من مدرسة التسيير إلى وصاية “الفيفا”: كرة القدم التونسية تـدفـع ثـمـن الـحـسـابـات الانـتـخـابـيـــة
للمرة الأولـــى، يـــفرض الاتـــحاد الــــدولي لكــــــرة القدم، وصاية كاملة على كرة القدم التونسية، من خلال تكوين لجنة تسوية، هي التي ستقود المرحلة القادمة وذلك إلى حين انعقاد جلسة عامة انتخابية، تقود إلى تكليف مكتب قار يتولى الإشراف على الجامعة التونسية لكرة القدم، وكل الملفات الكبرى الخاصة بالمرحلة المقبلة.
وإلى حين الوصول إلى حل دائم وقار، فإن كرة القدم التونسية تواجه صدمة حقيقية، باعتبار أن ما حصل من تطورات لم يكن يُصدق ولا أحد كان يتوقع أن تفرض الفيفا وصاية على كرة القدم التونسية، التي موّلت الاتحادات العربي والإفريقي والدولي بمسؤولين، ولكنها اليوم ستكون تحت إشراف الاتحاد الدولي الذي سيفرض سلطانه خلال 6 أشهر كاملة، وقد يلجأ إلى التمديد في حال فشل تنظيم الانتخابات للمرة الثالثة.
حسابات متجددة
الوصول إلى وصاية الاتحاد الدولي، كان نتيجة طبيعية لفشل الجامعة في تنظيم انتخابات بعد إسقاط كل القائمات في مناسبتين بشكل لا يبدو مقنعاً ولا متوقعاً، فالحسابات الانتخابية هي التي قادت إلى هذا الوضع الغريب عن الرياضة التونسية، فهي المرة الأولى التي يفرض فيها اتحاد دولي وصايته على جامعة وطنية، وخاصة في حجم جامعة كرة القدم، التي تعتبر الأكبر والأهم.
ومن الواضح أن الطريق إلى الوصاية، كان بفشل المشرفين على الجامعة على تفادي الحسابات الضيقة، فالفشل توزع على مرحلتين، كانت الأولى بالفشل في تنظيم الانتخابات خلال مناسبتين بإسقاط القائمات وسط جدل قانوني يُؤكد أن بعض القرارات غير منطقية وغير مفهومة وكان هناك تسرّع في اتخاذ القرارات وعملية إسقاط القائمات تحتاج إلى بحث جديد وتقصي من أجل معرفة الدوافع الحقيقة لما حصل. أما المرحلة الثانية من الفشل، فتهم التسرّع في اتخاذ قرارات من قبل المكتب المؤقت الذي يُشرف على كرة القدم التونسية، بقيادة واصف جليل، الذي اتخذ العديد من القرارات الحاسمة وكأنه مكتب منتخب ومستقل وله كامل الصلاحيات، ما جعل الاتحاد الدولي يتخذ قرارا بإنهاء عمل هذا المكتب من خلال تكوين لجنة تسوية.
ولم تكن الجامعة التونسية، الأولى التي تتعرض إلى تصرف مشابه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن معظم الجامعات التي تعرّضت إلى إجراء مُشابه لا تملك تقاليد عريقة على مستوى التسيير الإداري وبالتالي يعتبر القرار الأخير صدمة قوية لكرة القدم التونسية والتسيير الرياضي في بلادنا بعد العجز عن تنظيم انتخابات في مناسبتين تواليا.
ومن الواضح أن الأمور ستشهد تطوراً كبيراً في المرحلة القادمة، ذلك أن واصف جليل نجح في أن يتخذ قرارات مهمة، مثل تحديد اسم المدرب الوطني، وكذلك موعد انطلاق البطولة الوطنية إضافة إلى نظام البطولة في الموسم القادم، وبالتالي سحب من اللجنة أهم الملفات التي تؤثر في السير اليومي لكرة القدم التونسية وكذلك نشاط الجامعة، وبالتالي فإن اللجنة لن تقوم بمجهودات كبيرة، حيث سيكون دورها مقتصراً أساساً على تنظيم الانتخابات وما يتطلبه من جلسات من أجل تعديل القوانين وشروط الترشح وتدارك كل النقائص التي قادت إلى الوضع الحالي في كرة القدم التونسية.
اتحاد بن قردان ـ الترجي الرياضي (الجولة التاسعة) : مرحلة جديدة للترجي قد يعطل الاتحاد نجاحها
يدخل الترجي الرياضي مرحلة جديدة في مسيرته، عندما يخوض اليوم أول مقابلة بقيادة مدربه الروما…