات خلال الفترة المقبلة، قبلت دون تردد هذا العرض الذي جعلني أسعد كثيرا بالعمل في تونس التي نشأت وكبرت فيها وتنقلت خلال سنوات عمري الأولى بين العاصمة تونس ومدينة حمام سوسة، قبل أن انتقل للعيش والعمل في أوروبا وتحديدا في النمسا، حيث تمكنت من نحت مسيرة جيدة ومشرفة هناك، وتعاملت مع عدة فرق وكذلك مع عدد كبير من اللاعبين الشبان الذين ساهمت ولو بشكل غير مباشر في بروزهم، لذلك أعتقد أن العودة إلى تونسي وقبول خوض هذا التحدي كانت بدافع الحماس الكبير واللهفة الشديدة من أجل حصد ثمار تجاربي السابقة في النمسا، وكذلك بهدف التقدم والتطور والتأكيد على أن المدرب التونسي لديه من الكفاءة والحنكة والتجربة ما يجعله مؤهلا للنجاح وتحقيق أفضل الإنجازات».
وأضاف الساحلي في سياق حديثه عن الأهداف المرسومة مع الاتحاد أنه يخطط بمعية القائمين على النادي إلى تحقيق مكاسب هامة خلال الموسم الجديد، قائلا في هذا الصدد: «سيكون الاتحاد المنستيري معنيا باللعب على ثلاث واجهات وهي البطولة المحلية وكأس تونس وكذلك كأس الكنفدرالية، ولهذا الاعتبار فإننا نخطط ونسعى إلى التألق بشكل كبير في هذه المسابقات ونحرص تماما على أن تكون تجربتنا الأولى في تونس موفقة من خلال قيادة الفريق إلى منصة التتويج محليا خاصة وأن الاتحاد بات منذ سنوات من بين الفرق التي تنافس بكل قوة وثقة على لعب الأدوار الأولى، أما بخصوص المسابقة القارية فإننا نهدف بشكل أساسي إلى التقدم في البطولة وبلوغ الأدوار المتقدمة، حيث أننا لم نضع أي سقف لطموحاتنا سنعمل بشكل تدريجي على ضبط أهدافنا في بطولة رابطة الأبطال التي ستكون خلالها المنافسة شديدة الصعوبة، وتتطلب بالضرورة أن يتم التفكير والتركيز قبل كل شيء على بلوغ دور المجموعات، وبعد ذلك يمكن أن نضبط أهدافنا ونعدّلها من جديد، لكن في مطلق الأحوال فإننا نسعى إلى ترك بصمة واضحة وومميزة في هذه المسابقة القارية القوية».
متابع وفيّ للكرة التونسية
وأشار المدرب الجديد للاتحاد المنستيري إلى أنه يملك فكرة شاملة ومعرفة واسعة بمعطيات الكرة التونسية، متمنيا في هذا السياق أن تستعيد الأندية التونسية مراكز الريادة على الصعيد القاري وتقدر سريعا على تجديد العهد مع التتويجات، وأوضح أن التواصل الذي حصل بينه وبين الجامعة قبل حوالي سنتين جعله يحرص على متابعة أكبر للكرة التونسية، وهذا العامل سيساعده بلا شك على إنجاز مهمته بنجاح مع الاتحاد المنستيري، قائلا في هذا الصدد: «أدرك جيدا أن أغلب الفرق التونسية تمرّ بفترات صعبة سواء على المستوى الإداري أو المالي وهو ما أدى إلى تراجع نسبي على مستوى النتائج المحققة في المسابقة القارية خلال السنوات الأخيرة، وأعلم أيضا أن وضع الاتحاد لا يختلف كثيرا عن بقية الأندية، لكن في المقابل وجدت لدى القائمين على النادي رغبة كبيرة للغاية في تحقيق مكاسب إضافية وتطوير الأهداف المرسومة، إذ لن يكتفي الاتحاد بلعب دور الحصان الأسود في البطولة الوطنية ولن يشارك قاريا لمجرد المشاركة، بل يتوجب على الجميع العمل معا من أجل التقدم وتحسين واقع الفريق وتأهيله للعب الأدوار الأولى باستمرار».
ثقة كبيرة في الشبان
وبيّن الساحلي أن لديه معرفة جيدة بقدرات الرصيد البشري المتوفر حاليا على ذمته، مؤكدا أن الفريق الذي تألق الموسم الماضي وتألق في عدة مباريات وحقق المركز الثاني في البطولة يظل مؤهلا إلى التألق من جديد خاصة وأنه يضم ثلة من اللاعبين الجيدين والواعدين، قبل أن يضيف بالقول: «رغم حاجة الفريق لبعض الانتدابات العاجلة خاصة وأنه خسر عدد من اللاعبين المهمين وأبرزهم الحارس البشير بن سعيد، إلا الاتحاد يعتبر بمثابة الخزان الذي لا ينضب بل لديه مجموعة متميزة من اللاعبين الشبان الذين برزوا الموسم الماضي، ومن المؤكد أنني سأراهن على حماس الشباب وسأعمل على منحهم الفرصة كاملة من أجل مساعدة الاتحاد على تحقيق أفضل الإنجازات، لكن بالتوازي مع ذلك من المهم تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد تكون لديهم القدرة على تقديم الإضافة، خاصة وأننا سنكون مقبلين على خوض مواجهة حاسمة ضمن الدور التمهيدي لرابطة الأبطال في بداية الموسم الذي يبدو موعد انطلاقته قريبا، ولهذا السبب يتعين علينا أن تكون تحضيراتنا على مستوى الحدث ونستعد كأفضل ما يكون لنثبت لأحباء النادي أننا على قدر المسؤولية وأن الاتحاد المنستيري قادر على تجاوز كل الصعوبات ومؤهلا للتألق خلال الموسم الجديد سواء على المستوى المحلي أو الصعيد القاري.
مراد البرهومي
بالتوازي مع عودة السلطاني : الجبالي مرشح لاستعادة مكانه في مواجهة باجة
بعد الاكتفاء بتعادلين على التوالي خلال الجولتين الأخيرتين، وهو ما جعله يتراجع إلى المركز ا…