مدرب بمواصفات قيادية : بيتوني يرفع الصوت عاليا ويفرض بصمته في الخيارات

راهن النادي الافريقي على المدرسة الفرنسية مجددا باستقدام المدرب دافيد بيتوني «الذراع الأيمن» لزين الدين زيدان والمدرب المساعد السابق في ريال مدريد الاسباني، وهذا الاختيار خفف الضغط على جميع الأطراف بما أن الكل يأمل في تحسن النتائج والحصيلة الرياضية بقدوم مدرب بمواصفات عالمية يملك خبرة كبيرة رغم قلة تجاربه كمدرب أول. ومنذ الوهلة الأولى اختار بيتوني فرض شخصية قيادية داخل المجموعة حيث يرغب في السيطرة على المجموعة ومحو كل مظاهر التسيّب وقلة الانضباط استنادا إلى معطيات كان تحصل عليها المدرب الفرنسي في الفترة الماضية قبل قدومه وبالتالي فإنه يعي ما له وما عليه وعلى دراية تامة بأدق التفاصيل والكواليس في النادي الذي يخوض معه التجربة الأولى داخل القارة الافريقية.

وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن مجموعة النادي الافريقي متجاوبة تماما مع طريقة عمل المدرب الفرنسي الذي يحرص على العمل على جميع الجوانب من التكتيكي والبدني وأيضا الذهني حيث خصص عديد الحصص من أجل التحدث مع اللاعبين بخصوص طرق عيشهم خارج المستطيل الأخضر وتقديم عديد النصائح وبرامج العمل خارج الميدان.

تحديات بالجملة

يملك الفرنسي بيتوني مدرب النادي الافريقي عديد التحديات خلال تربص طبرقة الذي يدوم لمدة 10 أيام حيث بات على الاطار الفني تحديد ملامح الرصيد البشري الذي سيخوض منافسات المسابقات المحلية خلال الموسم الجديد خصوصا وأن الافريقي قد ذهب إلى طبرقة بمجموعة تصل إلى 27 لاعبا والعدد مرشح للارتفاع بما أن بعض المنتدبين الجدد سيلتحقون تباعا بالتربص خلال الساعات القادمة وهو ما يفرض على المدرب القيام بغربلة ثانية بعد سقوط 4 أسماء قبل بداية التربص. والثابت أن جميع اللاعبين يرغبون في كسب ثقة الاطار الفني وتفادي الخروج من حساباته مبكرا وهو ما لمسه الجميع عبر اظهار رغبة كبيرة والجدية والانضباط خلال التمارين. على صعيد اخر فإن الجانب البدني سيمثل الحلقة الأهم في مشوار النادي الافريقي خلال الموسم الجديد بعد أن لاح الفريق ضعيفا للغاية في الموسم المنقضي وساهم العامل البدني في تراجع النتائج خصوصا خلال الفصل الثاني من الموسم بعد فترة التوقف وبالتالي فإن الكرة في مرمى المعد البدني الفرنسي ارتور هوشيد الذي سيكون له دور هام في انجاح المهمة وتحقيق الأهداف المسطرة مسبقا خلال منافسات الموسم الجديد.

خطط عديدة

المعطى الثابت حاليا أن المدرب الفرنسي بيتوني يملك فكرة شاملة على الرصيد البشري للنادي الافريقي وقد نوّع لعبه خلال المواجهات التطبيقية بين الرسم التكتيكي 4-3-3 و 4-4-2 ولو أن الرسم الأول هو الأقرب إلى فكره وإلى تطبيقه مع الافريقي، ودفاعيا لن يجد الافريقي مشاكل كثيرة خصوصا وأن الفريق قد حسم صفقات مميزة ستضمن له الصلابة المطلوبة بعد أن لاح الدفاع ضعيفا في الموسم الماضي لكن الهاجس الأكبر يتعلق أساس بخط وسط الميدان الذي مازالت تركيبته مفتوحة على جميع الخيارات ولو أن عودة قائد الفريق أحمد خليل ستمثل مكسبا كبيرا للمجموعة استنادا إلى خبرته وقدراته الفنية والتكتيكية. والثابت أن الافريقي مازال في حاجة إلى لاعب وسط إضافي على الأقل حيث تمّ انتداب الأوغندي سيماكولا ومعتز الزمزمي وهذا الثنائي فقط لن يفي بالحاجة حيث تبقى فرضية التعزيز بلاعب اخر واردة ومطروحة بشدة خلال الأيام القليلة القادمة. والمؤكد أن الافريقي سيعزز رصيده بأسماء أخرى سواء على مستوى الوسط أو كذلك في الخط الأمامي بما أن الهيئة التسييرية مازالت تتحرك بقوة خلال سوق التعاقدات الصيفية ويفترض أن يكون اية مالك قد التحق بالتربص بالساعات الماضية فيما مازالت الهيئة بصدد التفاوض مع أسماء أخرى من أجل الظفر بتوقيعها ليصبح هامش الاختيار لدى دافيد بيتوني واسعا في كل الخطوط وجميع المراكز تقريبا.